نبيلة مكرم وزيرة الهجرة فى حوار مع «الأهرام»: الدولة دائما فى «ظهر» المصريين بالخارج

• نجحنا فى مد جسور الثقة والتواصل مع جميع المواطنين خارج الحدود

دبلوماسية من الدرجة الأولي .. ووجه مصرى مشرف في المحافل الدولية، تميزت فى كل المناصب والمهام التي أُوكلت لها.. كانت مهندسة العلاقات المصرية مع كثير من دول العالم من خلال عملها في القنصلية المصرية فى كل من الإمارات وإيطاليا والبرازيل وأمريكا، بما ساعدها في الانخراط مع جاليات المصريين بالخارج ومعرفة مشاكلهم.

نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أحدثت طفرة في العلاقة بين مصر وأبنائها بالخارج، وحرصت علي إقامة علاقة إنسانية وجسور تواصل دائمة ومستقرة مع تجمعات المغتربين، وذلك عبر لقاءات ورحلات ومؤتمرات وقنوات اتصال. عن خطة الوزارة القادمة وأهم أهدافها كان حوار «الأهرام» مع الوزيرة فى السطور التالية :

بعد مرور أربع سنوات علي إنشاء الوزارة ماذا يري المهاجر علي أرض الواقع وعلاقته مع الوزارة؟

كانت العلاقة زمان بين الدولة والمصري بالخارج عبارة عن إصدار جواز سفر أو توكيل، ولكن الوضع تغير تماما بعد قرار القيادة السياسية بعودة وزارة الهجرة، فقد نجحنا في مد جسور الثقة والتواصل مع جميع المصريين بالخارج، من خلال إحياء عدد من المبادرات الوطنية التي تهدف إلي لم الشمل، والتواصل، مثل «إحياء الجذور»، بهدف تكريم الرعيل الأول من اليونانيين والقبارصة ممن عاشوا في مصر، ومؤتمرات «مصر تستطيع» التي أكدت لعلمائنا وخبرائنا في الخارج، أن مصر تفتح ذراعيها وتسهل إجراءات من يريد مساعدتها، وتستهدف رعاية عقول أبنائها في الخارج.

وأشارت إلي الحالات الفردية التي تعرضت لظلم أو اعتداء بالخارج، فإن الدولة ممثلة في الوزارة تتحرك علي الفور من أجله، وهي رسالة تؤكد أهمية المواطن المصري لدي بلده .

الشد والجذب بين الروابط المصرية بالخارج متي ينتهي وهل توجد آلية لضبط عملها في ظل وجود عدد من الروابط غير المعترف بها، وماذا عن قانون الجاليات؟

كلمة توحيد ليست دقيقة علي الوجه الكامل، ولكن الوزارة لديها رؤية نحو الاستفادة من الكيانات المصرية بالخارج و كان من مهامها لم شمل جميع أطياف المصريين بالخارج من خلال مبادرة «لم الشمل»، بالإضافة لتوقيع أول ميثاق شرف ينظم طبيعة عمل الكيانات المصرية بين بعضها البعض بالخارج، وإعلاء قيم الدولة ومصلحتها قبل أي مصلحة، ونحن نسعي جاهدين لتحقيق ذلك.

وقالت إنه تم إعداد مشروع قانون الهجرة الجديد، وطرح مسودته للنقاش، للوصول إلي أفضل صيغة ممكنة نحو جمع الكيانات المصرية بالخارج تحت مظلة هذا القانون.

مبادرة «مراكب النجاة» لماذا اطلق عليها هذا الاسم، وما أسباب توجه الوزارة لأول مرة بتوعية الأمهات، وما هو رد فعل الشباب في محافظة الفيوم والبحيرة وما هي الخطوة القادمة؟

التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية .. تمثل معني «مراكب النجاة» واسم المبادرة أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي، عندما كلف وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية واستهدفت الوزارة خلال الحملة توعية المرأة بالتنسيق مع المجلس القومي للمرأة، للاعتماد علي الميسّرات والرائدات الريفيات بكل محافظة؛ لدعم الحملة، وركزت مع الأمهات.

وتضيف أنه في اثناء عملها في روما كانت مسئولة عن المراكب التي تصل لسواحل صقلية، وكنت أري جثث الغرقي وكان أكثر ما يؤلمني الطفل عندما يصل ايطاليا يشعر بغربة وخوف ويتصل بأمه ليبلغها رغبته في العودة فترفض بشدة، لذلك كان هدفي الأول هو توعية الأمهات بما يتعرض له أولادهم.

وكشفت عن التجاوب الفعال من الشباب للحملة، مشيرة إلي أنها تحدثت معهم بمصداقية شديدة، وكان من السهل علي القيادة السياسية أن تتخلي عن الشباب الذي يحاول السفر عبر الهجرة غير الشرعية، ولكن الدولة المصرية تولي اهتماما كبيرا بهم وتعمل علي حماية أرواحهم .

التدريب والتوعية والتأهيل هل أتت ثمارها؟

نعم .. فقد نظمنا عدة دورات لتأهيل مدربين من محافظات عديدة في مجال التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر والتعريف بسبل الهجرة الآمنة، بالتعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، ونجحنا بالفعل من خلال استراتيجيات الوزارة المتعددة في منع هذه الظاهرة.

ماذا عن المدينة الطبية الجديدة التي ستقام بواسطة المصريين بالخارج؟

استقبلت اتصالات كثيرة من الأطباء المصريين المقيمين بالخارج، للمشاركة في إقامة مدينة طبية عالمية علي أرض مصر، ومن بينهم الدكتور كمال إبراهيم أحد أشهر جراحي العالم للعمود الفقري والمقيم بولاية شيكاغو في أمريكا، وفي إطار ذلك نظمت اجتماعا لعدد كبير منهم، بالعاصمة الإدارية لوضع التصور المبدئي لمشروع المدينة الذي سيشرف عليه أطباء مصريون بالخارج، وذلك بهدف الاسهام في تطوير الخدمة الطبية والعلاجية التي تستهدفها الدولة خلال المرحلة القادمة، وجعل مصر وجهة علاجية يقصدها الجميع من كل أنحاء العالم..

ما هي آلية تنسيق الوزارة مع المنظمة الدولية للهجرة؟

إن وزارة الهجرة تسعي دائما ضمن إستراتيجية عملها للتعاون والتنسيق المشترك مع الجهات الدولية المعنية بملفات المهاجرين والعمالة الخارجية، وتعد المنظمة الدولية للهجرة واحدة من تلك الجهات الدولية المتخصصة التي تجمعنا بها أطر عمل مشترك، وفي هذا الإطار وقعنا بروتوكول تعاون مع المنظمة في أبريل 2019، بشأن توسيع أنشطة وحدة تنسيق المشاريع بالوزارة (PCU) واستدامة تفعيلها ضمن سياسة حوكمة الهجرة، وإشراك المغتربين في التنمية، وذلك في ضوء تنفيذ توجهات الحكومة لتحقيق التنمية المستدامة 2030، فضلا عن سعي الوزارة الدائم بالتعاون مع جميع الجهات لتوفير فرص بديلة للشباب، لمنع الهجرة غير الشرعية، وتبذل الوزارة جهودًا كبيرة علي عدة محاور تهدف إلي حماية الأمن القومي وسياسة مصر الخارجية.

خلال جولاتكم في الخارج ماهي أبرز مشاكل المصريين ؟

إن مشاكل المصريين بالخارج تحدد وفق المنطقة الجغرافية التي يسكنها المصريون بمختلف دول العالم، وأغلب المشاكل في دول الخليج يكون سببها في الغالب العلاقة مع الكفيل أو شروط العقد، أو مخالفة القوانين، بخلاف الدول الأوروبية التي تختلف المشكلة فيها من دولة لأخري حسب طبيعة البلد المضيف وثقافته وقوانينه، لكن تعاملنا بوزارة الهجرة ثابت مع كل الشكاوي التي نتلقاها، من خلال التدخل السريع لحلها بالتعاون مع الجهات والهيئات المعنية بمصر أو بالدول التي ترد منها، وفيما يتعلق بما ورد للوزارة من شكاوي خلال الفترة الماضية فمعظمها كانت فردية وشخصية وجميعها تم التعامل معها.

ماهي الملفات التي سيناقشها مؤتمر «مصر تستطيع» القادم ؟

تشهد الفترة القليلة المقبلة الاستقرارعلي ملفات المؤتمر والذي من المؤكد أن موضوعه سيأتي في ضوء إستراتيجية مصر لتحقيق التنمية المستدامة 2030, وفيما يتعلق بخطط الوزارة للعام الحالي فيجري العمل حاليا علي مبادرة «مراكب النجاة»والتي تستهدف زيارة 11 محافظة المصدرة لهذه الظاهرة.

كما أن الوزارة مستمرة في تنظيم ملتقيات الجيلين الثاني والثالث من المصريين بالخارج، ووصلنا في هذا العام للنسخة 18 من هذه الملتقيات التي تهدف للتعريف بأبعاد الأمن القومي المصري، وتسليط الضوء علي المشروعات التنموية الجديدة، إضافة لاستعداد الوزارة لتنظيم المؤتمر الثاني للكيانات المصرية بالخارج منتصف العام الحالي، مع استمرار التواصل مع المصريين بالخارج لتلبية احتياجاتهم والرد علي استفساراتهم علي مدي الساعة، لذلك عظمت الوزارة من أدوات تواصلها بإطلاق النسخة الإنجليزية من مجلة «مصر معاك» حتي تصل إلى أكبر شريحة من المصريين بالخارج.

كيف انتهت مشكلة الصيادين المحتجزين باليمن؟

لقد تم احتجاز 32 صيادا مصريا من قبل الحوثيين، حيث ذهبوا إلي مناطق محظورة في البحر الأحمر ومنها إلي عدن، وهم من كفر الشيخ ودمياط، وتم التكليف من رئيس الجمهورية بمتابعة الموقف وجرت العديد من المفاوضات منذ 14 ديسمبر الماضي، وتم التواصل مع المملكة العربية السعودية ودولة اليمن، إلي أن أفرج عنهم، وكلف الرئيس بتخصيص طائرة من أجل نقلهم، وكنت أول من كان في استقبالهم بالمطار، مؤكدة أن الدولة المصرية لن تترك أولادها، وأن الرئيس يرعي المصريين بالخارج.