رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بورصة الكتب : «كوندالينى».. رحلة عن اليوجا والتصالح مع الذات

رانيا عبد العاطى

تأخذنا الكاتبة الشابة ميرنا الهلباوى فى روايتها الجديدة » كوندالينى »، الصادرة أخيرا عن دار الكرمة، فى رحلة عبر المكان والروح لتحكى لنا عن فتاة شابة فى نهاية العشرينيات  تعشق الكتابة  تحولت حياتها من حياة مليئة بالمرح والشغف إلى حياة تشعر معها بالملل والخواء من كل شيء.

تبدأ البطلة مع يوجا «الكونداليني». إحدى  أنواع  رياضة  اليوجا الشهيرة ذات الأصول الهندية، رحلة لاستعادة ما فقدته من روحها شيئا فشيئا من احداث ومواقف تركت تراكماتها بداخلها ظنت مخطئة انها تخطتها ولكنها أكدت وجودها فى أعماقها فى صورة ألم فى الظهر جربت معه كل أنواع العلاج الطبى دون اى نتيجة فهل تستطيع اليوجا أن تريحها من ذلك الألم المستمر الذى جعلها تشعر دائما كأنها فى حاجة  للتحرر من القيود التى وضعتها هى حول نفسها دون ان تدري؟  و«الكوندالينى»  وفقا  للثقافة الهندية هى طاقة كامنة  فى قاعدة العمود الفقرى من المفترض أن تكون طاقة حرة تتجول من أسفل الظهر إلى أعلى الرأس عن طريق دوائر الطاقة فى الجسد المعروفة بالشاكرات  التى أفردت الكاتبة لكل شاكرا منهم فصلا من فصول الرواية .والشاكرات تعبر عن مراكز الطاقة السبعة فى جسم الإنسان والتى تتحكم فى حالته النفسية والجسمانية . وربما كان هذا ما دفع مصمم الغلاف إلى اختيار صورة فتاة تبدو وكأنها تمارس اليوجا واستبدال معالم جسدها برسوم لمجموعة من الزهور التى تتفتح داخل جسد الفتاة فى رمزية واضحة لما فعلته «الكوندالينى» لروح البطلة.

الرواية رغم تعدد الشخصيات بها إلا أن جميع مشاهدها تدور فقط حول البطلة  فالجميع ذوى أدوار ثانوية فى حكايات  بطلتها  والتى رغم تصدرها المشهد لا نستطيع التعرف على أسمها سوى بالفصل الخامس لنكتشف أنه  نفس اسم المؤلفة وهو أيضا نفس اسم بطلة.. روايتها الأولى التى حلت بقوائم الأكثر مبيعا «مر مثل القهوة.. حلو مثل الشوكولا». تدور الاحداث فى 9 فصول 7 منها تستعرض الشاكرات السبع. ويبدأ كل فصل بالحديث عن قصة من قصص الأساطير الهندية لتكون مدخلا  لبدء رحلة تصحبنا فيها البطلة عبر الزمن تتذكر بها احداث حياتها  لينتهى كل فصل برسالة تكتبها البطلة إلى شخص مما لهم الأثر فى حياتها، فى دلالة رمزية لارتباط هؤلاء الأشخاص بمعانى الشاكرات ورموزها المعنوية فى حياة الانسان. وفى الحقيقة كانت الرسائل موجهة إلى الذات  لتكون بمثابة إعلان التصالح معها، فمن الجد الذى لم تراه إلى حبيب الطفولة الذى تخلى عنها إلى صديقتها التى قررت البعد عنها لتكون الرسالة الأخيرة إلى زوجها.

استطاعت الهلباوى مناقشة العديد من القضايا الاجتماعية المهمة مثل تفضيل المجتمع الشرقى لإنجاب الذكور على الإناث والتطرف الديني  والفكرى والتحرش النفسى والبدنى الذى يمكن ان تتعرض له فتاة فى مجتمع ذكورى يرفض حتى صرخاتها الرافضة لمحاولات انتهاكها. ويبدو أن كافة تلك الاحداث قد ألقت بظلالها على شخصية البطلة فرغم محاولاتها الدائمة لتبدو بمظهر القوة ولكنها فى الحقيقة تخشى المواجهة وخاصة مع الذات. فهى لم تقم بمواجهة من كانوا السبب فى ايذائها، كانت الرمزية فى شعورها بوجود شيء ما تستحقه فى الحياة تحاول جاهدة ان تناله ممثلا فى لجوئها للسرقة وهى طفلة صغيرة كطريقة للانتقام وبعد ما أصبحت شابة قامت بإيذاء شخص يحبها فكانت هى الوغد فى حياتها كما كان فى حياتها اوغاد كثيرون.

كما فعلت بروايتها الأولي؛ أعتمدت الكاتبة على بطلة وحيدة للرواية الثانية  ورغم أن الرواية الأولي  جاءت معبرة بوضوح عن جزء حقيقى لأحداث واقعية عاشتها إلا أن روايتها الثانية تضمنت أسماء نفس شخصيات روايتها السابقة الأمر الذى يجعل »كونداليني« وكأنها فصل جديد من حياة بطلة » مر مثل القهوة.. حلو مثل الشوكولا » إلا أنها تنفى ذلك مؤكدة بأن روايتها عمل أدبى خيالى لكن استخدام الكاتبة لاسمها كبطلة للرواية يثير تساؤلات عن أسباب اختيارها لاسمها وهل سيكون عملها القادم أيضا مرتبطا بنفس الأبطال وذات الشخصيات .. هو فى الغالب سؤال تملك الهلباوى وحدها القدرة عن الإجابة عنه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق