رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جاليليو.. الدلو الباحث عن الحقيقة

تقدمها ــ عبير فؤاد
جاليليو

ولد الفلكى والفيزيائى الإيطالى «جاليليو جاليلى» فى 15 فبراير 1564.. هو برج الدلو. فى علم الأرقام.. يتمتع مولود هذا اليوم بوضوح الرؤية، وهى الصفة الرئيسية التى مكنت «جاليليو» من التوصل لمعلومات حقيقية بعيدا عن الاستنتاجات الخاطئة التى وضعها السابقون كحقيقة لا تقبل النقاش.. عام 1609 استطاع «جاليليو» أن يطور النظارة المعظمة ويحوّلها إلى تليسكوب ليتمكن من رؤية الأجرام السماوية البعيدة بوضوح، وبذلك استطاع أن يرى بالعين حقيقة الفلك وسطح القمر بما عليه من جبال مع تحديد ارتفاع الجبال، ودرس الكواكب وأقمارها..

من هنا تحول «جاليليو» من فيزيائى لفلكى. مولود الدلو المحب للحرية لا يحب أن يوضع فى قالب «المهنة».. هو قد يختار العمل لعشرين ساعة متواصلة إذا كان العمل من أجل الآخرين ومن أجل مستقبل أفضل.. أن يكون مشغولا بإثبات نظرية أو اختراع ذلك ما يجذبه حقا.

فى يناير1610.. اكتشف «جاليليو» أن لكوكب «المشترى» أربعة أقمار تدور من حوله، وسميت هذه الأقمار «أقمار جاليليو»، وفى يوليو 1610 رصد كوكب «زحل» بحلقاته، وفى سبتمبر 1610 رصد كوكب «فينوس» ودرس حركته. من هنا تأكد «جاليليو» من فكرة «مركزية الشمس» والمعارضة لفكرة «مركزية الأرض» التى وضعها قديما الإغريق (بطليموس وأرسطو) وهى الفكرة السائدة حتى القرن السابع عشر. أصبح «جاليليو» محور الحديث فى كل الأوساط الإيطالية والجميع يقبلون على محاضراته ليروا بأعينهم ما رأى من حقيقة لا تقبل شكّا ولا جدالا. هذا العلم الجديد قد أثار غيرة علماء الكنيسة المنحازين لفكر السلف من العلماء الإغريق، لذلك شنوا عليه حربا شعواء.. يسخرون فيها من علمه واستنتاجاته، مدعين أن هذا العلم يتعارض مع ما جاء فى الكتاب المقدس، وأن «الروح القدس» أرادت لنا أن نعرف كيف نذهب للسماء لا كيف هى السماء! لكن «جاليليو» الواثق مما رآه كان يرد بأن هناك خطأ فى تفسير الكتاب المقدس وطلب من رجال الكنيسة أن يفرقوا بين الآراء الفقهية والعلوم المُثبَتة، وأن يفرقوا بين الفلسفة والرياضيات.

مولود الدلو من الأبراج المفكرة.. نقطة ضعفه «المنطق» ولا يستطيع أن يتقبل فكرا يتناقض مع المنطق.. لذلك يقول «جاليليو»: «أنا لست مجبرا على اعتقاد أن الله الذى وهبنا العقل والمنطق والذكاء يطلب منا ألا نستخدمهم».

فى مايو 1616 حكمت المحكمة أن «مركزية الشمس» تخالف الكتاب المقدس ولا يمكن تدريسها أو الدفاع عنها.. رغم ذلك أكمل «جاليليو» أبحاثه واستمر فى محاولة إثبات مركزية الشمس ودوران الأرض حولها حتى أصدر كتاب «الحوار» والذى يعتبر ثورة على الجهل والتخلف. فى المقابل اتُهِم من الكنيسة بأنه صاحب بدعة وسيحكم عليه بالموت حرقا.

اضطر «جاليليو» أن يقر أمام المحكمة وهو فى سن ال70 أنه مخطئ ويلعن فكرة دوران الأرض حول الشمس.. فرضت عليه الإقامة الجبرية فى منزله حتى مات وعمره 77 عاما ليعلن بين تلاميذه قبل الموت: «لكنها تدور»!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق