مع بدء إجازات نصف العام، يبدأ موسم الهجرة الشتوية السنوية لأهالى القاهرة والمحافظات المختلفة إلى الأقصر، سعيا وراء الحصول على إجازة دافئة مع جرعة ثقافية وفيرة.
وزيارة الأقصر دوما ما ترتبط بأحلام الزائرين لمشاهدة روعة الفن المعمارى المصرى القديم، والتعرف على خبايا وأسرار المقابر التى شيدها فى البر الغربي. لكن للأقصر إرثا آخر بخلاف أثارها. فيشير محمد عثمان، رئيس لجنة السياحة الثقافية، إلى أن أجواء الأقصر خلال فصل الشتاء، ومزيج معالمها الأثرية والطبيعية تجعلها الموقع المثالى لرحلات «البالون الطائر».
تبدأ الرحلة الاستثنائية فى الساعات الأولى من اليوم، حوالى الثالثة أو الرابعة صباحا، تمهيدا للانتقال إلى «مطار البالون» بالبر الغربي، حيث تنطلق مختلف رحلات البالون وسط أجواء احتفالية. أما عن خط سير الرحلة، فيضم الطيران فوق معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري، ومعبد الرامسيوم، ومعبد مدينة هابو الشهير. وتتضمن الرحلة الاستمتاع بالمناطق الجبلية وما حولها من أراض زراعية فى قرى البر الغربي، وهى تحتضن نهر النيل على الجانبين الشرقى والغربى للأقصر. ولا تغفل رحلة البالون المرور فوق معبد الأقصر، وربما معبد الكرنك.
وبعد انتهاء رحلة البالون التى تستغرق ما بين 45 إلى 60 دقيقة، تبقى الخيارات متاحة أمام الزائرين، كما فى حالة إمكانية زيارة مناطق المطاعم والكافتيريات بالبر الغربي. ولكن جماليات الزيارة فى الأقصر لا تنتهى هنا، فهناك خيار استئجار «مركب شراعي» أو «فلوكة» بلغة أهل الأقصر والاستمتاع برحلة بين ضفتى النيل، وخاصة تلك المناطق التى لم تصل لها أيدى العمران. ورغم انتشاره فى أغلب محافظات مصر، إلا أن ركوب «الحنطور» فى الأقصر له مذاق خاص برحلته التى تبدأ من أول الكورنيش حتى معبد الكرنك.
وبالنسبة لمحبى سياحة التسوق، فالأقصر عامر بالاختيارات بين قطاع مصانع «الألابستر» فى البر الغربي، حيث منتجات الصناعة التى يتميز وينفرد بها أهالى مدينة القرنة الأثرية القابعة وسط جبال البر الغربى للأقصر. فقد توارث أهالى هذه المنطقة تلك الحرفة عن أجدادهم. وصناعة «الألابستر» من الصناعات التى تم توثيق أسرارها على جدران المعابد الفرعونية. قد كانت منتجاته جزءا أساسيا من المعدات المتوفرة بمنزل القدماء المصريين، وفى سياق مراسم العبادة بمعابدهم.
تسوق منتجات الحرف اليدوية متاح لمحبيها فى شارع السوق الشهير، الشبيه بخان الخليلى القاهرة. ولكن الأقصر تشتهر أيضا بأسواقها للتوابل التى تمزج مساحاتها ما بين الروائح الآخاذة والألوان المبهجة. ولا يفوت أهالى الأقصر وضيوفها التسوق من انتاج المحافظة من البلح بأنواعه المختلفة.
رابط دائم: