رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مؤامرة بيبى ـ ترامب.. شريان الحياة أم أغنية البجعة؟

‎ رحاب جودة خليفة

فى الوقت الذى تعهد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو بـ «صنع التاريخ» خلال اجتماعه مع الرئيس دونالد ترامب بعد الكشف عن خطة الإدارة الأمريكية التى طال انتظارها لحل النزاع الإسرائيلى الفلسطيني، يبدو أن الاجتماع الرفيع المستوى فى واشنطن سيكون بمثابة «عرض جانبي» للمشكلات القانونية الخطيرة للزعيمين المتحالفين. فلم يتم التشاور مع الفلسطينيين بشأن الصفقة ورفضوا بشكل استباقى الاقتراح الأمريكي.

ويأتى اجتماع ترامب-نيتانياهو مع استمرار محاكمة ترامب فى مجلس الشيوخ الأمريكى وعقد البرلمان الإسرائيلى جلسة لمناقشة طلب نيتانياهو بالحصانة من اتهامات الفساد الجنائي.

كان نائب الرئيس مايك بينس قد أعلن دعوة مفاجئة لنيتانياهو وأحد كبار منافسيه ، السياسى الإسرائيلى بينى جانتس، يوم الخميس الماضى فى القدس ، بعد إلقاء خطاب أمام منتدى دولى حول الهولوكوست. وقال نيتانياهو إنه اقترح دعوة جانتس فى عرض للوحدة قبل المناسبة المهمة. ولكن فى وقت متأخر من يوم السبت الماضي، قال جانتس، خوفا من أن يستخدم نيتانياهو الاجتماع كذريعة انتخابية له، إنه سيسافر إلى واشنطن بمفرده ويلتقى ترامب بشكل منفصل. وسيعود جانتس ، رئيس أركان الجيش الإسرائيلى السابق، بعد ذلك بسرعة إلى إسرائيل من أجل إجراءات الحصانة فى البرلمان.

وقبل توجهه إلى واشنطن أمس الأول، لم يشر نيتانياهو إلى مشاكله القانونية. وبدلا من ذلك ، قال إن إدارة ترامب «الودية» توفر لإسرائيل فرصة لمرة واحدة فى العمر يجب اغتنامها.

ولذلك فمن المتوقع أن تكون الخطة مواتية للغاية لإسرائيل، رغم أن فرص نجاحها تبدو ضئيلة. فالفلسطينيون، الذين يزعمون أن البيت الأبيض منحاز بشكل غير عادل تجاه إسرائيل، قالوا بالفعل إنهم لن يقبلوا بالخطة.

ومع ذلك ، يمكن لصفقة الشرق الأوسط التى ترعاها الولايات المتحدة أن تعزز من موقف نيتانياهو، الذى يخوض سباقه الثالث لإعادة انتخابه فى أقل من عام. وبعد جولتين انتخابين غير حاسمتين فى العام الماضي، يخوض نيتانياهو وجانتس سباقا قاسيا قبل انتخابات الثانى من مارس التى ينظر إليها مرة أخرى على أنها استفتاء على الزعيم الإسرائيلى منذ فترة طويلة.

لكن «صفقة القرن» قد تمنح نيتانياهو أكثر مما تلقاه من قبل. وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أنها ستقدم هدايا غير مسبوقة لنيتانياهو المتشدد. وكتب ناحوم بارنيا، وهو كاتب عمود إسرائيلى بارز: «للأفضل أو للأسوأ، يعد الإعلان عن الصفقة، فيما يخص توقيتها وتداعياتها السياسية، إنجازًا كبيرًا لنيتانياهو». وأضاف: «الوقت سوف يحدد ما إذا كان هو شريان الحياة له أم أغنية البجعة».

إن قرار جانتس بالسفر إلى واشنطن بشكل منفصل يعكس حاجته للبقاء على علاقة طيبة مع ترامب مع الحفاظ على مسافة من نيتانياهو. وفى جولتين انتخابيتين لم يستطع أى منهما ضمان أغلبية برلمانية مطلوبة دون دعم الآخر. وكل واحد يسعى لتوجيه لكمة الضربة القاضية فى الجولة الثالثة القادمة.

لكن نيتانياهو أصبح يترنح ويتوقع أن يفشل فى طلبه للحصول على الحصانة. قد تكون الدعوة المفاجئة إلى البيت الأبيض، مع اقتراح سلام جذاب لتسويقه للجمهور، قد أعطته دفعة هو فى أمس الحاجة إليها. لكن شخصيات معارضة إسرائيلية بارزة قد اتهمت ترامب بالتدخل فى سياساته الداخلية.

وحسب تعبير كاتب العمود الإسرائيلى بن درور يميني، مستخدمًا الاسم المستعار لنيتانياهو ، «بعد الإعلان عن أنباء خطة السلام مباشرةً ، أصبح واضحًا تمامًا واستنادًا إلى ردود الفعل أنها لم تكن خطة ترامب، ولكنها مؤامرة بيبى ترامب».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق