رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صدر حديثًا بالفرنسية «من أجل سينماتك مصرية» مشروع لحفظ تراثنا الفنى

نادية عبد الحليم;

منذ بداية مسيرتها الثقافية مابرحت الدكتورة مروة الصحن عضو مجلس حكام الاتحاد الدولى للجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا)، تستكشف كل ماهو ثرى و نفيس من التراث المصرى فى مختلف المناحى، وتدعو إلى التكاتف والتعاون فى وجه محاولات طمس الهوية وفى الوقت نفسه الانخراط فى حركة التاريخ الذى تدور أحداثه اليوم ومواكبة أحدث التقنيات العلمية فى مجال السرد و التوثيق، ويؤكد ذلك العديد من المؤتمرات والمهرجانات الدولية التى قامت بتنظيمها أو المشاركة فيها، لتفاجئنا بصدور كتابها «من أجل سينماتك مصرية: مدخل نظرى، ومنهجى، وتنفيذى» بالفرنسية عن دار نشر «لارماتان» فى باريس، فى تواصل مع القارئ المصرى و الأوروبى، وهى لاتكتفى فيه بإجراء جرد حساب سينمائى إذا جاز التعبير إنما تقترح خطة متكاملة لحفظ تراثنا الفنى واكتسابه القيمة الأدبية التى تليق به محليًا وعالميًا.

.........................

وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب، يتناول الباب الأول منه التحديات الفنية والتقنية والقيمة التراثية الخاصة بالوثائق السينمائية، كما يعرض لتاريخ السينما المصرية، والأفلام المصرية، ومن الذى يمتلكها؟ وكيف يمكن الاطلاع عليها؟ ويتناول هذا الباب أهمية الأفلام، وكل ما يتعلق بالفيلم من صور، وسيناريوهات، وإعلانات، وأخبار، وغيرها من الوثائق التى تعتبر مادة فنية وعلمية يمكن أن تفيد الباحث والمنتج والهاوى فى مجال السينما.

وتوضح د. مروة الصحن فى الكتاب إلى أى مدى لثراء الوثائق السينمائية المصرية قيمة كبيرة ليس فقط لكونها جزءًا من التراث القومى الثقافى، بل لكونها أيضًا مادة علمية للمتخصصين فى مجالات شتى. حيث تعكس الأفلام صورة المجتمعات، واللهجات المختلفة وأساليب الحوار، والموضة والعادات والتقاليد التى تتميز بها كل حقبة زمنية، وأنواع وسائل النقل والمواصلات، والأماكن التى يمكن استخدامها لإثبات واقع ما. وكذلك تؤكد أهمية استخدام الذاكرة السمعية البصرية لحفظ وسرد تاريخ الأمة وموضع السينما ضمن الصناعات الثقافية، وضرورة حفظ هذا التراث السينمائى وحث الجهات المعنية على تفعيل دورها والقيام بمهامها؛ بداية من دعم الصناعة والترويج لها على المستوى المهنى والتعليمى إلى الحفاظ على الإنتاج السينمائى بعد أن يفقد قيمته المالية فى السوق ليكتسب قيمته الأدبية فى المكتبات والأرشيفات أبديًّا.

ونظرًا لأهمية الأفلام المصرية وشهرتها، ليس فقط على مستوى الوطن العربى، ولكن على المستوى الدولى، علمًا بأن أول فيلم للأخوين لوميير تم عرضه بفرنسا فى ديسمبر1895، وبعده تم عرضه فى الاسكندرية عام 1896، وهو أكبر دليل على ثقل تاريخ السينما المصرية منذ بداية هذه الصناعة فى العالم؛ فمن الضرورى أن تكون لمصر مكتبة أفلام متاحة للباحثين والمنتجين والجمهور للاطلاع والاستفادة من هذا الكم الضخم من الوثائق.

أما الباب الثانى بالكتاب، فيتناول المعالجة الفنية للوثائق الفيلمية، بدءًا من التزويد مرورًا بالفهرسة والتصنيف والتكشيف والحفظ والترميم حتى الإتاحة الإلكترونية، بالإضافة الى الإشكاليات القانونية والحقوق الخاصة بكل إجراءات العمليات الفنية، خاصة فى عصر الثورة الرقمية والتطور التكنولوجى السريع، وكيفية إدارة التراث السينمائى مواكبة للعصر الرقمى من حيث التطور التقنى للمجتمع، والوضع الحالى لعمليات الرقمنة، والمصطلحات والتقنيات المطبقة لإتاحة هذا المحتوى بالسينما والتليفزيون وفقًا للعوامل الاقتصادية واحتياجات الجمهور.

وحيث إن هناك دولًا كثيرة على مستوى العالم لديها سينماتك (مكتبة أفلام) فقد تم تخصيص الباب الثالث من الكتاب لدراسة ومقارنة الوضع فى أربعة دول: فرنسا والسويد وكندا وتايلاند، وهى من قارات مختلفة، للاستفادة من خبراتها وتجاربها، والاطلاع على ما توصلت إليه من حلول للصعوبات الفنية التى واجهتها، سواء كانت تخص التزويد وحقوق الملكية الفكرية، والرقابة الفنية أو المعالجة الفنية للوثائق وتصنيفها وطرق حفظها؛ وفقًا للمعايير الدولية والخاصة بالأنواع المختلفة (أفلام النيترات وبكرات الأفلام والأقراص الممغنطة وغيرها) أو طرق الإتاحة والعرض.

وعبر هذا الباب نتعرف على السياسات المختلفة لإدارة هذه المكتبات وتبعيتها لوزارتى الثقافة والصناعة وفقًا لرؤية كل دولة، وكيفية تشكيل مجلس الإدارة أو مجلس الأمناء، ودور كل شخص أو جهة فى هذه المنظومة. حيث تم إلقاء الضوء على عدد من الأفكار المفيدة والذكية التى يمكن تطبيقها لدينا فى مصر عندما يتم إنشاء السينماتك المصرية، وعلى سبيل المثال فكرة إيجاد جيل جديد ومستمر من المستفيدين عن طريق التعاون بين هذه المكتبات والمدارس والجامعات، وكذلك تشكيل مجلس إدارة لهذه المكتبات من أعضاء يمثلون جميع الجهات المعنية بصناعة السينما والتعليم والثقافة والتكنولوجيا، مما يؤدى إلى تضافر الجهود حيث يعمل الكل معًا من أجل أهداف مختلفة ولكنها متكاملة، فمثلًا يتم دعم جزء من صناعة الأفلام الجديدة من نسبة تخصص من عائد مبيعات تذاكر الأفلام فى دور العرض على أن يتم إيداع نسخة فى المكتبة فيصبح الجميع مستفيدين. إلى هذا يتضمن الكتاب الكثير من الأفكار الغنية والمبتكرة التى تم عرضها بعناية ودقة ليختتم بدراسة جدوى ومقترح تنفيذى لمشروع السينماتك المصرية فى المستقبل القريب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق