بعد 47 عاما من العلاقات المتشابكة والمعقدة، تنهي بريطانيا مساء اليوم عضويتها رسميا في الاتحاد الأوروبي. وسيتم إنزال الأعلام البريطانية من المؤسسات الأوروبية بدون أي مراسم بروتوكولية. وبهذه الخطوة يُغلق فصل عاصف، وتبدأ مرحلة جديدة من المفاوضات لا تقل صعوبة، إذ ستدخل بريطانيا فورا مرحلة انتقالية تستمر حتي 31 ديسمبر 2020 تبحث خلالها شكل العلاقات التجارية المستقبلية مع التكتل الأوروبي.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه سيحتفل بشكل محترم بخروج بريطانيا. ويعتزم دوانينج ستريت إقامة عرض للألعاب النارية، لكنه سيكون محدودا أخذا في الأعتبار أن بريطانيا ما زالت منقسمة بحدة إزاء البريكست وأن يوم الخروج سيكون يوما مؤلما وحزينا لملايين البريطانيين الذين صوتوا للبقاء في الاتحاد في استفتاء 2016.
ويعتزم جونسون إلقاء كلمة للبريطانيين يحثهم فيها علي احتضان البريكست والتوحد خلف المسار الجديد الذي تتخده بريطانيا. وسيلقي جونسون الكلمة عبر فيديو مصور من حسابه علي تويتر متجاوزا وسائل الإعلام. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إنها لا تستطيع تأكيد أنها ستبث كلمة جونسون، معربة عن غضبها إلي جانب مؤسسات إعلامية آخري.
ووسط انقسامات حادة ومشاعر متناقضة، دعت شخصيات سياسية معارضة جونسون إلي إظهار الاحترام وعدم المبالغة في الاحتفال. ووصف الزعيم المؤقت لحزب الأحرار الديمقراطيين السير إد ديفي، يوم الخروج بـ يوم مظلم في تاريخ بريطانيا. فيما دعت النائبة في حزب الخضر مولي كاتو مؤيدي الأتحاد الأوروبي في بريطانيا، خاصة الشباب إلي إبقاء الحلم حيا، في إشارة إلي المعسكر الذي يعتقد أن بريطانيا يمكنها العودة مجددا لعضوية الأتحاد الأوروبي عندما يدرك الناخب البريطاني تكلفة البريكست الحقيقة.
وكما كان متوقعا صادق البرلمان الأوروبي بغالبية كبيرة علي اتفاق البريكست ليصبح ناجزا من الناحية القانونية، بعدما مرره البرلمان البريطاني قبل أيام.
وفي دلالة علي الصعوبات التي تنتظر بريطانيا بعد خروجها من التكتل، صوت البرلمان الأسكتلندي بأغلبية 10 أصوات لصالح إجراء استفتاء شعبي ثان علي استقلال اسكتلندا عن بريطانيا. ومع أن التصويت رمزي من الناحية السياسية لان البرلمان في ويستمنستر يتمتع وحدة بصلاحية الموافقة علي إجراء استفتاء جديد لانفصال اسكتلندا، إلا أن الخطوة توضح الصعوبات التي سيواجهها جونسون للحفاظ علي وحدة المملكة المتحدة بعد البريكست.
رابط دائم: