زار مصر من قبل وسيعود لها لإحياء حفل عيد الحب فى 14 فبراير المقبل على مسرح المنارة بالقاهرة، ليكون بذلك الحفل الثالث له أمام الجمهور المصري، الذى احتفل معه العام الماضى بعيد الحب أيضا.
يعتبر الفرنسى ريتشارد كلايدرمان، اسما كبيرا فى عالم الموسيقى وتحديدًا العزف على آلة البيانو. فقد بدأ ممارسة شغفه الموسيقى فى سن الخامسة، حيث كان والده معلم بيانو، مما وفر له فرصة ذهبية لممارسة هوايته وتعلم أسرارها منذ سن صغيرة.
يؤكد كلايدرمان فى تصريحاته لـ «الأهرام» سعادته البالغة لعودته إلى مصر وإحيائه المزيد من الحفلات على أرضها، مشيرا إلى أن مستوى تذوق الجمهور المصرى وتفاعله معه كان مفاجأة له. وأكد سعادته بالعودة للاحتفال مع جمهور محب للفن والموسيقى بهذه المناسبة المتميزة.
اسمه الحقيقى فيليب باجيه، وحول سر عدم التزامه باسمه الأصلي، يحكى : «فى بداية عملى بالفن، اتفق المنتج على أن اسمى سيكون صعبا بالنسبة للجمهور من غير الناطقين باللغة الفرنسية، لذلك اقترح استخدام اسم جدتى «كلايدرمان». ويضيف «كان الاقتراح الأول أن أصبح فيليب كلايدرمان، لكن المنتج لم يقتنع بهذا الاسم ووجده ليس مألوفًا فنيًا، فاقترح استخدام اسم ريتشارد كلايدرمان الذى أصبحت معروفًا به حتى اليوم، لكن أصدقائى المقربين ينادوننى «فيفي».
البعض يصف الموسيقى التى يقدمها بأنها «الموسيقى الشعبية الكلاسيكية». وحول هذا التصنيف، يوضح كلايدرمان ،«لا يصفونها بالموسيقى الشعبية فحسب، لكن البعض يصفها أيضا بموسيقى «المصاعد» أو «الموسيقى الثانوية» وفى الحقيقة الموسيقى التى أقدمها ليست «جاز» أو كلاسيكية بالشكل الذى اعتاده الناس لكنها أحد أنواع موسيقى البوب الخفيفة والتى يستطيع الملايين فى مختلف القارات فهمها والاستمتاع بها».
وعن أول الأعمال التى قدمها Ballade Pour Adeline «نزهة لأدلين»، التى باعت 22 مليون نسخة، يحكى كلايدرمان موضحا «أحدثت هذه المقطوعة نقلة حقيقية فى حياتي، فأنا أعشق عزف البيانو منذ صغري، وكنت أتدرب مع والدى وأعمل فى الصباح فى أحد البنوك، وفى الليل أعزف مع أحد فرق الروك، وفى عام 1976 دعانى المنتج أوليفييه توسانت لعزف هذه المقطوعة التى ألفها الموسيقار بول دو سانفيل لابنته فى عيد ميلادها، وكان توقعنا أن تحقق المقطوعة مبيعات تصل إلى 10 آلاف نسخة، ومازلت أذكر كلمات أوليفييه وهو يقول لى «دعنا نسجل هذه المقطوعة المبهجة بشكل جيد»
ويضيف الموسيقى الفرنسي، «لقد فتحت هذه المقطوعة الباب على مصراعيه أمامى ليبدأ مشوارى بشكل احترافى فى المجال الفني، وطوال ما يقرب من 40 عامًا عزفت خلالها حوالى ألف قطعة موسيقية فى ألفى حفلة، ومازلت أدين بالفضل لهذه المقطوعة الموسيقية».
كلايدرمان يحرص على تطوير مهاراته بشكل دائم، قائلا «أتدرب على الأقل ساعتين يوميًا، لكن أحيانا أضطر للتمرين بشكل مكثف إذا كنت سأسجل مقطوعة جديدة أو أغنية فقد يصل عدد ساعات التدريب إلى 6 ساعات يوميًا».
يعتبر كلايدرمان أن كل حفلة وكل يوم فى حياته هو تحد جديد يعيشه، موضحا: «عادة أحب الوجود فى المسرح قبل موعد الحفل بوقت كافٍ حتى أشعر بالألفة مع الموقع قبل حضور الجماهير، واتواصل مع البيانو الوجود قبيل الحفل».
مر كلايدرمان بالعديد من التحولات الفنية، إلا أن أبرز مراحل حياته المهنية كانت عقب التحاقه بمعهد الموسيقي، حيث حصل على أولى جوائزه فى سن السادسة عشرة، وتحديدًا بعد التحاقه بمعهد الموسيقي.
وحول هذه المرحلة يوضح، «بعد هذه الجائزة، توقع الجميع لى الاستمرار فى مجال الموسيقى الكلاسيكية، إلا أننى تحولت بعد فترة قصيرة إلى الموسيقى المعاصرة، ما شكل صدمة لأغلب من حولي، ولكنى كنت انشد الاختلاف».
سجّل كلايدرمان طوال مسيرته الفنية، أكثر من 1200 لحن، تتنوعت بين المدارس الكلاسيكية والحديثة. وحققت أعماله مبيعات قياسية حول العالم، بلغت حوالى 90 مليون نسخة حتى الآن. وبفضل هذه المقطوعات، حاز كلايدرمان على 267 اسطوانة ذهبية، و70 اسطوانة بلاتينية.
رابط دائم: