ما أطرف الحديث عن الأدب إذا جاء من طبيب، وما أعجب الكلام فى الطب إذا كان مصدره أديبا.. وما أروعهما معًا إذا كان من يتحدث طبيبًا أديبًا؛ صاحب انجازات علمية فى جراحة القلب وعلاج أدوائه، وكذا مبدع له منجزه الأدبى الذى يميزه.. تلك الخلطة الذكية اجتمعت فى الدكتور تامر عز الدين استاذ مساعد جراحة القلب بكلية طب طنطا.. المفتون بزيارة معرض الكتاب فى كل عام، والذى قال فى حوارنا معه:
لمعرض القاهرة الدولى للكتاب مكانة عظيمة فى نفوس كثير من المصريين والعرب، فهو يمثل احتفالية ذات مذاق مختلف، ومذ كنت طالبًا وحتى أصبحت استاذًا لطلاب كلية الطب، وأنا لايفوتنى عام إلا وكنت واحدًا من رواده، وقد نقلت هذا العشق للكتاب والمعرض إلى أولادى، ومن الرائع أن يتميز هذا العام باسم عبقرى من عباقرة مصر وهو «جمال حمدان» أعظم من سبر غور عبقرية مصر وموقعها وجغرافيتها ووجدانها وشعبها.
ماهى دوافع هذا العشق وعلاماته عندكم؟
متعة التجوال فى أروقة وصالات وفاعليات المعرض لاتقدر عندى بثمن، فهى تمثل عندى نزهة روحية ووجدانية متميزة جدًا وبخاصة الأجنحة التى تمثل ركائز أساسية فى وجدان المصريين والعرب منذ زمن بعيد، مثل أجنحة الأهرام والأخبار ودار الهلال وسور الأزبكية الممتع الذى يتميز بنوادر الكتب ورخص الأسعار.
تتخصص فى جراحة القلب وفى الوقت نفسه تكتب القصة والرواية الأدبية، ترى ماهى الوشائج التى تربط الطب بالأدب منذ زمن بعيد؟
علاقة الطب بالأدب ليست مجرد ظاهرة، وإنما هى توأمة قديمة، فالطب مهنة تعتمد على الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة والتحليل، يدخل فيها الطبيب كزائر مرغوب فيه إلى نفوس البشر يسبر غورها ويكشف نقاط الضعف والقوة فى رحلة بحثه عن مسببات المرض، لذلك هى مهنة تحفز روح الأديب الكامنة على الانبعاث فيمن كانت لديهم موهبة الكتابة من الأطباء، وهم كثر فى تاريخ الأدب العربى والعالمى.
هل قدمت هذا العام للمكتبة العربية جديدًا فى مجال الإبداع والطب؟
نعم لى مجموعة قصصية بعنوان «عكس الاتجاه»، وكتاب طبى برواية أدبية عن أوجاع القلب وأسراره تحت عنوان «وجع القلب»، وكتاب آخر اسمه « تفاصيل مهمة» أناقش فيه تفاصيل حول فهم الحياة والسعادة والنجاح وتعاملات الناس فى هذا الشأن، ولأنى جراح قلب، فأنا أعرف أن علاقة الكلمة بالحياة كعلاقة العلاج بالقلب، قد يكون فيها الصلاح إذا وصفت من طبيب ماهر يصل إلى العلة بسهولة.
رابط دائم: