رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أنا وابن عمى

أحمد البرى; بريد الجمعة;

أنا فتاة فى الثالثة والعشرين من عمرى، تخرجت فى كلية نظرية، ولى ابن عم يكبرنى بعامين، وتخرج فى كلية مماثلة، وربطتنى به صلة قوية، وتعاملت معه مثل أخى تماما، وقد فوجئت به يتقدم لخطبتى دون أن يأخذ رأيى، ووجدتنى فى موقف صعب، ولا أدرى كيف أتصرف، فسكت، فاعتبروا ذلك علامة رضا، وأستعد حاليا لعقد القران، وبرغم أنه لاحظ تغيرى، فإنه لم يسألنى عن رأيى، وأخشى إن أفصحت عن موقفى الحقيقى منه أن تحدث مشكلة بين الأسرتين.. إننى أشعر بخيبة أمل كبيرة بعد أن اسودت الدنيا فى عينىّ، فهل لديك حل؟.

 

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

لا سبيل إلى الخلاص مما أنت فيه سوى المصارحة والمكاشفة، فلا يعقل أن تتزوجى شخصا لا تشعرين نحوه بالحب، ويمثل بالنسبة لك أخا، فهو ابن عمك، وقد نشأتما فى عائلة واحدة، ولم يدر بخلدك أن يطلبك للزواج.. نعم: قولى لهم الحقيقة، فأن يتم فسخ الخطبة أهون بكثير من زيجة محكوم عليها بالفشل إن عاجلا أو آجلا.

وأما عدم تقبلك له فيبدو أنه بسبب شعورك أنه بمنزلة أخيك، ولهذا فنصيحتنا لك هي عدم التوقف كثيرا عند هذا الشعور، وألا تتخذى قرارك بناء عليه، بل بناء على دين الرجل وخلقه، وأما إذا كان غير مرض في دينه وخلقه، فهذا عدم القبول به أولى وأفضل.

وعلى كل الأحوال فإننا ننصحك بصلاة الاستخارة، فإنها لا تأتي للمسلم إلا بخير.. فإن اطمأننت بعد صلاة الاستخارة للزواج فتوكلي على الله تعالى وأقدمي، وأما إذا لم تطمئني لهذا الشخص ورأيت أن الأفضل لك عدم القبول به، فلك أن ترفضيه، ولا إثم عليك في ذلك.

وبالطبع لا يمكن إجبار الفتاة على شريك حياة من المفترض أن تقضي معه أيام العمر دون أن يكون لها رأيها الخاص، وإذا كان الزواج إجباريا بدوافع عائلية، فهل هذا يضمن للأسرة الجديدة حياة مستقرة وسوية؟، أما إذا كان هناك توافق وتقارب بين الشاب وابنة عمه أو قريبته فهذا أمر آخر لابد وأن ننظر إليه باحترام ونباركه، فالأصل في المسألة هو الأخذ بآراء واختيارات الشباب دون تدخل من أطراف خارجية بغرض الإجبار أو فرض الاختيار، حتى وإن كان الفرض آتيا من أولياء الأمور.

وإذا بحثنا في إصرار بعض العائلات على التزاوج فيما بينها سنجد الكثير من الدوافع التي لا تستند إلى منطق مقبول، وفي الغالب يطبق الأمر وكأنه حتمية غير قابلة للنقاش لمجرد أن البنت ينتظرها ابن عمها وهو الأولى بها من غيره، وهذه الحتمية لا تلتفت إطلاقا إلى فوارق ثقافية أو تعليمية أو جمالية «عند الطرفين» مفادها القبول بالآخر على مستوى المظهر على الأقل.

إن هناك غالبية تنتهج مبدأ قبليا بحتا وتحسب حسابا لنظرة محيطها المجتمعي فقط، وفي النهاية فإن الزواج الصحيح يقوم على الاختيار المناسب للفتاة والشاب من الناحيتين الدينية والأخلاقية ومبدأ التكافؤ وليس للمفاهيم العائلية صلة بهذا الاختيار.. من أجل ذلك عليك أن تتمسكى بموقفك، وحينئذ لن يلومك أحد، فأمر الزواج لا يؤخذ بهذا الشكل، وفقك الله وسدد خطاك.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق