رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحليل إخبارى ..
المكسب والخسارة فى لعبة عزل ترامب

فايزة المصرى

قبيل مغادرته دافوس بسويسرا عائدا إلى واشنطن، سخر الرئيس ترامب من أبرز شخصيتين تقودان حملة عزله، وهما رئيسا لجنة المخابرات واللجنة القضائية بمجلس النواب، الديمقراطيان آدم شيف وجيرى نادلر، فوصف الأول بأنه «كاذب مزور»، ووصف الثانى بأنه «فاسد»، مستخفا بعملية العزل برمتها.

بدأت إجراءات عزل ترامب من مجلس النواب وتسوده أغلبية ديمقراطية. وانتهى المجلس بتوجيه اتهامين للرئيس بإساءة استخدام السلطة، وتضليل العدالة، ثم وصلت الحملة قبل يومين إلى مجلس الشيوح ذى الأغلبية الجمهورية للتصويت عليها.

وتستند عملية العزل إلى مكالمة هاتفية طلب فيها الرئيس الأمريكى خدمة من نظيره الأوكرانى حيث طلب إعادة التحقيق فى ادعاءات فساد منسوبة للمرشح الرئاسى الديمقراطى جو بايدن عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما. ولوح ترامب فى أثناء المكالمة بوقف المساعدات العسكرية التى أقرها الكونجرس آنذاك لأوكرانيا كورقة ضغط. ورغم إصرار ترامب على أنه لم يرتكب جريمة، فإن المتوقع أن تشهد حملة العزل فى فصلها الجديد مزيدا من الدراما دون أن تنتهى بإدانته. فإدانة مجلس الشيوخ للرئيس تتطلب موافقة أغلبية أعضائه. ولو افترضنا أن الأعضاء الديمقراطيين فى المجلس، وعددهم سبعة وأربعون، صوتوا جميعهم لمصلحة قرار العزل، فإن القرار لن يصير نافذا إلا إذا انضم لهم عشرون جمهوريا من زملائهم بالمجلس. ومستبعد أن يعزل الجمهوريون رئيسا جمهوريا.

حتى الآن يبدو أن حملة العزل وحدت صفوف الجمهوريين وزادت من رغبتهم فى المشاركة. فقد أعلن رئيس اللجنة القومية للحزب الجمهورى بالكونجرس أن الحملة كانت دافعا وراء تقدم نحو ألف شخص بأوراق الترشح لعضوية مجلس النواب فى انتخابات هذا العام. وزاد استقرار معدلات التوظف من اصطفاف القاعدة الانتخابية وراء ترامب. وبرغم وجود مجموعة من الجمهوريين بالمجلس مناوئين له، ولم يعلنوا حتى الآن موقفهم من عملية عزله، فإن هؤلاء سيترددون كثيرا قبل أن يصوتوا ضده خشية أن يكلفهم ذلك مقاعدهم فى الانتخابات القادمة.

وتجرى عملية عزل ترامب على أساس حزبى، فالديمقراطيون يحاولون من ورائها النيل من ترامب وإبراء ذمة المرشح بايدن من ادعاءات الفساد المثارة حوله. لكنها من ناحية أخرى تكشف قدرا هائلا من النفاق فى تصريحات ومواقف الديمقراطيين. فرئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى، مثلا، التى ظلت على مدى أسابيع تتدعى أنها تقود حملة العزل على مضض وتصلى من أجل ترامب، بدت فى صورة مغايرة تماما عند التوقيع على قرار مجلس النواب توجيه الاتهام للرئيس. ظهرت بيلوسى فى هذه المناسبة مفعمة بالنشاط والبهجة، توزع على الحضور الأقلام التى وقع بها الاعضاء على وثيقة الاتهام على سبيل الذكرى الخالدة.

هذه الحملة لن تنتهى غالبا بعزل ترامب، لكنها لاتخلو من خسارة سياسية له حيث سيدخل التاريخ كواحد من ثلاثة رؤساء أمريكيين فقط تعرضوا حتى الآن للعزل. وقد تسفر الحملة ايضا عن خسارة فادحة للمرشح الرئاسى بايدين إذا أدت لكشف سجله الذى لايخلو من وجهة نظر مناوئيه، من ممارسات فساد ومكاسب غير مشروعة لأقربائه. أما الخاسر الأكبر من حملة عزل ترامب فهو الشعب الأمريكى الذى ينشغل سياسيوه فى معارك سياسية لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق