-
التدابير الصحية بالطائرات والمطارات ضرورة لمنع انتشاره جوا
يبدو أن قطاع الطيران المدنى على موعد جديد مع «هبوط اضرارى» فى الإيرادات فى ظل أزمة تهدد اقتصاديات تشغيله وتراجع ايرادات شركات الطيران مع اضطراب حركة السفر العالمى بسبب ظهور فيروس «كورونا» فى الصين التى تعد «ثانى» أكبر سوق للنقل الجوى فى العالم وانتشار الفيروس خارج حدودها بصورة أصابت العالم بالهلع ومهددا الاقتصاد العالمى بأكمله بعد تفوقه على «سارس» الذى تفشى عام 2003.
ونظرا لحساسية هذا القطاع وتأثره الشديد بمختلف الأحداث العالمية والإقليمية وتفشى الأمراض فقد حذر خبراء الطيران من أن شركات النقل الجوى ستتأثر بصورة مباشرة اقتصاديا، حيث تم إلغاء قرابة 30 ألف رحلة طيران دولية ومحلية من وإلى الصين منذ الإعلان عن ظهور «كورونا» وحتى منتصف هذا الأسبوع فقط وانخفضت حركة السفر بين الصين وأوروبا 30% وكذلك السفر داخل الصين بنسبة 57% كما ستضطر الشركات إلى اتخاذ إجراءات متنوعة وقاسية فى ظل تراجع حركة الركاب وتعليق معظم شركات الطيران العالمية الرحلات إلى الصين وخفض خطط وتوقعات نسب النمو. ومن هنا تأتى حالة القلق داخل المجتمع الدولى بصفة عامة والطيران العالمى، خاصة الذى يراقب عن كثب وبمزيد من الانزعاج تداعيات انتشار الفيروس بعد اتخاذ مختلف دول العالم سلسلة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذا الفيروس انطلاقا من المسئولية الكبيرة التى تشعر بها الدول والمنظمات الدولية للطيران تجاه إمكانية انتشار مثل هذه الأمراض عن طريق السفر جوا, بوصفه الأسرع فى الانتقال من دولة أو من قارة إلى أخرى فى ساعات قليلة.. وفى هذا الإطار يؤكد الخبراء أن مصر كانت من أوائل الدول فى العالم التى اتخذت تدابير وقائية صارمة وفقا لتوجيهات القيادة السياسية بالتنسيق بين مختلف الوزارات المعنية، كما قامت وزارة الطيران المدنى بإرسال طائرة خاصة مزودة بفريق طبى لإجلاء المصريين من مدينة «ووهان الصينية» وعلقت مصر للطيران رحلاتها إلى الصين وتطبق حاليا إجراءات صحية صارمة على الطائرة وبالمطارات المصرية، سواء للركاب أو العاملين بالتنسيق مع وزارة الصحة.
والمؤكد أن قطاع النقل الجوى لديه خبرة كبيرة فى التعامل مع هذه الحالات الصحية الطارئة فقد تعامل بجدية كبيرة مع مثلها فى الماضى ومنها فيروس «سارس» فى 2003 وانتشار فيروس «انفلونزا الطيور» 2005 وانفلونزا الخنازير 2009 انطلاقا من مسئوليات مجتمع الطيران الدولى تجاه نمو وتعزيز السلامة للمسافرين حيث قامت منظمة الطيران المدنى العالمى «الايكاو» بإطلاق برنامج »الترتيبات المشتركة لإدارة ووقاية الصحة العامة فى الطيران« بهدف تعزيز وتحسين مستوى الخدمات الصحية بالقطاع وتقوم باتخاذ التدابير اللازمة لحماية المسافرين بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولى للنقل الجوى «الاياتا» ممثل شركات الطيران ومجلس المطارات العالمى. والتنسيق مع مختلف الجهات التى تقع على عاتقها مسئوليات التعامل مع مثل هذه الحالات وخاصة شركات الطيران مثل الضيافة الجوية التى يجب أن تكون أطقمها يقظة ومدربة جيدا، وتتوافر معها العديد من المعدات والأجهزة على متن الطائرة، وأيضا الاستعدادات فى المطارات باستخدام أجهزة الفحص الحرارى المتطورة للكشف على المسافرين وتوزيع بطاقات على المسافرين القادمين من أماكن يشتبه بوجود الفيروس فيها من قبل السلطات المختصة لكتابة بيانات إقامتهم الدائمة بالتفصيل لمتابعة حالتهم الصحية بصورة دائمة بعد الوصول، والتحرك بفاعلية لاحتواء أى بوادر لظهور أعراض الفيروس عليهم.. .. ولكن إلى أن تتلاشى آثار هذا الفيروس مثل غيره من الحالات السابقة سيبقى العالم فى حالة من الخوف والحذر والترقب، خاصة قطاع الطيران الذى يعتبر واحدا من أكبر القطاعات المتأثرة والمتضررة اقتصاديا من انتشاره.
رابط دائم: