يعيش ملايين المواطنين على مستوى العالم حالة من القلق والتوتر بسبب انتشار عدد من الأمراض الوبائية خلال الفترات الأخيرة ، ومنها الالتهاب السحائى والملاريا والحصبة، وآخرها فيروس «كورونا» المستجد، والذى حصد حياة عشرات الأشخاص وأصاب الآلاف منهم، ووسط تلك الحالة المخيفة تقف مصر بالمرصاد للتصدى لتلك الأوبئة والأمراض المعدية المختلفة، لتجنيب البلاد والعباد شرها، والمحافظة عليهم، وذلك من خلال خطط محكمة تسير عليها وزارة الصحة وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، لحماية الملايين من المصريين من تلك الفيروسات المعدية، وتقديم أفضل الخدمات الصحية وتوفير الأدوية اللازمة لمكافحة تلك الأمراض فى حال ظهورها. وفى هذه السطور القليلة نوضح الدور المفعل والمنشود من قطاع الطب الوقائى التابع لوزارة الصحة ووسائل الترصد عبر المطارات والمنافذ ووسائل التطعيم.
تقول الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إن مصر حريصة تماما على صحة المصريين والتصدى لأى أوبئة أو أمراض معدية تهدد حياتهم، مضيفة أننا نطبق نظام ترصد للأمراض المعدية ذات الأهمية الوبائية، وهو من أفضل برامج الترصد على مستوى العالم بشهادة جميع المنظمات والجهات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، حيث يتم إجراء تقييم دورى لهذا النظام من قبل المنظمة العالمية. وأضافت زايد أن هذا النظام يغطى جميع المناطق الجغرافية ومحافظات الجمهورية، موجود فى جميع المطارات والمنافذ البحرية والبرية، وقادر على الاكتشاف المبكر لأى حالة مصابة بمرض معد، حتى نضمن سرعة التعامل معها واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة، وأن هناك انتشارا لفرق الترصد للأمراض المعدية والوبائية فى كل المستشفيات ومديريات الصحة على مستوى الجمهورية ، بالإضافة إلى وجود غرفة الطوارئ الوقائية المركزية والتى تعمل على مدار الـ24 ساعة لمتابعة الأحداث الصحية بالمحافظات كلها. وأشارت إلى أنه تم مناظرة أكثر من 6 ملايين راكب العام الماضي، بمنافذ الدخول الجوية والبحرية والبرية، عن طريق الفرق الطبية بالحجر الصحي، كما تم تطعيم نحو 7 ملايين تلميذ فى السنوات الدراسية (أولى حضانة، الأول الابتدائي، الأول الإعدادي، الأول الثانوي) ضد الالتهاب السحائى خلال العام الدراسى الحالي، بالإضافة إلى تطعيم المسافرين إلى الدول المتوطن بها المرض والمسافرين للحج والعمرة والفئات المستهدفة، وذلك لمنع انتشار المرض فى مصر.
وفى السياق نفسه، يقول الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان إن الحجر الصحى يعمل على مدار الساعة بقوى بشرية مدربة وبتخصصات مختلفة للتشغيل فى كل منفذ، كما لدينا جميع المعدات والآلات اللازمة للاكتشاف المبكر والاستجابة لأى أحداث طارئة، تشكل تهديدا للصحة العامة، موضحا أنه تم إصدار 14 منشورا دوريا فيما يخص إجراءات الحجر الصحى المقررة بنقاط الدخول الجوية والبحرية ومكاتب التطعيم الدولية فى المحافظات المختلفة خلال العام الماضى بهدف منع تسريب الأمراض الوبائية من خارج البلاد إلى داخلها ، وذلك فى ضوء متابعة سير الحالة الوبائية فى العالم. وأضاف عيد أنه تم تطعيم أكثر من 20 ألف راكب ضد الحمى الصفراء، والكوليرا، وشلل الأطفال بجميع مكاتب التطعيم الدولية، والتى تتواجد داخل مكاتب الصحة بالمحافظات لتطعيم المسافرين، كما تمت معاينة 10 آلاف سفينة، وعمل تحريات لنحو 3 آلاف سفينة قادمة من مناطق غير آمنة وقائيا للتأكد من خلوها من أى أمراض وبائية، كما تم رش أكثر من 5 آلاف و500 طائرة قادمة من مناطق غير آمنة وقائيا، بالإضافة إلى الإشراف الصحى على التخلص من نفايات 33 ألفا و565 طائرة ، و12 ألفا و44 سفينة، مؤكدا أنه يتم تطهير وسيلة النقل فى حال وجود اشتباه على متنها واعتبار مخلفات وسيلة النقل نفايات خطرة، ويتم التخلص منها تحت إشراف الحجر الصحي، كما يتم تسجيل ومتابعة القادمين من الخارج، بالاشتراك مع الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية.
وأوضح رئيس قطاع الطب الوقائى أنه تمت ميكنة حركة الطعوم والأمصال إلكترونيا على مستوى الجمهورية، وإحلال وتجديد سلسلة التبريد على مستوى المديريات والإدارات والوحدات الصحية لضمان جودة وفاعلية الطعوم المستخدمة، بالإضافة إلى توفير الأجهزة القياسية لدرجات الحرارة وذلك طبقا لمنظمة الصحة العالمية لضمان سلامة الطعوم فى أثناء النقل والتخزين، كما يتم توفير الطعوم لجميع الفئات المستهدفة بالتطعيم من المسافرين إلى الخارج مثل الحجاج والمعتمرين والمسافرين لدول متوطن بها أمراض معدية، وذلك منعا لعدم تسرب أى أمراض معدية أو أوبئة إلى مصر، مضيفا أنه تم توفير الأمصال المنقذة للحياة، حيث يتوافر رصيد بجميع أماكن تقديم الخدمة على مستوى الجمهورية، كما يتم متابعة الموقف الوبائى العالمى والإقليمى على مدار الساعة.
رابط دائم: