على صعيد المشهد العام للصراع العربى الإسرائيلى بدأت تلوح فى الأفق بوادر ظهور رد الفعل المنتظر المساوى لفعل الولايات المتحدة فى المقدار والمضاد له فى الاتجاه. حيث ناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى أخيرا مبادرة أوروبية – عربية لتكون بديلا لخطة السلام الأمريكية التى طرحها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ورفضها الجانب الفلسطينى وسط إدانة دولية واسعة النطاق، كما أعلنت مجموعة من الدول الأوروبية ــ تقودها لوكسمبورج ــ اعتزامها الاعتراف المشترك بدولة فلسطين كدولة مستقلة ذات سيادة !! وأرى أن ذلك الحراك الأوروبى غير المسبوق بدأ يؤتى ثماره المرجوة وفى وقت قياسى حيث أعلنت تل أبيب عن استعدادها التام لتجديد المفاوضات مع الفلسطينيين ومراجعة خطة التوسعات الاستيطانية كعامل مساعد لإتاحة الفرصة أمام الجانبين للعودة لطاولة المفاوضات وتوقف الجانبين عن الممارسات غير المسئولة التى من شأنها تأجيج الصراع وتقويض فرص تحقيق السلام، وأتطلع إلى أن تبادر جامعة الدول العربية باغتنام هذه الفرصة الذهبية بتدشين جسور تواصل مع دول الاتحاد الأوروبى لتوطيد أركان المبادرة الوليدة وترسيخ المفاهيم وتعزيز الآليات التى من شأنها إقرار الحق الفلسطينى وإقامة السلام القائم على العدل فى منطقة الشرق الأوسط .
هانئ فتحى السيد
رابط دائم: