رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصر والصين.. كورونا والتجارة.. تنسيق مستمر

بعيدا عن قصص المؤامرة التى يروج لها البعض، وبعيدا عن أسباب انتشار المرض، والأضرار الناجمة عنه، جاء فيروس كورونا المتجدد ليظهر نجاح الدبلوماسية المصرية والصينية فى التعاون والتنسيق المشترك بما تقتضيه قوة العلاقات بين البلدين، سواء فى مواجهة المرض على أرض الواقع، أو فى التصدى لآثاره السلبية المحتملة على الاقتصاد والصناعة فى البلدين.

ظهر ذلك منذ اللحظات الأولى لبدء انتشار الفيروس فى بؤرته الأصلية فى الصين، وأيضا بعد انتشاره فى دول أخرى، ثم بعد ظهور الحالة الأولى فى مصر.

قاد هذه الجهود على الصعيد الدبلوماسى تحديدا كل من محمد البدرى سفير مصر فى بكين، ولياو لى تشانج سفير الصين بالقاهرة، إذ تعامل كل منهما باحترافية شديدة مع هذه الأزمة العالمية، بجانب أفراد طاقم السفارتين بالبلدين، سواء مع الجهات الرسمية والصحية المسئولة، أو فى التعامل مع أبناء كل من البلدين المقيمين فى البلد الآخر.

قبل أيام، التقى سفير الصين بالقاهرة مع الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة لبحث سبل التعاون والتنسيق بين مصر والصين لمواجهة المرض، ومن قبيل المصادفة أن اللقاء جرى فى اليوم ذاته الذى أعلنت فيه وزارة الصحة عن أول حالة كورونا فى مصر.

وتقول مصادر السفارة الصينية بالقاهرة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك إنه منذ تفشى وباء كورونا، تبنت بكين تدابير وقائية وفعالة فى الوقت المناسب وبصورة مؤثرة، ونفذت بنشاط التعاون الدولى بطريقة علمية وصارمة ومسئولة للغاية، وأضافت أن مصر تقدر هذا الأمر تقديراً عالياً، واصفا العلاقات الثنائية بين مصر والصين بأنها «ودية تقليديا»، ومشيرا إلى أن مصر تدعم بحزم جهود الحكومة الصينية والشعب لمكافحة الوباء، وتؤمن إيمانا راسخا بأن الصين ستربح الحرب ضد الوباء.

وفى الإطار نفسه، يقول السفير لياو إن الصين ومصر مرتبطتان بشراكة استراتيجية شاملة، موضحا أنه تحت الإشراف الشخصى والتباحث المستمر، وكان السفير قد أعلن فى مؤتمر صحفى فى وقت سابق بمقر السفارة أن بلاده قادرة على التغلب على فيروس كورونا مثلما تغلبت على مشكلات مماثلة فى الماضى، مؤكدا تقديره لموقف مصر المساند للصين، بإرسالها 10 أطنان مستلزمات طبية، كما أشار إلى أن هناك جهودا مشتركة لدعم صحة وسلامة المصريين المقيمين فى الصين، من خلال التواصل بين الجهات المعنية فى القاهرة للوقوف على مسار انتشار الفيروس.

ومن جانبها، اهتمت وسائل الإعلام الرسمية الصينية بنبأ قيام الحكومة المصرية بإرسال عشرة أطنان من الإمدادات الطبية إلى الصين لمواجهة المرض، ونقلت عن السفير الصينى بالقاهرة قوله: «أنا ممتن لجميع أصدقائنا المصريين الذين يقدمون دعما لنا».

وعلى الجانب الآخر، اهتمت وسائل الإعلام الصينية بالجهود التى يبذلها سفيرنا فى بكين فى هذا الصدد أيضا، فنقل مركز معلومات الصين على الإنترنت «شبكة الصين» عنه قوله إن المعركة التى تخوضها الصين حاليا ضد تفشى كورونا هى حرب تخوضها نيابة عن البشرية كلها، مؤكدا لدى مشاركته بمقطع فيديو قصير ضمن حملة أطلقتها شبكة الصين تحت شعار «معا.. لدعم جهود الصين فى معركتها ضد كورونا» ثقته فى شعب وقيادة الصين فى مواجهة هذا الفيروس والانتصار عليه، كما حرص البدرى على ختام حديثه بعبارة «تشجعى يا صين»، وقالها باللغة الصينية.

وبجانب جهود إعادة المصريين من الصين فى الوقت المناسب، والتواصل مع الباقين منهم بصورة مستمرة، امتلأت صفحة السفارة المصرية فى بكين على «فيسبوك» بمنشورات النصائح الطبية الخاصة بكيفية تجنب الإصابة بفيروس كورونا.

وفى ظل المخاوف من التأثيرات العالمية لكورونا على حركة الطيران والسياحة والتجارة فى العالم، ظهر واضحا حتى الآن على الأقل أن التبادل التجارى بين البلدين لم يتوقف، بدليل أن السفارة أكدت استمرارها فى القيام بإجراءات التصديق على المستندات الخاصة بالعمليات التجارية والاستيراد من فواتير وشهادات منشأ وعقود وغير ذلك، من خلال القسم القنصلى بالسفارة، مشيرة إلى أن السفارة لم تتوقف يوما واحدا عن إجراءات التصديق بسبب كورونا، باستثناء العطلة الأسبوعية يومى السبت والأحد، وتعهدت بمواصلة تقديم الخدمات المهمة للأفراد والشركات ورجال الأعمال والمستوردين بشكل معتاد.

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق