تواصل الوفود الفنية والقانونية من مصر، السودان، وإثيوبيا، اجتماعاتها التشاورية المغلقة التى بدأت أمس بالعاصمة السودانية «الخرطوم» لاستكمال المباحثات بخصوص قواعد ملء وتشغيل «سد النهضة» ووضع مسودة اتفاق بذات الشأن، ومن المقرر أن تختتم وفود الدول الثلاث أعمالها مساء اليوم .
يأتى عقد الاجتماع المغلق، الذى يُختتم اليوم ، فى ضوء مخرجات اجتماع وزراء الخارجية والرى للدول الثلاث فى واشنطن خلال الفترة من 13 إلى 15 يناير الحالي، وفى ظل التزام الدول الثلاث المشتركة بالتوصل إلى اتفاق شامل وتعاونى ومستدام ومتبادل على ملء وتشغيل «سد النهضة».
وأوضح مصدر مسئول بملف مفاوضات سد النهضة ان اجتماعات الخرطوم أمس ناقشت وضع أسس تفصيلية لعدد من المحددات الرئيسية و العناصر التى سبق الاتفاق عليها عقب لقاء رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترامب بوزراء الخارجية و الرى المعنيين بـ «سد النهضة» والتى تم الإعلان عنها ضمن مخرجات اجتماع واشنطن الأخير تمهيدا للاتفاق النهائى وتشمل الإجراءات الواجب إتباعها للتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد، بما يؤمن عدم الإضرار بالمصالح المائية المصرية، كما اتفق الوزراء على أن يتضمن الاتفاق النهائى آلية للتنسيق بين الدول الثلاث لمتابعة تنفيذ الاتفاق، بالإضافة إلى آلية لفض المنازعات وكذلك القواعد المنظمة لملء وتشغيل السد .
وأشارت وزارة الرى إلى أن خبراء الدول الثلاث مكلفون بالقيام بالتباحث و التفاوض حول نقاط عديدة مهمةحول سد النهضة و انه سيتم استكمال التباحث الفنى والقانونى حولها خلال عقد اجتماعين ينتهى باجتماع واشنطن أواخر شهر يناير الحالى .
وأوضحت وزارة الرى أن من أهمها التعاون فى قواعد التشغيل وآليات التطبيق وكميات التصرفات التى سيتم إطلاقها طبقا للحالات المختلفة، وكذلك آلية فض المنازعات التى قد تنشأ عن إعادة ضبط سياسة التشغيل بسبب التغيرات فى كمية الفيضان من عام لآخر أو من فترة لأخرى، مضيفة انه سيتم أيضا تدقيق التفاصيل فى كل الأطر التى تم التوافق عليها«.
وكانت الري، قد نوهت إلى أن اجتماع واشنطن، الذى عقد فى الفترة من 13 حتى 15 يناير الحالي، تناول العديد من النقاط المهمة منها ربط ملء خزان سد النهضة بكميات الفيضان المتغيرة من سنة إلى أخري، مضيفة: »وهذا المفهوم لا يعتمد على عدد السنوات والكميات المخزنة كل عام بشكل محدد أو ثابت«.
كما أشارت إلى التوصل لتعريفات وتوصيف للجفاف والجفاف الممتد، وإلى التزام إثيوبيا بإجراءات لتخفيف الآثار المترتبة على ذلك.
وكان البيان المشترك الصادر عن اجتماع واشنطن لوزراء الخارجية والرى فى مصر والسودان وإثيوبيا، قد تضمّن 6 بنود أشار إلى أنها »تمثل فى مجموعها مقدمة لإنجاز اتفاق نهائى وتمثلت البنود الستة في: ملء السد على مراحل بطريقة تكيفية وتعاونية تأخذ فى الاعتبار الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق والتأثير المحتمل للتعبئة على الخزانات والسدود الأخرى فى مجرى النهر.
كما تضمنت البنود الملء خلال موسم الأمطار، بشكل عام من يوليو إلى أغسطس، ويستمر فى سبتمبر وفقًا لشروط معينة، وثالثا: ستوفر مرحلة الملء الأولى رفعا سريعا لمستوى المياه فى بحيرة السد عند 595 مترًا فوق مستوى سطح البحر، والتوليد المبكر للكهرباء، مع توفير تدابير تخفيف مناسبة لمصر والسودان فى حالة الجفاف الشديد خلال هذه المرحلة.
وكذلك تنفيذ المراحل اللاحقة من الملء وفقًا لآلية يتم الاتفاق عليها والتى تحدد الإطلاقات بناء على الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق ومستوى بحيرة سد النهضة، الذى يتناول أهداف الملء فى إثيوبيا ويوفر توليد الكهرباء وتدابير التخفيف المناسبة لمصر والسودان خلال فترات الجفاف الطويلة«.
كما شملت البنود انه عند التشغيل على المدى الطويل، سيعمل سد النهضة وفقًا لآلية تحدد لاحقا وفقًا للظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق ومستوى البحيرة الذى يوفر توليد الكهرباء، مع اتخاذ تدابير لتخفيف آثار الجفاف بالنسبة لمصر والسودان»، وأخيرًا: «سيتم إنشاء آلية تنسيق فعالة وأحكام لتسوية النزاعات».
ومن المقرر، وفق البيان المشترك، أن يجتمع وزراء الخارجية والرى فى العاصمة الأمريكية واشنطن لـ«، وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق شامل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة».
رابط دائم: