أقيمت ندوه تحت عنوان «الأدب والأثنوجرافيا ـ محمد عفيفى مطر» فى المقهى الثقافي، أدارها الكاتب محمد حربى وشارك فيها أستاذ علم الاجتماع د.أحمد زايد، وأستاذ الفلسفة الحديثة د. رمضان بسطاويسى ود. شوكت المصري.
وقد استهل اللقاء محمد حربى قائلا: إن الشاعر الراحل محمد عفيفى مطر (1935- 2010) أحد شعراء الحداثة المصرية والعربية، حيث قدم نحو 18 ديوانا شعريا وبعض الكتب النقدية. وقد أصدرت هيئة الكتاب العام الماضى الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للشاعر للمرة الأولي، ليكون نصه متاحا لجميع قراء العربية.
من دواوينه بالغة الأهمية «يتحدث الطمي» والذى تأثر فيه بقريته رملة الانجب، فى صعود أحلامها وفى هبوط واقعها. وعندما بلغ السبعين من عمره، قرر ان يعيد طرح اسمه القديم الذى كان يسمى به فى طفولته، فظهر ذلك فى «ملكوت عبد الله» و«طرديات عبد الله»، والذى قدم من خلالها رؤيه لطفل فى السبعين.
كما كتب «الجوع والقمر» عام 1962 فى بداية المد الاشتراكى فى مصر، وقدم خلاله نقدا بالغ القسوة لهذا المد الاشتراكي.
ويقول الدكتور احمد زايد «لقب محمد عفيفى مطر بألقاب عديدة، منها شاعر الأرض، شاعر الطين، شاعر الجوع، شاعر القمر، شاعر الطمى والنهر وشاعر الظلام والخوف. ولكى ندرك تلك الأوصاف، فلابد أن نتأمل حياة الشاعر ومعاناته الكبيرة. فقد ولد عفيفى فى القرية وعاش طفولته فيها، ليحيا حياة معقدة دخل خلالها السجن ثم جاء إلى القاهرة، ودخل فى تعقيدات حياتيه، وقد تجلت تلك الحياة المعقدة بشكل واضح فى اشعاره.
لغة عفيفى مطر لا يقرؤها إلا شخص متخصص ويعرف اللغة جيدا، فربما بإمكاننا ان نجد علاقة بين تعقد حياة عفيفى وتعقد لغته، وان كانت لغته بها أساليب تفاجئ القارئ وتفاجئ العقل، وبها أساليب متداخلة وتعقيد فى بناء الجملة والقصيدة، وفى طرح البداية والنهاية.
مطر شاعر الحداثة عندما نتوقف عند ذلك المفهوم نرى أن جيل عفيفى صنع قطيعة مع الشعر القديم، وطرح أساليب جديدة فى الكتابة واللغة،وأساليب جديدة فى الشعر وظهر ذلك فى قصيدته «الشعر» وفى هذه القصيدة نجد انطلاق للحداثة والبحث عن الافق الجديد، فى محاولة تجاوز ما هو قديم،وهذه القصيدة ثورة على الشعر القديم..
ويقول د. رمضان البسطاويسي: تعد تجربة مطر الشعرية مميزة عمن سبقه فى الظهور كأحمد عبد المعطى حجازى وصلاح عبد الصبور. فمنذ بدايته كان لمطر خصوصية مختلفة فى تجربته التى فرضت لونا ولغة مميزة ونكهة خاصة.
رابط دائم: