رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«فلما بلغ الأربعين» يؤكد أن المقاوم لا يموت ومواجهة العدو تبدأ من الداخل

كأنه يرد على الخطة الأمريكية والتهويد  بالفكرة وحلم الشعراء، اتخذ أنور عبد اللطيف فى كتابه «فلما بلغ الأربعين» قصائد محمود درويش التى ألقاها لمقاومة الاحتلال والتهويد والدبابات والبلطجة عنوانا لكل فصل أو محطة من محطات الرحلة التى خاضها بمقالاته المنوعة التى ناقشت قضايا مختلفة.

افتتح كتابه بشطرة لدرويش «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».. واعتبرها المؤلف شعارا للتسامح والمقاومة وعدم التفريط مهما صعبت المهمة، فكلمات المقاومة تستحق الحياة. قسم كتابه إلى محطات، بدأت المحطة الأولى التى قدم فيها محاولاته فى المشى، وفى المحطة الثانية قدم سرديته بقراءات فى كراسة الوحى وهى عبارة عن أوراق جمع فيها أبياتا للشاعر محمود درويش، وكتب مع كل بيت ما أوحى له من حكايات وهموم مصرية وفنية وإنسانية وشخصية، أهدى كتابه إلى روح شابين مجهولين أحدهما استشهد فى حرب أكتوبر 1973 ودفن فى مكان مجهول بسيناء، وآخر شقيق الأول مات فى عمر 18 سنة بعد الشهيد بعام واحد، بسبب الإهمال الطبى وعدم وجود حياة كريمة، وهو عدو لا يقل ضراوة عن العدو المسلح. وفى المحطة الثالثة تحت أبيات من قصيدة درويش فى مديح الظل العالي سجل حكايات عن نشأته الأولى فى القرية وكشف عن جوهر التعليم فى كُتَاب القرية .

تمضى محطات الكتاب مع أبيات محمود درويش دستورا وميثاق شرف للكتابة الصحفية، فكتب تحتها عن علاقته بتوفيق الحكيم  لمدة ساعة بلا أى كلمة، ويكتب عن نظرة عقاب أحد من السيف من على حمدى الجمال، وبساطة بنت الشاطئ وحديث تليفونى مع نجيب محفوظ . وتحت عنوان «سيِدان على الجبهة بسيناء لم يجدا حيزاً للمنام».. يكتب عن بطولة جنديين اسمهما سيد تحمل الرمزية والحقيقة فى آن واحد، أحدهما مجهول القبر مات خلف خطوط العدو والآخر معروف قبره، كما يكتب فى محطة أم كلثوم حين تسأل هيكل حاجب السلطان: احنا مع مين يا محمد ؟

وعن الزيارة الأخيرة للأستاذ هيكل للأهرام بعد 40 سنة ،حين وجد أن العصر الذى ينتمى اليه صار صورا تزين حيطان مبناه، ولا ينسى المؤلف إلقاء نظرة عابرة على نسر الأهرام لـ آدم حنين الذى وضع كحجر أساس للمبنى عام 1964 ولا يزال دون تاريخ يستعد للطيران منذ 50 سنة.

ولم تخل سرديات المؤلف من لمسات إنسانية تمثلت فى صعود شخصيات من الظلمات إلى جوار الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد ثورة 30 يونيو، مثل بنت البواب والفتى المعاق الذى كلفه الرئيس بجمع هموم الناس لعرضها عليه فى مؤتمر على الهواء.كما كتب المؤلف عن جمهورية السعادة لصاحبها الدكتور محمد غنيم وأسرار العدالة الصحية التى طبقها فى جمهورية عنبر 4 بمستشفى الكلى بالمنصورة .. وحديث نادر مع صلاح جاهين حول عناوين جرانين المستقبل..

أما أطول فصل فهو عن الفنان الكبير محمد عبدالوهاب بالتحديد تمثال عبد الوهاب وقمم مصر فى دار الأوبرا حين فجع المؤلف لحظة الاقتراب منه أنها تماثيل من الجير والأكريلك التى شرختها عوامل التعرية، ولا يليق بحجم ومكانة أصحابها فى الوجدان المصرى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق