-
نقدم منحا للدول الاعضاء فى 28 مجالا.. والقاهرة مقر دائم لمنظمة تنمية المراة المسلمة
في أول حوار له مع «الأهرام» أكد السفير محمد نجم المندوب الدائم لمصر في منظمة التعاون الإسلامي ومقرها جدة، أن مصر تولي أولوية خاصة للمنظمة منذ أن أسهمت في تأسيسها عام 1969، كاشفا عن أن القاهرة تدعم مختلف برامج المنظمة باعتبارها صوت الأمة الإسلامية في مختلف المحافل الدولية والمظلة الرئيسية للعمل الإسلامي المشترك في مختلف المجالات، مضيفا أنه لا مخرج من الصراع العربي ـ الإسرائيلي إلا بحل سلمي شامل وعادل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد نجم علي رفض مصر لتدخلات بعض الدول في شئون الدول الأخري بما لا يخدم الأمة الإسلامية قائلا: للأسف بعضها أعضاء في المنظمة ولا تتورع عن تأجيج هذه النعرات ودعم التوجهات الطائفية والمذهبية التي تفرق بدلًا من أن تجمع، وتهدم بدلًا من أن تبني. كما شاهدنا مؤخرا قيام واحدة منها باحتلال أجزاء من دولة أخري بحجج واهية.
وقال نجم إن هناك تعاونا كبيرا بين الأزهر الشريف ودار الإفتاء والمنظمة خاصة في مجالات تجديد الخطاب الديني ونشر ثقافة التسامح في العالم ومكافحة التطرف والإرهاب، مشيدا بمبادرات الأمين العام الدكتور يوسف العثيمين في الاستفادة من القوة الناعمة للدول الإسلامية خاصة مصر ومشيرا إلي أن القاهرة تقدم منحا في أكثر من 28 مجالا للدول الأعضاء وأنها أصبحت مقرا دائما لكل من فرع البنك الإسلامي للتنمية ومنظمة تنمية المرأة المسلمة، والي تفاصيل الحوار:
تمثل منظمة التعاون الإسلامي صوت أكثر من 1.7 مليار مسلم في العالم، هل فعلا كانت خلال الـ 50 عاما الماضية صوتا قويا فاعلا في الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية؟
بالفعل نجحت المنظمة خلال السنوات الماضية في إعلاء صوت المسلمين في المحافل الدولية، وستستمر في لعب هذا الدور.
ولماذا لا توجد آلية موحدة تضمن تبني الدول الإسلامية في الأمم المتحدة نفس الموقف والتصويت لمصلحة قضايا الأمة الإسلامية ما يزيد من وزنها النسبي ونفوذها عالميا؟
أغتنم هذه المناسبة كي أشيد بالدور الذي تقوم به الأمانة العامة لمنظمتنا العريقة، وأؤكد علي ما توليه مصر من أولوية متقدمة لدعم وتعزيز عمل المنظمة باعتبارها المظلة الرئيسية للعمل الإسلامي المشترك في مختلف المجالات، والقاهرة أكدت مرارا علي ضرورة التنسيق والتمسك بالموقف الإسلامي الموحد في نمط تصويت دول المنظمة في القضايا التي تمس العالم الإسلامي في مختلف المحافل الدولية والاقليمية وايجاد آلية لهذا الغرض وهو ما تؤكد عليه دوماً في مختلف المناسبات وفي إطار مناقشات عملية إصلاح المنظمة كما في الاجتماع الأول في أكتوبر 2018 وكذلك في الاجتماع المقبل في بنجلاديش في فبراير 2020.
تم إنشاء المنظمة ردا علي إحراق المسجد الأقصي في أغسطس 1969 لكن مازال الأقصي بعد 50 عاما تحت الاحتلال. ما الذي يمكن أن تقدمه المنظمة مستقبلا؟
تشهد هذه الأيام منعطفا خطيرا في تاريخ أمتنا الإسلامية، ازدادت فيه التحديات، وتعددت الأزمات، وتعقدت المهام المطلوبة لمواجهتها وعلي رأسها قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، وتري الدول الأعضاء بأنه لا مخرج نهائي منه إلا بحل سلمي شامل وعادل يعيد الحقوق إلي أصحابها، بحيث يحصل الشعب الفلسطيني علي حقه في الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة والأماكن المقدسة كالمسجد الأقصي، وتعود الجولان المحتلة إلي سوريا، لتتحرر جميع الأراضي العربية المحتلة، ويتم طي هذه المرحلة المؤلمة، التي استنزفت الأمة لعقود طويلة، وتبدأ مرحلة السلام الشامل والعادل وإعادة البناء. وستواصل الدول الأعضاء في المنظمة دعمها للشعب الفلسطيني من جميع النواحي السياسية والاقتصادية لحين عودة الحق إلي أصحابه.
ماذا قدمت المنظمة في مجال الدفاع عن الإسلام الصحيح وقيمه ومواجهة الإسلاموفوبيا؟
اتخذت منظمة التعاون الإسلامي الدور الريادي في المحافل الدولية لنبذ الإسلاموفوبيا وكشف دعاة الفرقة والكراهية، والمتاجرين بقضايا الإسلام والهجرة لشيطنة الغيرعبر وضعهم في قوالب، أو ادعاء الأفضلية بناءً علي عرق أو جنس أو دين، ولدي الأمانة العامة مرصد لهذه الظاهرة المقيتة ويقوم بإصدار تقريره بشكل سنوي ويتم نشره وتعميمه علي الدول والمنظمات الدولية .
دافعت القاهرة وأزهرها الشريف عن الأمة وقضاياها المختلفة.ما الذي تشمله أجندة الفترة المقبلة ؟
هناك تعاون كبير ومهم بين الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية والمنظمة ومجمع الفقه الإسلامي علي مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب وتجديد الخطاب الديني ونشر ثقافة التسامح في العالم. وقد أنشأت المنظمة مركز صوت الحكمة ويتخذ من منصات التواصل الاجتماعي آلية لعمله ونشاطه ولمواجهة الفكر المتطرف، وجار دراسة كيفية استفادة المركز من مؤسسة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، كما تمتد أوجه التعاون بين الجانبين لمختلف القضايا، سواء كانت القضية الفلسطينية أو مشكلات الجاليات والأقليات الإسلامية في دول العالم أو مجالات التنمية بشكل عام كما في جهود استئصال مرض شلل الأطفال في دول العالم الإسلامي.
من أهداف المنظمة مواجهة التمييز والاضطهاد ضد الأقليات المسلمة، لكن مازال بعضها مضطهدا ويعاني كالروهينجا ومسلمي الفلبين وسريلانكا؟
مصر تتابع عن كثب أوضاع وحقوق الانسان ومنها الروهينجا المسلمة في إقليم الراكين، وتدين أحداث العنف التي تشهدها ميانمار، التي تغذي الإرهاب والفكر المتطرف. ونؤكد علي دعمنا المتواصل لجميع المبادرات الدولية والاقليمية التي تهدف إلي حماية جماعة الروهينجا المسلمة. وقد اختارالأمين العام شخصية مصرية علي كفاءة عالية كمبعوث له إلي ميانمار وهو السفير إبراهيم خيرت، كما عملت شخصية مصرية أخري، وهو السفير سيد قاسم، كمبعوث خاص للأمين العام للمنظمة في جنوب الفلبين لسنوات طويلة هناك لتحقيق المطالب المشروعة للأقلية المسلمة.
ما هو تصور مصر لتفعيل دور المنظمة في المرحلة المقبلة في مواجهة تحدي تفكيك الدولة الوطنية الذي تعاني منه 8 دول إسلامية ؟
دول المنظمة تواجه تحديات جسيمة، وأجزاء من العالم الإسلامي هي الأكثر عرضة للاضطراب في العالم، وتفجرت الأزمات الداخلية في أكثر من بلد إسلامي، من آسيا إلي الدول العربية وأفريقيا، لتحمل أخطار التفكك والطائفية، والإرهاب الذي بات يهدد صلب وجود الدولة الوطنية ومؤسساتها، ويهدر مبادئ الإنسانية والعمل المشترك، لمصلحة تدخلات من عدد من الدول لأسباب تاريخية وأطماع معروفة، وللأسف بعضها أعضاء في المنظمة ولا تتورع عن تأجيج هذه النعرات ودعم التوجهات الطائفية والمذهبية التي تفرق بدلًا من أن تجمع، وتهدم بدلًا من أن تبني. كما شاهدنا مؤخراً قيام واحدة منها باحتلال أجزاء من دولة أخري بحجج واهية. ومصر ترفض هذه التدخلات التي لا تخدم الأمة الإسلامية.
أين تحدي نقص التنمية، الذي تعاني منه أكثر من ثلث الدول الأعضاء، من جدول أعمال المنظمة ؟
تهدف المنظمة بحلول عام 2025، إلي الحد من الفقر المدقع- الذي يعرف بأنه العيش علي أقل من 1.25 دولار في اليوم ـ بمقدار الثلثين في جميع أنحاء العالم الإسلامي، كما تنفذ المنظمة برامج قطاعية في مجالات المياه والزراعة والبيئة والصحة والسياحة والشباب والمرأة وتمكين مؤسسة الزواج والأسرة في إطار خطة عمل وإستراتيجية التنمية المستدامة للعالم الإسلامي.وأيضا لدي المنظمة برنامج متكامل لتحقيق الأمن الغذائي في العالم الإسلامي، وتعزيز التجارة البينية ومناطق التجارة الحرة المشتركة وتنفذ نظام الأفضليات التجارية لتسهيل الاستثمارات الإسلامية البنة، بما في ذلك تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر من القطاعين العام والخاص.
ما دلالات إنشاء منظمة تنمية المرأة الإسلامية ومقرها القاهرة ؟
المرأة، أثبتت جيلا بعد جيل، وعلي مدي التاريخ الإسلامي الطويل، أنها طرف أساسي في معادلة الأمة، وشريك مكتمل في جميع معاركها وتحدياتها. لهذا حرصت مصر علي استضافة المقر الدائم لمنظمة تنمية المرأة المسلمة بالقاهرة بداية هذا العام، ونتطلع إلي أن تمثل المنظمة نافذة مهمة لتعزيز دور المرأة في العالم الإسلامي، ودعم وبناء قدرات الدول الاعضاء في هذا المجال، خاصة وان لدي مصر تجربة فريدة في مجال المشاركة المجتمعية والسياسية للمرأة، ونحرص علي تبادل خبراتنا علي هذا الصعيد مع مختلف الدول الأعضاء. ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل للوزراء المعنيين بقضايا المرأة في دول منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة بنهاية عام 2020.
للمنظمة اهتمام خاص بالتعليم والتكنولوجيا، ما الذي تخطط له مصر في هذا المجال ؟
تقدم مصر 12 منحة دراسية سنوياً للطلاب المنتمين إلي الدول الاعضاء بالمنظمة للدراسة بالجامعات المصرية والأزهر الشريف في 28 مجالاً تعليمياً في تخصصات علمية ونظرية متنوعة، وهو ما يلقي إقبالاً كبيراً. كما تحرص مصر علي المشاركة بفعالية والمساهمة في الاجتماعات والمؤتمرات الوزارية القطاعية في مختلف المجالات، ولاسيما اجتماعات اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري للدول الإسلامية (الكومسيك)، وتتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية في إقامة مشاريع تنموية واستثمارية مع التركيز علي التعاون الثلاثي في إطار مبادرة تبادل المعارف والخبرات Reverse Linkage بين الدول الأعضاء، وسيزيد هذا الدور بعد أن افتتح البنك مكتبه الإقليمي نهاية العام الماضي في القاهرة لمتابعة نشاطه في ليبيا والسودان ومصر وفلسطين والأردن ولبنان والعراق .
هل يعقل أن يكون مستوي التجارة البينية بين 57 دولة إسلامية 7 في المائة فقط ؟
هناك أطر إقليمية ودولية تحكم الدول الأعضاء، إلا أننا نرصد تزايداً في حركة التجارة البينية ونأمل أن تستمر ولهذا الغرض أنشأت المنظمة المركز الإسلامي لتنمية التجارة في الدار البيضاء بالمغرب، لتنشيط المبادلات التجارية والاستثمارات بين الدول الأعضاء وتشجيع وتنمية المبادلات التجارية بينها، وتنمية الاستثمارات الرامية لتشجيع المبادلات التجارية، وكذلك المساهمة في الرفع من إنتاج الدول الأعضاء وتمهيد السبل للنفاذ إلي الأسواق الخارجية، بالإضافة إلي العمل علي جمع وترويج المعلومات التجارية ومساعدة الدول الأعضاء في ميدان التنشيط التجاري والمفاوضات التجارية العالمية.
الفنون والثقافة قوة ناعمة للعالم الإسلامي كيف تهتم المنظمة بهذا المجال ؟
لدي المنظمة إيمان قوي بتأثير القوة الناعمة في العالم الإسلامي في نشر قيم التسامح ومحاربة مختلف الأفات الاجتماعية وإظهار البعد الحضاري للأمة الإسلامية ولهذا أطلقت عدة مبادرات تعكس هذا الاهتمام منها مبادرة الامين العام د. يوسف العثيمين بتحقيق التقارب بين الشعوب من خلال مهرجان المنظمة الذي انطلق من القاهرة في مطلع العام محققا نجاحا كبيرا وهي الفكرة التي تكررت في أكثر من بلد إسلامي، ومبادرة منظمة الإيسيسكو ومقرها في المغرب، في مجال الثقافة ودعم الانتاج السينمائي المشترك، فضلا عن العديد من البرامج والنشاطات الإعلامية والثقافية والسينمائية من خلال اللجنة الدائمة للإعلام والشئون الثقافية (كومياك) التابعة للمنظمة التي ستطلق قريبا جائزة المنظمة في مجال الإعلام، ومهرجان المنظمة للسينما، وجائزة منظمة التعاون الإسلامي للانتاج السينمائي.
رابط دائم: