رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تستخدم العلاج بالألوان مع الأطفال..
يسرا أشرف.. تنتصر على الشلل الدماغى بـ«الجلاكسى»

إجلال راضى
يسرا بجوار إحدى لوحاتها فى أثناء مشاركتها بأحد المعارض

عندما كان عمرها تسع سنوات أمسكت ورقة وكتبت عليها «فنون جميلة» ثم وضعتها فى جيب الجاكت الخاص بوالدها، كانت بهذه الطريقة البسيطة تدون حلمها بمجرد أن ولد بداخلها، محدثة نفسها: سوف انتظر سنوات لأعرف مصير تلك الورقة والحلم، مرت السنين وأخرجت الفتاة نفس الورقة والحزن يسيطر عليها لأن الحلم لم يتحقق لسبب لا تعلمه، ورغم ذلك أصبحت موهوبة فى الرسم الجلاكسي، وشاركت فى مجموعة من المعارض الفنية من بينها معرض دولى.. إنها الشابة يسرا أشرف( ٢١عاما) والتى التقيناها لنعرف تفاصيل قصتها.

تقول يسرا: كنت اتمتع بكامل الصحة والعافية عند مولدى وعقب إصابتى بارتفاع شديد فى درجة الحرارة وعمرى سبعة أشهر، وصف لى الطبيب دواء خاطئا أدى إلى اصابتى بشلل دماغى، وفقدت القدرة على الحركة والنطق، ومع المواظبة على العلاج الدوائى والطبيعى تحركت يدى وكانت أول عضو فى جسدى يتحرك، وقتها كان عمرى سبع سنوات ومن شدة شعورى بالفرحة كنت أريد أن أجعلها تتحرك طوال الوقت دون توقف واستخدمها فى فعل شئ مهم لذلك أخذت ورقة وبدأت أخطط بالقلم حتى رسمت مجرد «شخابيط» وبتكرار الأمر أصبحت ارسم وردا ومناظر طبيعية.

وعن التحاقها بالمدرسة تضيف: بعد أن أصبحت قادرة على الحركة والكلام التحقت بمدرسة ابتدائية ودرست حتى الصف الثالث الابتدائى بانتظام، لكن عانيت من طريقة تعامل الطلبة والمدرسين التى كانت تشعرنى دائما بالرفض، لذلك قررت أن أتخلص من هذا الضغط النفسى وانتقلت إلى نظام المنازل وواصلت الدراسة به حتى حصلت على الشهادة الإعدادية.

بعد ذلك فكرت فى دراسة المرحلة الثانوية بانتظام وليس بنظام المنازل نظرا لتطور قدراتى فى التعامل مع الناس والتمكن من الحركة بشكل أفضل من ذى قبل، وبالفعل ذهبت إلى المدرسة وفى اليوم الأول قالت لى احدى المعلمات «جايه ليه المدرسة فى مدارس خاصة للحالات اللى زيك» بالإضافة إلى سخرية بعض البنات من طريقة كلامى لذلك قررت التحويل إلى نظام المنازل مرة أخرى وبالفعل توجهت إلى مدرسة القاضى شرف الدين المهنية بنات بالسيدة زينب لتقديم أوراقى للالتحاق بالصف الأول الثانوى قسم زخزفة بنظام المنازل لكن المدير اخبرنى بأنه لا يمكن قبولى قبل أن أصل لسن الثامنة عشرة ولم أجد امامى خيارا سوى الانتظار.

وتكمل: مر ست سنوات توقفت خلالها عن الدراسة بالمدرسة لكن كنت اشترى كتب تنمية بشرية وعلم نفس وأقوم بقراءتها قراءة جيدة، ثم أضع بعض الأسئلة وكأنه امتحان واجيب عنهما، وقد أفادنى ذلك كثيرا فى مجال الرسم حيث تعرفت على أهمية الألوان وتأثيرها على الروح واستخدامها كنوع فى علاج الأطفال ذوى الإعاقة وهو العلاج بالألوان لذلك استخدمت هذه الطريقة مع مجموعة مختلفة من الأطفال بعضهم يعانى متلازمة داون أو توحدا وكان بينهم حالة تفقد القدرة على النطق وكان أغلبهم يبتعدون عن اختيار الألوان الداكنة ويفضلون الزاهية وكنت أشاهد تأثير ذلك عليهم حيث يبتسمون ويعبرون عن فرحتهم بكلمات بسيطة.

أيضا من أهم الخطوات الإيجابية التى حققتها خلال هذه الفترة هى المشاركة فى مجموعة كبيرة من معارض الفن التشكيلى من بينهما «معرض منارة الأردن» كما ساعدنى علم النفس فى تفسير وشرح الأعمال الفنية.

أما عن اختيارها لرسم «الجلاكسى» فتقول يسرا: لم أختره ولكن الأمر حدث مصادفة منذ ثلاث سنوات كنت أشعر بضيق شديد فأمسكت بالفرشاة وأخذت أدمج مجموعة من الألوان معا حتى صممت لوحة جميلها ثم قمت بعرضها على فنان تشكيلى شاب وقد نالت إعجابه واخبرنى أن هذه الطريقة فى الرسم تسمى «جلاكسى» أو مجرة وهو رسم حر مستوحى من الفضاء، ومنذ ذلك الوقت قررت أن أتخصص فى هذا النوع من الرسم وأطور موهبتى به فهو يساعدنى فى الانتصار على إعاقة الشلل الدماغى التى أصابتنى، ويعطى لى مساحة للتعبير عما بداخلى بحرية.

وبالنسبة للعودة إلى الدراسة بالمدرسة مرة أخرى أتقدم بأوراقى كل عام بعد أن تخطيت عمر الثامنة عشرة ولكن حتى الآن لم يتم قبولى دون سبب واضح وكانت آخر الأعذار أن الأولوية للطالبات الأقل من ستة عشر عاما لذلك أناشد وزير التربية والتعليم ليساعدنى على العودة إلى المدرسة واستكمال تعليمى مرة أخرى حتى أحقق حلمى والتحق بكلية الفنون الجميلة واثق أنى يوما ما سأكون على موعد مع حلمى، فالأحلام لا تموت إلا عندما نكف عن مطاردتها وأنا لن أتوقف عن السعى مهما حدث.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق