رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رفعت سلام ورحلة البحث عن المصرى المفقود

صبرى الموجي

«أنا ذلك الطفلُ القروى الذى كان يمشى حافيا فى طرقات القرية سعيدا بالمطر حينما يهطل، مُتقافزا فى الصيف أعانى (لسعة) التراب الساخن، ولأن بيتنا كان فى نهاية القرية، فكنتُ أقطع شوارعها ودروبها كلما أردت أن أخرج إلى هنا أو هناك، ولم أكن ابن تلك الطبقات التى كانت تدفع أبناءها للمدارس الأجنبية لتعلم اللغات».

بتلك العبارات التى اتسمت بالصدق، بدأ الشاعر رفعت سلام أحد أبرز شعراء جيل السبعينيات فى مصر كلمته فى لقاء شعري، أقامته قاعة الشعر بمعرض الكتاب لمناقشة دواوينه، التى اعتبرها النقاد «جداريات فنية».

أدار اللقاء الشاعر د. أحمد بلبولة، الذى أكد أن رفعت سلام هو حالة فريدة، إذ ظل منذ ديوانه الأول وحتى ديوانه الأخير «أرعى الشياه على المياه»، حريصا على أن يقدم نصا شعريا مُختلفا يتسم بالجدة والحداثة، حيث إن القصيدة عنده انتقلت من مفهوم العمل المنتهى إلى العملية المستمرة، فهو دائما ما يُحيل إلى ذاته هو، كما لو كان يريد أن يكتُب كتابه الخاص به.

وأضاف بلبولة: أن القصيدة عند سلام هى أفقٌ يسبحُ فيه خيال الشاعر ولغته، ولها رسالة قوامها أنه معنيٌ بفكرة البحث عن المصرى المفقود، تلك الفكرة التى برزت بعد ثورة 19وتجلت فى كتابات كبار الكتاب، مثل أحمد أمين وطه حسين، د.محمد حسين هيكل، وغيرهم ممن حرصوا على بلورة فكرة الشخصية المصرية فى مواجهة زحف الصحراء وثقافة الصحراء وأفكارها.

ولفت بلبولة: ومن مُطالعة دواوين رفعت سلام السبعة تلمح أنه يكتب نصا مُختلفا مليئا بالرسومات والرموز والصور، مما يؤكد أنك أمام أعماله تشعر بأنك حيال «جدارية» وليست قصيدة شعرية، يمارس فيها الشاعر إثبات المعنى ومحوه فى الوقت ذاته، مما جعل النقاد يعتبرون شعرية سلام شعرة «كابوسية» مستمدة من ثقافاته الواسعة وقراءته لكبار الكتاب العالميين مثل بوشكين، ويرمونتوف، ومايكوفسكي، وهو ما أهّله لأن يكون أبرز شعراء جيل ما بعد الحداثة. بينما أكد الشاعر رفعت سلام فى كلمته، أن تنوع انشغاله الثقافى بين الشعر والتأليف والترجمة كان ورطة وعبئا أثقل كاهله، لأن الترجمة جعلته لا يتحمل مسئولية مجابهة الواقع الشعرى المصرى والعربى فقط، بل حمَّلته مسئولية الإضافة والابتكار مادام أنه من أعداء التكرار، ويرفض أن يكتب ما يكتبه الآخرون.

وعن علاقته بالأدب العالمى واللغة، أكد سلام أنها بدأت منذ أن كان يافعا، إلا أنها كانت ضعيفة، ولكنه تشبث بها، أما الأدب الروسي، فأكد سلام أن احتكاكه به كان ضعيفا جدا فى مرحلة الجامعة، فالأعمال الروائية لبوشكين ويرمونتوف، مُؤسسى الحداثة الشعرية الروسية، لم تُتح قراءتها فى فترة السبعينيات، فأقصى ما ظفر به المثقفون القراءة عنهما، وليس قراءة أعمالهما.

وختم سلام، بأن الرغبة فى المعرفة هى التى قادته لترجمة يرمنتوف وبوشكين، بعكس مايكوفسكى الذى كانت ترجمته نابعة عن حب له.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق