فى نوة الشتاء ، تحت الأمطار والبرق والرعد بالإسكندرية، كانت منطقة سيدى بشر وسط تلك الأجواء وبإحدى العمارات، تجمع سكانها وهم يصرخون أمام شقة جارهم الرجل الذى ناهز العقد الخامس من العمر، مسجى على الأرض ملطخا بالدماء التى تنزف منه على إثر طعنات متفرقة فى بطنه.
ودارت التساؤلات بين الجيران وأهالى الحى على مدى أيام تالية عن مقتل ذلك الرجل الذى يعيش بمفرده داخل الشقة وكيف تحولت حياته الى تلك النهاية بعد أن انفصل عن زوجته.. أسئلة بحث عنها رجال الأمن العام بإشراف اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام خلال ساعات وقامت بتفريغ الكاميرات وسؤال شهود العيان لتنكشف الخيوط عن بئر من الخيانة الذى خرجت منه تلك النهاية المأساوية للمجنى عليه وتم الوصول الى الجناة. «محمد» هو مفتاح السر الذى فتح أبواب القضية المغلقة.. ذلك الشاب الأسمر فى العقد الثالث من عمره ويعمل حارس عقار بمنطقة الفلكى بالمنتزه والذى شاهده أحد الجيران وأكدت الكاميرات للمحلات المجاورة أنه آخر من خرج من بيته بصحبته زوجته فى العقد الثانى من العمر تحمل طفلة رضيعة.. تحريات المباحث بإشراف اللواء سامى غنيم مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الإسكندرية كشفت أن الزوج وزوجته هما القاتلان. لينهار محمد فى التحقيق أمام نيابة المنتزه بإشراف المستشار أشرف المغربى المحامى العام لنيابات المنتزة ويقرر أنه تعرف على المجنى عليه بمنطقة الفلكى الذى طلب منه مساعدته فى رعاية والدته المريضة التى تسكن معه وأن يوافق على إرسال زوجته لمساعدتها فى المنزل ولم يكن يدرى أنه يلقى بزوجته إلى التهلكة وإلى «بئر الخيانة» فذهبت الزوجة الشابة إليه لتفاجأ أن قصة والدته المريضة ليست سوى من نسيج خيال الشيطان الذى بدأ يغريها بالمال والحب الحرام لتتحول الزوجة إلى عشيقة فقرر الانتقام منه بالقتل أثناء وجود زوجته داخل الشقة. وتم القبض على المتهم الذى اعترف بجريمته.
رابط دائم: