نتيجة الضغوط اليومية تصدر عن بعض الأمهات أحياناً ألفاظ أو تصرفات غير مرغوب فيها تجاه صغارها، ولأنك مثل أعلى له لابد أن تعترفى بخطئك، وأن تعتذرى له حتى يعتاد على لفظ الاعتذار: «أنا آسف» ويكون من السهل عليه أن يرددها بعد ذلك تلقائيا بعد أى خطأ يرتكبه حتى إن كان لا يدرك معناه لصغر سنه.
وعن كيفية الاعتذار للطفل تقول إيمان الحلوجى (استشارية العلاقات الأسرية): ابدئى معه حوارا لتعرفى الأثر الذى تركه فيه تصرفك معه، ولا تلقى باللوم عليه بأنه تصرف تصرفا خاطئاً لأن خطأ الطفل ليس مبررا لوقوعك فى الخطأ، على أنه يفضل أن تعتذرى له أمام إخوته حتى يتعلموا أن من يخطئ يجب أن يعتذر مع التأكيد أن غضبك منه لا يقلل من حبك له.
وتشير إلى أن اعتذارك كأم له يعلمه أن من أفسد شيئا يجب عليه إصلاحه، وأن من الشجاعة الاعتراف بالخطأ ومحاولة إصلاحه، ومع تقدم سن الطفل يدرك أثر ما يفعله على الآخرين بالسلب أو بالإيجاب خاصة أن تعويد الطفل على هذه المعانى يغرس فى نفسه قيمة العدل فليس من العدل أن يخطىء، ولا يدفع الثمن. كما يتعود أن يتحمل مسئولية عمله فإن كان خطأ عليه أن يعتذر ولا يلقى باللوم دائما على الآخرين. وكذلك ينمى الاعتذار عند الطفل الثقة بالنفس فالخطأ ليس عيبا بل هو وسيلة للتعلم كما أنه ينمى لدى الطفل الإحساس بالآخرين لأنه تعبير عن أسفه من أنه تسبب فى جرح مشاعرهم حتى وإن كان دون قصد. وتشدد «الحلوجى» على ضرورة أن تبدأ الأم فى تعويد الطفل على تحمل مسئولية خطئه، والاعتراف به، وأن يبادر إلى إصلاحه، فمثلا إذا استولى على أو كسر لعبة أخيه عليه أن يعلم أن ما فعله خطأ، وعليه إصلاحه بالاعتذار والعمل عن طريق تعويضه بأن يعطيه لعبة من ألعابه أو يشترى له أخرى من مصروفه.
وتضيف إيمان الحلوجى: إذا تكرر من طفلك الخطأ ووجدت أن الاعتذار أصبح سهلا على لسانه لابد من العقوبة مع الاعتذار، وهناك أساليب عدة لمعاقبة الطفل لا تسبب له الأذى النفسى الذى يسببه الضرب، كالحرمان من المصروف أو الحرمان من مشاهدة المسلسل المحبب له. أخيرا ترى استشارية العلاقات الأسرية أنه لابد من مراعاة الحالة النفسية للطفل بعد ارتكابه الخطأ وخاصة إذا كان دون قصد فلا يطلب منه الاعتذار بعد وقوع الخطأ مباشرة خاصة إذا كان يبكى بل لابد من الانتظار حتى يهدأ، ويدرك الخطأ الذى قام به، ثم نطلب منه الاعتذار عما بدر منه، ليحقق بذلك الاعتذار فائدته المرجوة فى تقويمه.
رابط دائم: