رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«GPS» الجزائرية أفضل عرض بمهرجان المسرح العربى بالأردن

رسالة عمّان باسم صادق

مصر تعتلى منصة التأليف المسرحى .. والفائزون يحلمون بإنتاج أعمالهم

 

 

بعد أسبوع شاق من العمل الممتع والفعاليات المتلاحقة المكثفة، حصد المسرح الوطنى الجزائرى جائزة الشيخ د. سلطان القاسمى لأفضل عرض عربى لعام 2019 عن مسرحية «GPS» تأليف وإخراج محمد شرشال.. ضمن أحداث الدورة الـ 12 لمهرجان المسرح العربى الذى انتهى بالأردن مؤخرا.. بينما سلّم إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح – منظم الحدث- خالد الناصرى سفير المملكة المغربية بالأردن أيقونة الدورة الـ 13 ليتم تنظيمها فى مراكش يناير 2021.

رشحت لجنة التحكيم برئاسة المخرج خالد جلال العرض الجزائرى للجائزة مع ثلاثة عروض متميزة هى الصبخة الكويتى.. النمس المغربى.. مجاريح الإماراتى.. فجاء نيله الجائزة ليلفت الأنظار إلى مدرسة إخراجية حداثية شديدة الجاذبية توظف لغة النص توظيفا بصريا مبتكرا بعيدا عن الشكل المألوف للغة الحوار المكتوب.. فبطل العرض التشكيلى الذى يعيش فى محطة قطار مهجورة يسعى إلى إعادة تدوير مخلفات المكان لتشكيل منحوتات أو تماثيل.. بينما لا يرضى فى النهاية عن نتاجه فيسعى إلى تدمير ما صنعت يداه.. بينما تفاجئه تماثيله بتمردها عليه وعلى جمودها فتسعى إلى أنسنة ذواتها انحيازا للفعل والحركة ظنا منها أن الإنسان يملك الحرية المطلقة.. بينما تكتشف فى النهاية أن تلك الحرية هى حرية مشروطة ومقيدة بقيود المجتمعات وتقاليدها وثقافاتها.. وفى سبيل جذب الجمهور قرر المخرج/المؤلف بذكاء استبدال الحوار المكتوب بأصوات الكلمات ودمجها بالأداء التمثيلى المعتمد على توظيف أدوات الممثل الجسدية من حركات وإيماءات تتابعت فى مشهد تلو الآخر لنشهد الولادات المتعثرة لتلك التماثيل وصراعها مع الحياة فى مواقف متعددة مؤلمة لا تخلو من الكوميديا الناتجة عن المفارقات والمؤثرات الصوتية المعبرة عنها.. وتضفيرها فى لوحات متلاحقة يربط بينها صوت مرور القطار مسرعا دون أن يلحق به أحد فى غمرة صراعاتهم.. فى إشارة إلى العدمية وانتظار المجهول.. واستكمل المخرج معزوفته التشكيلية بتلك الأزياء المبهجة المعروف بها مسرح شمال أفريقيا.. كما لعب ذلك التوظيف الحيوى للغة النص دورا مهما فى تسهيل تواصل كل الحضور العرب مع العرض دون أن تقف اللهجة الجزائرية عائقا أمام تفاعل البعض مع الأحداث.. بالإضافة إلى تقارب مستوى الممثلين على مستوى الأداء الجيد والذى يؤكد أن خلف هذا العمل شهورا طويلة من التفكير والتدريب والبروفات للوصول إلى هذا العمل الراقى.. ولا ينقص العرض إلا إعادة النظر فى المشاهد الختامية التى طال الإسهاب فيها بلا داع..


ورغم أن مصر لم تشارك هذا العام بعروض مسرحية فى مسار الجائزة إلا أنها اعتلت منصة التأليف المسرحى العربى بنصوص شبابية لافتة.. فقد فاز محمود عقاب بالجائزة الأولى فى مسابقة التأليف المسرحى الموجه للصغار بنص أساطير المستقبل.. بينما احتلت مصر المراكز الثلاثة فى النصوص الموجهة للكبار بنص حافة العالم لطه زغلول.. مآذن تلفظها الأندلس لأحمد سمير.. وسيدة اليوتوبيا لعبد النبى عبادى.. فى حين فازت منى عرفة المدرس المساعد بقسم الدراما والنقد جامعة عين شمس بالجائزة الثالثة فى مسابقة البحث العلمى بدراسة عنوانها «الجسد وخلق الذاكرة الثقافية فى مسرحية خمسون».. وهى جوائز عبر الفائزون عن سعادتهم بنيلها لتتويج اسم مصر فى ذلك المحفل الضخم، خاصة أنها تنفى مقولة أزمة التأليف المسرحى لدينا وتمنوا جميعا ان يتم إنتاج نصوصهم فى مسرح الدولة.. وهو ما نثق أن د. إيناس عبد الدايم وزير الثقافة لن تتردد فى تحقيقه باعتباره أفضل تكريم لهؤلاء الشباب.

وقد ترك المهرجان العديد من المكتسبات لمصلحة الحركة المسرحية العربية منها إعلان إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إطلاق صندوق الرعاية الاجتماعية للمسرحيين التابع لرابطة أهل المسرح، لتوفير الحياة الكريمة للمسرحيين.. وكذلك طرح تجارب أهم المبدعين العرب على مائدة المؤتمر الفكرى نظريا وإبداعيا.. وخاصة التجارب الأردنية المختلفة.. التى خلفت نتاجا معرفيا غزيرا فى تفاعلها ايضا مع التجارب المصرية للمبدعين خالد جلال وانتصار عبد الفتاح وهو ما يستحق الدراسة لشهور طويلة خاصة انه لأول مرة يحصل المهرجان على بيانات علمية موثقة لتجارب هؤلاء المبدعين حول نجاحاتهم وإخفاقاتهم ومناهجهم المختلفة فى الإخراج.. كانت دورة ناجحة ختامها مسك بكلمات الفنانة الأردنية المتألقة أمل الدباس فى حفل الختام: «وأنتم تغادرون العاصمة الأردنية عمان.. بالله عليكم لا تقولوا لها وداعاً.. فهى وديعة الهاشميين وعاصمة العرب.. ونبراس الأحلى والأبهى».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق