رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ولدوا ملوكا.. ولكن!

‎ مها صلاح الدين

«البعض ولد ليكون ملكا رغما عنه»، حقيقة لا تقبل الجدل أو التشكيك، لكنها وإن كانت أمنية الكثيرين، إلا أن الجميع لا يسعد بالضرورة بـ«النبأ السىء»، ليعلن تمرده على القواعد الملكية وتقاليد القصر الصارمة، مؤكدا مرارا أنه « لا ينتمى إلى هذا المكان».. الأزمة لخصها الأمير فيليب دوق أدنبرة وزوج الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، عندما قال «دائما يوجد أمير يتبع القواعد، فى الوقت الذى يخالفها فيه الآخر».

فخلافا للأزمة الأخيرة التى فجرها دوق ودوقة ساسكس، الأمير هارى وزوجته ميجان ماركل، عندما قررا فجأة التنازل عن مركزيهما.

قصر باكينجهام البريطانى شهد بين جدرانه العديد من المتمردين والمتمردات، مثل الأميرة مارجريت شقيقة الملكة إليزابيث التى تشتهر بكونها مدخنة شرهة، ومدمنة للكحوليات، فضلا عن عشقها للظهور بالحفلات إلى جانب مشاهير الفنانين والفنانات. كذلك الملك إداورد الثامن، الذى قرر فجأة التنازل عن عرشه، ليتزوج من السيدة التى أحبها، بعدما وجد معارضة شديدة من جانب أسرته لكونها مطلقة. فى السياق ذاته، لا يمكن التغاضى عن التمرد الذى قادته الأميرة ديانا داخل القصر الملكى على كل الأصعدة، ابتداء من طريقة اللبس ونهج تربية الأبناء، وحتى الإدلاء بحديث خاص لوسائل الإعلام، تحدثت خلاله صراحة عن خيانتها للأمير تشارلز. أيضا الأمير أندرو، الذى أفضت صداقته «المشئومة» بالملياردير الأمريكى سىء السمعة جيفرى إيبستين، وحرصه على الدفاع عن تلك الصداقة، وتبريرها للرأى العام،إلى تنحيه بشكل نهائى عن مهامه الملكية.

فى المقابل، يستطيع آخرون التطبع سريعا بالسلوك والبروتوكول الملكى، بل ويدفعون بالتطوير داخل القصر ليتكيف مع تحديات العصر، ويحافظ على مكانته على عرش المملكة المتحدة. وفى هذا الصدد، يأتى الأمير فيليب على رأس القائمة، إذ كان له الفضل فى تغيير نظرة الرأى العام فى بريطانيا والعالم كله للعائلة المالكة، فى ظل حرصه منذ اللحظة الأولى على إظهار جانب آخر مختلف من الملكية لعموم الشعب، وتغيير الطريقة التى تحكم بها زوجته البلاد. ولقد ظهر ذلك جليا، على سبيل المثال، فى إقناعه للملكة إليزابيث بإذاعة حفل تتويجها عام ١٩٥٣ عبر شاشات التيلفزيون. وهو الحدث الذى تابعه نحو ٢٠ مليون شخص حول العالم. وكان له أثر كبير فى تضاعف شعبية العائلة المالكة وقتها. وحول هذا، يقول الأمير فيليب: «إن تصورى عن العائلة المالكة أن تكون أقلا انشغالا، وأكثر شعبية، تتسق بشكل أكبر مع حياة المواطنيين العاديين».

على النهج ذاته، يسير حفيده الأمير ويليام دوق كامبريدج، الذى يعد بأناقته المعهودة رمزا للملكية الحديثة، فأندرو استطاع أيضا، وفى فترة وجيزة، إدخال بعض التغييرات على التقاليد الملكية المتوارثة، بدءا من صداقته الطويلة التى جمعته بزوجته كيت ميدلتون قبل زواجهما، إذ امتدت لثمانى سنوات، على عكس والده الأمير تشارلز الذى لم يلتق بديانا سوى ١٢ مرة فقط قبل زواجهما، فضلا عن اختياره لميدلتون من الأساس، وهى تعد من عموم المواطنين.

التقاليد الملكية صعبة، بلا أدنى شك، وقيودها لايستطيع الجميع تحملها أو التعامل معها، وبالتالى لن يكون هارى وماركل، بالرغم من الضجة المثارة حولهما، آخر من ترد أسماؤهم بقائمة المتمردين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق