أحب أن أرتل القرآن ترتيلًا
إحنا بناخد الموضة من غير تعقل.. والباروكات شيء مش معقول
الأصوات دلوقت زى ما تجيب بنات وتلبسهم زى بعض ما بقتش تعرف دى من دى
لا تزال أم كلثوم حاضرة رغم غيابها، ولا تزال اسطواناتها تحقق أعلى المبيعات، ولا يزال لها جمهورها الذى يعشقها ويردد أغانيها وقصائدها، وهى الصوت الوحيد الذى وحد العرب على حبه والإعجاب به، وظلت تغنى رغم مرضها، وكانت «الثلاثية المقدسة» للشاعر صالح جودت هى آخر ما تغنت به، وكانت أمنيتها أن ترتل القرآن ترتيلا، كما صرحت فى آخر حديث أدلت به إلى جلال الجويلى الذى اقترب منها كثيرا، وصاحبها فى رحلاتها إلى الخارج صديقا قبل أن يكون صحفيا.. فقد كان القرآن الكريم معها دائما منذ أن غادرت قريتها إلى القاهرة لتبحث لها عن مكان بين عالم الفن الذى كان أغلبه منساقا وراء الأغنيات الرخيصة التى ترضى الغرائز، ولذلك ظهرت أم كلثوم وكأنها نغم شاذ يتغنى بالقصائد والتواشيح، ولهذا استطاعت العملة الجيدة التى اسمها أم كلثوم أن تثبت وجودها بسرعة وتطرد العملة الرديئة، وكان ذلك بفضل معلمها الأول وهو القرآن الكريم والذى كانت تحلم بتلاوته مسجلا بصوتها، بل ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك حين صارحت ملحنها الأثير رياض السنباطى برغبتها فى تلحين القرآن، وجرت التجربة بالفعل ولكن السنباطى اقتنع بأن موسيقى القرآن تغنى عن أى موسيقى أخرى، وفى آخر حديث تدلى به سيدة الغناء قبل رحيلها كانت لا تزال تراودها الفكرة.. وهذا هو نص الحوار.
المكان: حديقة فيلا أم كلثوم
الحضور: المهندس محمد الدسوقى ورفعت الدسوقى.
وفى الحديث فتحت أم كلثوم قلبها، قالت الكثير فى القضايا الفنية، وتمنت لو أن ملحنا استطاع أن يساعدها على ترتيل القرآن الكريم كما تحب أن ترتله.. مع موسيقى تأثيرية من على البعد تصاحب الترتيل الذى كانت تفضل أن يكون من قصص القرآن أو من قصار السور.
أنا باقول إن الفن بيتعارض مع المادة!
شوف أنا يعنى حبيت ناس فى الإذاعة وكرهتهم فى التليفزيون مع إنهم هم هم الأشخاص ليه؟ أنا كنت عاملة لهم صورة حلوة صوتية فى خيالى وبعدين لقيت حركاتهم ضيعت منى الهالة اللى أنا كنت عاملاها لهم!
...........................................؟
فى رأيى لازم يبقى فيه اختصاص.. فنان المسرح غير فنان السينما.. فنان الإذاعة غير فنان التليفزيون، لكن كونه يشبك نفسه فى التلات جهات دى موش حيتقن حاجة وبعدين يستهلك بسرعة!
...........................................؟
الفنان لازم يحافظ على مكانته.. الحاجة اللى اشتهر بيها لازم يحسنها. ده أنا حتى من رأيى إن الموظف الكفء فى حتة يرقوه ويخلوه فى المكان اللى نجح فيه.
التخصص فى كل شيء مطلوب ويدى نتيجة أفضل وفى الوقت نفسه بيرقى الفن.
إنما إذا كنت أنا دلوقت أعمل فيلم وبعدين أغنى فى المسرح، وبعدين لا هاحسن ده ولا ده ولا ده!
...........................................؟
طريقة الملحنين دلوقت ما بقتش تخلى واحد متفوق على التانى.. كلهم واحد.. خلاص خدوا الفولكلور ده.
وبعدين عملية التجديد ماهيش موجودة، لما آخذ حتة من «سلم عالى» وأعمل عليها شوية كلام أنا باسميه تأخر موش تطور.
...........................................؟
أنا شخصيا فلاحة وسمعت أغانى الفلاحين وعمرى ما سمعت فيها كلمة نابية.. آجى دلوقت أسمع كلام ميتقالش.. صحيح كل بلد فيها هذا الكلام لكن ما يصحش يتذاع فى الإذاعة، مش بلد زى جمهورية مصر العربية.. يتقال فى أفراح أو حفلات، إنما مايصحش يتقال فى إذاعة رسمية.. لا له معنى ولا طعم.
...........................................؟
احنا كنا نغنى فى القرية مثلا:
سيرى يسير سعدك والسعد قدامك
وتبكرى بصبى وتعمرى دارك
احنا فلاحين وعارفين إيه اللى كان يتقال فى الفلاحين لكن كونهم ينسبوا إلى الفلاحين كلام نابى ده موش ممكن.
يعنى مثلا: يعجبنى قولوا لعين الشمس وبعدين كان فى هذا الوقت فيه حاجات موش كويسة لكن ما كانتش تتقال فى إذاعة.. أغانى البيئة ما كانش فيها كلام نابى أبدا.
...........................................؟
الأصوات دلوقت زى ما تجيب بنات وتلبسهم زى بعض ما بقتش تعرف دى من دى ما تقدرش تقيم صوت الآن كما يجب، مع إن فيه أصوات حلوة. عندك محمد قنديل من الأصوات الجميلة القادرة، مثلا عندك عائشة حسن.
...........................................؟
عاوزه أقول إن الأصوات بهتت عليها الألحان خلتها كده شكل واحد. ومسأله التجديد موش موجودة.
إذا كان انت تجيب لى «تيمة» من حاجة قديمة و»تحط» عليها شوية كلام.. يبقى ده موش فن، وبعدين أنا باشوف هذه الألحان اللى كانت بتتغنى على الصفارة أو الناى أو الطبلة والربابة والأرغول دلوقتى تتعمل على الكونترباص والبيانو.. تبص تلاقى الأغنية الشعبية فيها مليون موسيقى قاعد يقولها.. زى السيمفونية الخامسة بتاعت بتهوفن.
الأغانى دى كانت لازم تتقال على الآلات اللى كانت تتقال عليها بساطة اللحن ما تتطلبشى كل اللى بيحصل فيه ده علشان تبقى فولكلور حقيقى.
................؟
أغانى الفولكلور بهتت على أصوات المغنين لدرجة أنك تسمع ده زى ده زى ده!
الفولكلور أساسى لو عاوزين يطوروه يتعمل على رقصة زى فرقة رضا.. فرقة الفنون الشعبية، يتعمل رقصات، لكن إيه فضل المغني؟
...........................................؟
الإذاعة غلطت غلط شنيع.. الشيخ رفعت كان فى أوجه.. رحت قلت لهم سجلوا له كل القرآن.. قالوا لى يرفع علينا دعوى.. قلت لهم سجلوه واحتفظوا بيه.. سجلوه بأى طريقة..
أرجو إنهم ما يغلطوش الغلطة دى تانى مع الشيخ مصطفى إسماعيل أو عبدالباسط عبدالصمد وما يكرروهاش..
على فكرة.. عنايتنا بكلام الله.. لازم القرآن يتلحن ماباقولش أن يكون مزيكا.. أنا لما باسمع الصراط المستقيم زى جنات النعيم.. أنا عاوزة القرآن ندى له الروح التمثيلية، اللى يطرب إنك تدى الروح.
...........................................؟
أحب أرتل القرآن ترتيلا، عاوزه ملحن يساعدنى أسجل قصار السور وسورة «يوسف» وسورة «مريم» وسورة «الرحمن» لازم أدى القرآن أكبر عناية من أى كلام عملته.
كتاب الله ده يجب أن يكون له أكبر جهد، بس لازم الملحن يكون يجيد مخارج الألفاظ ويعرف معانى القرآن الكريم كويس.
...........................................؟
التليفزيون ده بيكلف الدولة كتير جدا، أنا كنت أتمنى إن ساعات الإرسال تنخفض، لو قللت الوحش، الحلو حيبان!
كمان الراديو لازم نعتنى بيه. كل واحد النهارده يسمع من الترانزستور، الحكومة لازم تعمل على الإكثار من فاتحى الراديو ودى تبقى خدمة كبيرة.
البرنامج الناجح أو الأغنية الناجحة تتحط على طول بعد الأخبار، أى حاجة ناجحة نحطها بعد الأخبار ونعلن عنها ليه؟ علشان اللى فى أقصى الأرض يسمع.. اللى يسمع الإذاعة أكثر هو اللى احنا عاوزين نهتم بيه ونفيده أو نرفه عنه..
...........................................؟
من زمان ما شفتش سينما، الأفلام اللى يعرضوها أحيانا فى التليفزيون أفلام قديمة لكن فيها قصة حلوة زى روايات الريحانى، تعجبنى شادية فى زقاق المدق، غروب وشروق بتاع كمال الشيخ.. العيش والملح اللى مثلته نعيمة عاكف، شفت كمان «أريد حلا» اللى مثلته فاتن.
...........................................؟
أنا عاوزة الدولة تسهل وتعمل أماكن بس، وتسيب الفنانين ينطلقوا، هى دى العلاقة بس اللى لازم تبقى بينهم.
لما كان فى عماد الدين: الكسار والريحانى ومنيرة وأولاد عكاشة وفاطمة رشدى ويوسف وهبى كانوا كلهم نازلين شغل. يدوهم مسارح على طول ويبقى ده مسرح فلان وده مسرح فلان. مش مفروض الدولة تديهم فلوس لا لا. تديهم مكان، همه عاوزين مكان، عندنا فرق حلوة تشتغل 15 يوما وبعدين يطردوها تدور على مسرح تانى.
...........................................؟
أنا ألوم الصحافة.. الصحافة لازم تخدم الجمهور ما يجبش أبدا أبدا إنها تدى له أخبار غير صحيحة.
أخبار فنية تتقال وما تتحققش لكن بتتكتب، المحاسبة ضرورية، لازم الجرائد تكون صادقة مع القراء، لازم تحترمهم، فيه ناس كتير بتكتب مشروعات وهمية.
...........................................؟
رأيى إنى أتبع خطوط الموضة بس فيما يناسبنى يعنى مثلا المينى جيب ده أكرهه جدا. صحيح الست لازم تبرز محاسنها لكن ده بتاع من 10 سنين إلى 14 سنة وعلى شرط يكون جسمها كويس.
أحسن حاجة الموضة اللى تحت الركبة دى معقولة، البنطلونات كويسة وحشمة بس برضه لازم الأجسام اللى تلبس البنطلونات ما تكونش سمينة.
الماكسى موش طبيعى، لازم يتلبس فى الليل موش فى النهار.
احنا بناخد الموضة من غير تعقل والباروكات شيء بقه موش معقول فيه تسريحة جديدة تخلى الست كأنها طالعة من خناقة، وبعدين فيه بنات حلوة ما يلقش عليها الحاجات دى بل العكس بيوحشوا روحهم بالحاجات دى!!
...........................................؟
عندنا فيه حاجات غلط.. آخر كل برنامج يقول لك تحب تسمع إيه؟ هل أنت راجل تفكر تكتب جواب وتهدى فيه أغنية إلى فلان وفلان.
عندنا كمان برامج لازم يسموها «ما لا يطلبه المستمعون»!!
طيب بذمتك هل مرة سمعت إن واحد أو واحدة طلبوا «الكرنك» أو «مصر تتحدث عن نفسها»؟!
...........................................؟
أنا أفضل أغنية على أغنية بكلامها، يعنى القصة نفسها، علشان كده أفضل أغنية «أغدا ألقاك» انت عارف طبيعة الإنسان اللى عايش فى حكاية حب يبقى عاوز يقابل حبيبه ويبقى خايف ويحب إنه يقابله قوام.
وبحب كمان إنه يفضل يأمل علشان يبقى عنده الأمل علشان كده أحب:
آه كم أخشى غدى هذا وأرجوه اقترابا
كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابا!
وبعدين يعنى الحاجة اللى فيها لغة عربية، موش معقدة، العربى بسيط، أفضل الأغنية اللى ما يكونش فيها صناعة، ويكون فيها صدق فى التعبير.
رابط دائم: