رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بأقلامهم: كيف نواجه ظاهرة الحواجز البشــرية؟

إبراهيم عمارة
إبراهيم عمارة

يتحدث الخبراء والمتخصصون في مجال الإعاقة دائماً عن العقبات التي تعيقهم فى أثناء السير في الطرق، ويشمل ذلك الأشجار المزروعة بشكل غير منمق على أرصفة الطرق وأيضاً أعمدة الإنارة التي توضع في منتصف الطريق بدون عزلها بأي مواد لمنع التصادم بها من قبل الشخص المعاق وكذلك بقايا مواد البناء التي يتم تركها في الشارع في ظل غفلة الأحياء ومجالس المدن دون تغريم من يرتكب ذلك الجرم. ويفعل نفس الشيء أصحاب المحلات والمطاعم ممن التهموا الأرصفة ووضعوا مقاعد وكراسي، وأيضا وضع حواجز حديدية أمام محطات السكك الحديدية لمنع السيارات أن تصطف أمام المحطات، ورغم تعاطفي مع تلك الحواجز الحديدية وتفهمي من الغرض الذي أتى بها لذلك المكان وقصة الحب التي نشأت ما بيني وبين تلك الحواجز الصلبة إلا أني أراها مدمرة وقاتلة لذوي الإعاقة ممن حرموا نعمة البصر لأنهم عند التصادم بها قد يتعرضون لأذى جسدى، بل أن شخص غير المعاق قد يصطدم بتلك الحواجز، وهذا ما أكدت عليه الدراسات أنك عندما تجعل شيء سهل للمعاق فسيخدم الشخص غير المعاق.

وجميع ما سبق من عقبات في طريق الشخص المعاق بصرياً بات مشهورا ومعروفا ولكن يشتكي ذوو الإعاقة البصرية الآن من نوع جديد من العقبات يصطدمون بها في الطرقات والمؤسسات الحكومية وهي جلوس الناس أحياناً على سلالم المكاتب الحكومية انتظارا لدورهم أو يصطفون في طوابير بشكل غير منتظم وعندما يحاول الشخص فاقد البصر استخدام تلك السلالم لا يستطيع ويتعرض للإحراج الشديد عندما يصطدم بالأشخاص الذين استخدموا تلك السلالم مقاعد لهم دون ترك مساحة صغيرة ليمر منها الناس، المشكلة تتعاظم أكثر في الجامعات المصرية حيث يحكي لي بعض الطلاب والعاملين في الكليات عن ظاهرة احتلال السلالم من قبل الطلاب، وتعرض الأشخاص المعاقين بصرياً لحوادث كثيرة نتيجة لأنهم لا يرون أن هناك شخصا يجلس على السلالم، وهذا ما يترك أثرا نفسيا سيئا عليه أو يمكن أن يكون عرضة للأذى البدني عند سقوطه من السلم المملوء بالطلاب الذين يسخرون منه.

والحقيقة أن هذه الظاهرة تؤكد أن الشخص المعاق لن يقدم على الاندماج في المجتمع ما لم يجد البيئة والشارع مهيأ وقبل ذلك تنمية وعي المواطنين بأهمية إفساح الشوارع والطرق للشخص المعاق، فلا يقفون وسط الطريق بشكل عشوائي أو على درجات السلالم, وعلى الحكومة أن تلتزم بتنفيذ كود الإتاحة في أي مبنى يتم بناؤه. أنا لن أبكي على اللبن المسكوب ولكن أتحدث عن المستقبل، وأرجو أن نفكر في الأشخاص المعاقين عند التخطيط لأي مشروع حتى نكافح ظاهرة الحواجز المادية والبشرية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق