رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تبنى برنامجا تثقيفيا خاصا للأطفال والشباب..
السياسة والتراث والتكنولوجيا تتنافس فى معرض الكتاب بالدار البيضاء

رسالة الدار البيضاء - ســامى القمحــاوى
احد اجنحة الكتب التراثية بمعرض الدار البيضاء للكتاب

وسط شكوى الناشرين الدائمة من تراجع الإقبال على شراء الكتب، رغم الزحام وتنوع الجمهور، تواصل الدورة الـ26 للمعرض الدولى للنشر والكتاب بالدار البيضاء فاعلياتها، ببرامج وندوات تتجاوز أبعادها الرهانات التقليدية لمعارض الكتب، من التشجيع على إعادة فعل القراءة ليصبح روتينا يوميا لدى الأجيال الجديدة، أو دعم صناعة النشر وإصدار الكتب، إلى أبعاد سياسية وتقارب دبلوماسى بين المملكة المغربية والدول المشاركة فى المعرض.

 

هذا البعد السياسى للمعرض أكده الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمى باسم الحكومة المغربية، عقب انطلاق معرض الدار البيضاء للكتاب فى السابع من فبراير الحالي، حينما قال: «حاولنا ألا يكون المعرض معرضا للكتاب فقط وإنما هو معرض للثقافة المغربية وللتواصل والالتقاء الدبلوماسى الثقافى»، مضيفا أن: «عددا كبيرا من السفراء والوزراء حضروا افتتاح المعرض من مختلف القارات، يتحدثون عما يتميز به المغرب من تنوع وثراء ثقافى».

سياسة خارجية وداخلية

أكد البعد السياسى لمعرض الدار البيضاء للكتاب اختيار ضيف الشرف، حيث حلت الجمهورية الإسلامية الموريتانية ضيف شرف للمهرجان، وهى الدولة المهمة بالنسبة للمغرب فى قضية الصحراء، وقالت وزارة الثقافة المغربية إن اختيار موريتانيا جاء احتفاء بعمق الروابط التاريخية والحضارية التى كانت ولا تزال تربط بين البلدين، وتعزيزا للدينامية العالية التى تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين، على مختلف الأصعدة، كما تقرر أن يكون إقليم «الكيبك» بكندا ضيف شرف للدورة الـ27 من المعرض الدولى للنشر والكتاب بالدار البيضاء العام المقبل، وتم تسليم درع ضيف الشرف إلى سفيرة كندا بالمغرب ومدير مكتب الكيبك بالرباط.

ولم يغفل المنظمون لمعرض الكتاب بالدار البيضاء مراعاة السياسة الداخلية فى الفعاليات، بأن يكون هناك مكان لكل مكونات النسيج المغربي، من عرب وأمازيغ وأفارقة وصحراويين وأندلسيين، حيث أكد وزير الثقافة المغربي، فى كلمته الافتتاحية بكتيب برنامج المعرض، أن إخراج البرنامج اعتمد منظومة تعكس الوفاء لمقتضيات الدستور المغربي، والتزم بترسيخ التنوع الثقافى واللغوى للهوية المغربية الموحدة، وذلك بحضور جميع مكوناتها، بالإضافة إلى الحرص على طرح القضايا الراهنة، ومراعاة العدالة فى الفاعليات فى اقتراح المشاركين بالنقاشات.

التراث والكتب الدينية

لم تختلف الدورة الـ26 لمعرض الدار البيضاء للكتاب فى الحضور القوى لكتب التراث الشعبى والكتب الدينية ، وتعددت دور النشر المتخصصة فى هذه النوعية من الكتب بالمعرض، وشهدت إقبالا من الزوار، خصوصا كبار السن.

وحظيت الكتب المترجمة من لغات أخرى مثل الصينية باهتمام كبير من رواد المعرض، وشهدت إقبالا كبيرا على شرائها، حسب ما أكده لـ«الأهرام» الدكتور أحمد السعيد، مدير دار الحكمة للاستثمارات الثقافية، التى تتولى ترجمة أبرز الإبداعات الثقافية والبحثية من اللغة الصينية إلى العربية والعكس.

كما سيطر التراث على جانب كبير من البرنامج الثقافى الموازى للمعرض، حيث شهدت ندوة «ومضات على التراث الشعبى المغربى»، التى تحدث فيها المؤرخ المغربى الكبير عبد الحق المريني، حضورا جماهيريا وتفاعلا كبيرا، ودعا خلالها المرينى إلى النهوض بالتراث الشعبى المغربى بجميع مظاهره، وحمايته من الاندثار بسبب تحديات العولمة.

وأكد المرينى، الذى أخذ على عاتقه منذ سنوات مهمة البحث فى فنون وألوان التراث الشعبى المغربى، أن روافد الثقافة الشعبية المغربية بكل أنماطها تعبر عن مظاهر اقتصادية واجتماعية ودينية وفنية، وتختزن رموزا كثيرة، وتؤكد الهوية، وتؤسس تاريخ المغرب وتربط ماضيه بحاضره.

وقال المرينى فى الندوة إن التراث الشعبى المغربى يجسد الامتزاج الثقافى المغربى متعدد الأصول: الأمازيغية والإفريقية والصحراوية والأندلسية والعربية، ويتطور تطورا ملموسا فى أشكاله وتنوعاته ومظاهره فى مواجهة العولمة وهيمنتها الثقافية.

التكنولوجيا تحتل مساحتها

شركات البرامج التكنولوجية، ودور نشر الكتب المتخصصة فى علوم البرمجيات والكمبيوتر حاضرة بقوة فى معرض الدار البيضاء، وتشهد إقبالا كبيرا من جمهور المعرض، خصوصا طلبة المدارس والجامعات، الذين أكد عدد منهم لـ«الأهرام» أن زيارة المعرض أصبحت عادة سنوية لديهم، رغم محدودية قدرتهم على شراء الكتب والاسطوانات، منوهين إلى أنها فرصة للاطلاع على الجديد فى مجال الكمبيوتر والتطبيقات الرقمية الجديدة.

إدارة المعرض أيضا استخدمت الإمكانات التى تتيحها التكنولوجيا الحديثة للترويج للمعرض، وتيسير وصول الجمهور للنشاطات ودور النشر المختلفة، حيث تم استحداث بوابة إلكترونية تحتوى على جميع المعلومات الخاصة بالمعرض، و تطبيق إلكترونى يتم تحميله على الهاتف المحمول يمكن من خلاله البحث عن دور النشر والكتب والأنشطة، ويتيح التطبيق إمكانية التقاط صورة سيلفى مع إطار يحمل لوجو الدورة واسمها باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية.

الأطفال والشباب والقراءة

أولت الدورة الـ26 لمعرض الكتاب بالدار البيضاء اهتماما خاصا بالأطفال والشباب، حيث خصصت برنامجا خاصا بهم، لربطهم بالمعرض وغرس عادة القراءة وتطوير مهاراتهم العلمية والفكرية، وتم تخصيص فضاءين كبيرين لاستضافة النشاطات الموجهة لهم.

وفيما يتعلق بإعادة ترسيخ عادة القراءة أطلقت وزارة الثقافة المغربيةحملة للتشجيع على القراءة بشراكة مع إحدى شركات المواصلات وجامعة الحسن الثانى  بالدار البيضاء، وتخرج هذه الحملة عن نطاق المعرض إلى فضاءات المدينة الكبيرة، حيث تم وضع كتب ومنشورات على محطات الترام لتشجيع مستخدميه على القراءة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق