رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أب يروى كيف اغتالت «الدفاية» أطفاله الثلاثة

محمد صبري
الأشقاء الثلاثة الضحايا وشقيقهم الناجى

 الليلة كانت شديدة البرد حتى إن الأولاد الأربعة آووا مبكرين لغرفتهم والتفوا بالبطاطين فوق ملابسهم الثقيلة وأشعلوا المدفأة الكهربائية ليستسلموا للدفء الذى جلب النوم لأعينهم، لكن لم يأت النوم وحده، فقرب الفجر بحوالى ساعتين، لحق الموت بالنوم ليحصد بالنيران التى تطايرت فجأة من سلك المدفأة، ثلاثة أطفال فى عمر الزهور.

المكان بلوك 16 مدخل 4 شقة بالطابق الأول بمنطقة «مساكن العبد» بحى المقطم التى كانت شاهدة على كارثة تحدث عنها أهالى الحى بأكمله، بعد أن استيقظ الجميع على كرات لهب تخرج من شقة جارهم مندوب المبيعات محمد سيد «38 سنة» فهرولوا مسرعين لمحاولة إخماد النيران التى حاصرت الشقة والتهمت محتوياتها، لكن النيران استعصت عليهم، فقاموا بإبلاغ اللواء نبيل سليم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، فتم توجيه ٥ سيارات إطفاء تمكن رجالها من إخماد النيران ولكنهم استخرجوا من بين الحطام 3 أطفال محترقين فى حاله تفحم كامل وتم نقلهم الى المشرحة حتى تم إخطار النيابة التى كلفت رجال المعمل الجنائى بالانتقال الى مكان البلاغ وإعداد تقرير عن الحادث وتبين من المعاينة أن ماسا كهربائيا بالدفاية وراء نشوب الحريق الذى دمر معظم محتويات الشقة وحصد أرواح الأطفال الثلاثة، بينما نجا من الموت الأب والأم ونجلهما الأكبر يوسف «16 سنة».

رب الأسرة المكلومة الذى نجا من الحريق روى لمندوب «الأهرام» ما حدث فى الليلة المشئومة، حيث كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة صباحا فيقول: وقعت الكارثة بعد أن اشتعلت النيران فى غرفة الأطفال وسقط السقف فوق رأس ابنى الأكبر يوسف «16 سنة» لكنه نجا بأعجوبة فهرولت مسرعا الى غرفتى لاستيقظ وزوجتى على أصوات صراخ أطفالى الثلاثة الآخرين، حبيبة «12 سنة» و بلال «10 سنوات» وبسملة «6 سنوات»، إلا أن ألسنة اللهب والأدخنة، حالت دون دخولنا الغرفة، فقمت بلف بطانية حول جسمى لمحاولة انتشال صغارى من وسط النيران والأدخنة إلا أننى فشلت فى الوصول إليهم إلا بعد أن احترقوا.

 غلبت الدموع الأب فسكت لدقائق معدودة مغالبا حزنه الذى كان امتزج بملامح وجهه وتمالك أعصابه ولكن ظلت نبراته مفعمة بالأسى على الأبناء الثلاثة، وعاد للحديث «إنى فقدت فلذات كبدى والآن احتسبهم عند الله الذى استرد وديعته إلى أن ألقاهم عند رب كريم». صمت قليلا ثم عاد يغالب آلامه: «كم كنت فرحا منذ أيام بنجاح أحدهم بتفوق فى الترم الأول فى مدرسته الابتدائية، غير أن نيران المدفأة وقفت بالمرصاد لتفسد فرحتنا.. ولكن يبقى فضل الله علينا عظيما».

 واستكمل الأب كلماته متماسكا مستعيدا الأحداث «بعد وصول رجال الأمن وقوات الحماية المدنية، تم إخماد الحريق لكن النيران كانت قد التهمت أولادى الثلاثة ليتحولوا إلى أشلاء متفحمة فى مشهد لم أكن أتصوره فى يوم من الأيام ولكن لا يبقى إلا ان أقول قدر الله ماشاء فعل».

 وفى ختام حديثه ناشد الأب محافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال، لتوفير مسكن بديل للأسرة المكلومة بعد تدمير الشقة التى تقيم بها الأسرة بالإيجار والتى تركتها بعدما تحولت محتوياتها إلى رماد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق