رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بريد السبت يكتبه: أحمد البرى..
موعد مع المستقبل

عانينا نحن المصريين عبر آلاف السنين من تتابع احتلال بلادنا بعد اضمحلال دولة الأسرة الثلاثين الفرعونية من الفرس والمقدونيين والرومان إلى ما بعد عقود قليلة من الفتح الإسلامى، وبدء توريث الخلافة، ثم حكم المماليك والدولة العثمانية والأسرة العلوية وفرنسا وحفر المصريين قناة السويس بنظام السخرة، وأخيرا الاحتلال الانجليزى، فقد استأثروا بالتنعم بخيرات مصر ولبسوا ثوب السادة على أصحاب البلاد الأصليين وتركوا لهم الفتات، وحتى بعد استقلالنا فى 1952 لم نسلم من الاستعمار فشغلنا بالمؤامرات.. ونجحنا فى تحرير سيناء عسكريا وطابا سياسيا، ثم محاربة الإرهاب بقوة، وتقليم شوكته، وتخلصنا من المؤامرة الكبرى فى 30 يونيو 2013 وبدأنا ترتيب أولوياتنا بالبناء الحقيقى، وتشجيع الاستثمار الأجنبى وأخذت مؤسسات الدولة على عاتقها محاولة تعويض المواطن المصرى عن سنوات الشقاء بتوفير آلاف الوظائف، ومحاربة البطالة عن طريق إنشاء مشروعات كثيرة، والاهتمام بالقطاع السياحى لاستيعاب أعداد وطاقات الشباب بل والأجيال القادمة، ونقل ساكنى العشوائيات من أماكن غير آدمية إلى مساكن مجهزة بكل الإمكانات تليق بالإنسان المصرى، ومعاشات الضمان الاجتماعى، واسترداد أموال التأمينات من وزارة المالية لتحسين أوضاع المؤمن عليهم، وبالنسبة للنشاطين الصناعى والتجارى، فقد تم تخفيض الضرائب على الشرائح الضعيفة مع التدرج فى زيادة حد الإعفاء الضريبى، ويتنبأ الخبراء لمصر بمستقبل واعد خلال بضع سنوات.

وتصحيحا لأوضاع مؤجلة عندما سمحت الظروف، فقد أعيدت الحقوق لأهالينا فى النوبة منذ إقامة السد العالى بتشكيل لجنة برئاسة وزير العدل لحصر من لم يتم تعويضهم من المتضررين بتمليكهم وتعويضهم بأراض أخرى أو تعويض عينى وفقا لرغباتهم ووفقا للقواعد والإجراءات التى سبق أن وضعتها فى هذا الشأن مما أثلج صدورهم وأزال عنهم همّا كبيرا.

ونقول إن قارة إفريقيا بالمثل عانت كثيرا من ويلات الدول الاستعمارية، وقد تسابقت دول الغرب على احتلالها منذ عام 1880 ما سٌمّى حينها بالهروع إلى إفريقيا من فرنسا وانجلترا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا، واستنزاف مواردها ونقل كنوزها من الذهب والمعادن إلى بلادهم إمّا دون مقابل أو بأبخس الأثمان، ولذلك سعدنا كثيرا بانطلاق فعاليات القمة البريطانية ـ الإفريقية الأولى 2020 برئاسة مشتركة لرئيس الاتحاد الإفريقى ورئيس الوزراء البريطانى بحضور 21 رئيسا إفريقيا، والفارق كبير بين أمس واليوم لتتغير المعادلة بين الماضى الذى كانت فيه إفريقيا مصدرا مجانيا للمواد الخام، وسوقا لتصريف منتجات الدول المحتلة والحاضر الذى أصبحت فيه العلاقة تقوم على الشراكة والتعاون والندية فى تبادل المصالح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للمخطط فى 2063، وذلك تزامنا مع تطور الدول الإفريقية، وعددها 54 دولة فى كل المجالات بعد سنوات الاستقلال واستغلال كل الإمكانات والموارد وتوظيفها جيدا، فهى الآن غنية بمواردها مثل البترول والغاز الطبيعى والمعادن مثل الحديد والنحاس والذهب واليورانيوم والجواهر النفيسة مع وجود الأراضى الخصبة وزراعة الشاى والبن والكاكاو، فهناك دولة صغيرة مثل «بنين» فى غرب إفريقيا فوجئنا بأنها المنتجة رقم 1 للقطن فى إفريقيا وتحتل رقم 2 فى إنتاج الحبوب باتحاد غرب إفريقيا بل وصدروا أكثر من نصف مليار طن أناناس لأوروبا ويرجع ذلك إلى نشاط الشعب البنينى..عاشت إفريقيا.

د. مصطفى شرف الدين

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق