رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

التجديد الدينى..رؤية للتفاعل

الشيخ. أحمد ربيع الأزهرى

التجديد الديني من أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام والمؤسسات الدينية، لعبور الأمة نحو المستقبل وتصحيح المفاهيم السقيمة التي أسست للتطرف والغلو. ولا شك أن التجديد المنشود يكون في المتغيرات لا الثوابت، الفروع لا الأصول، الظنيات لا القطعيات، الوسائل لا المقاصد، دفع الأفكار الفاسدة لا القواعد الراسخة.

واستكمالا للجهود الكبيرة التي تبذل في مجال التجديد الديني، علي المستويين الفردي والمؤسسي، فإننا نقترح الآتي:

ـ مراجعة منظومات التعليم في العالم العربي والإسلامي، لأن الفكر هو ثمرة التعليم، لذا فيجب أن نبتعد عن أي عملية إصلاح شكلية مؤقتة أو إصلاح تجميلي لأساليبه وطرائقه، بل يجب أن توضع رؤية وخريطة طريق تنفيذية لإصلاح جميع جوانب النظام التعليمي والفلسفة التي يعتمد عليها، وأن ننتقل من تعليم مبني على تحصيل المعلومات والمعرفة الهشة، إلى تعليم مبني على تثمير الحكمة، ويكون هدفه »الإحياء للأحياء«

- لابد أن نؤمن بأن صناعة عقل الداعية صناعة لعقل الأمة، وأن الاستثمار الآمن في عقول الدعاة أثره على أمن وسلامة المجتمع مهم جدا، وبالتالي يجب أن تًصنع برامج تدريب غير تقليدية يمتلك الدعاة من خلالها المهارات العلمية والتكنولوجية لتفنيد الشبهات ودحض الشبه والمقولات الكاذبة، لتحصين الشباب من الانخداع بهذه الدعاوى والشبهات وأن ينشغل الدعاة ببناء القلب السليم والعقل المستنير وأن يملأوا القلب بالعاطفة والعقل بالمعرفة وأن يفتحوا قلوب الناس بإحسانهم قبل بيانهم، وأن يقدموا صحيح الإسلام بصورة سهلة ومحكمة وأن ينطلقوا في تجمعات الشباب في النوادي ومركز الشباب وقصور الثقافة وبل المقاهي لتبصيرهم بقيم الإسلام، وأن يتفرغ قسم منهم للعمل البحثي من ناحية والعمل الإعلامي من ناحية أخرى لدحض هذه الشبه وتحصين معتقد الناس من أضرارها.

- يجب علينا في إطار تجديد الفكر الديني أن نطلق مشروعا فكريا يستهدف الحفاظ على هُوية شبابنا في خضم هذه الرياح العاتية التي تستهدف إقتلاعهم من الجذور.. وهذا يستوجب وضع رؤية تتكامل فيها كل المؤسسات المعنية بالنشء والتربية والشباب من مؤسسات دينية وإعلامية وتعليمية واجتماعية لنقدم للشباب طرحا يتعاطي مع مشكلاتهم بلغة عصرهم ويحولهم لأدوات إثمار وغرس في حقول أوطانهم.

- لا بد من وضع رؤية لتفاعل الفكر الديني مع معطيات العالم الإلكتروني، وأن نتوسع في برامج الحماية الفكرية لشبابنا في التعاطي مع هذه التكنولوجيا، وأن ننشئ منصات إلكترونية لنشر صحيح الإسلام وبيان الخلل الذي يطرأ على الفهوم والعقول، مع صناعة برمجيات تجعلنا أكثر تواصلا وتفاعلا مع هذا المتغير.

ـ نحن في أمس حاجة لتوليد علم »أصول الحضارة« على غرار علم »أصول الفقه«، وهو علم يهدف لتقعيد الرؤية الحضارية للإسلام وكيف تكون صناعة الإنسان وعمارة الأكوان وتأسيس قيم التقدم و التحضر والريادة والبناء والعمران، علم يبحث في السنن الإلهية بناء الأمم وهلاك الشعوب وزوال الحضارات.. نريد أن نقف طويلا مع مفهوم القوة من خلال قصة ذي القرنين في سورة الكهف، وأسس الحفظ العمراني كما في سورة يوسف، وبناء منظومة الشورى كما في شأن بلقيس في سورة سبأ، ومعالجات القرآن للخلل الذي يتسبب في انهيار الحضارات وهلاك الشعوب كما هو الحال في شأن شعيب ولوط عليهما السلام، وبيان أسس الكفاية والاعتماد على أرباب الكفاية كما في قصة طالوت ويوسف وموسى مع شعيب ...إلخ.ونعيد قراءة القرآن قراءة متأنية من خلال هذه النظرة التأسيسية لبناء قواعد وأصول علم أصول الحضارة.

ـ إنشاء »علم المراجعات التراثية« لجمع المسائل التراثية التي تم توظيفها على غير »مقاصد الشارع« أو على غير مقاصد مؤلفيها، أو لحقت بها تفسيرات وتأويلات منحرفة واعتمدت عليها عقول هشة علميا ومتطرفة فكريا والقيام بمراجعتها وبيان الفهم الصحيح لنصوصها.

وكذلك عمل موسوعة »لفهم مداخل علوم التراث« وكيفية فك شفرته اللغوية والعلمية؛ لأن لكل علم أسسا قد تتفق وتختلف مع العلوم الأخرى .

- السعي إلى تقعيد منهجية للتعامل مع النص التراثي، فكما يوجد كتب للقواعد الفقهية وكتب للقواعد الحديثية فلا بد من كتب لقواعد فهم النص التراثي سواء كانت قواعد عامة أو قواعد خاصة لكل علم لكي تكون حكما فاصلا بين أدعياء العلم والعلماء بحق في هذا الشأن وأن نحتكم إليها عند النزاع ، وبلا شك فهذا يحتاج لجهد مجمعي لا يقوى على القيام به فرد بعينه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق