فى عام 2004 أصيب محمد زبيب بمرض ضغط العين، وبعد رحلة علاج استمرت عدة أشهر، أصيب بضمور فى عصب الإبصار، مما أدى لفقدانه البصر بصورة نهائية، ورغم ذلك لم يتخل عن ممارسة هوايته للعبة الشطرنج التي بدأها عندما كان شابا فى نهاية السبعينيات.
يحكي زبيب قصته قائلا: بعد فقدى البصر وصلت إلى مرحلة من الاكتئاب أدت إلى رفضى الاختلاط بالناس لمدة ثلاثة أعوام كاملة، ولكن بسبب تشجيع مجموعة من أصدقائى بدأت أعود تدريجيا إلى ممارسة حياتى بشكل شبه طبيعى، وعدت أيضا إلى ممارسة لعبة الشطرنج التى كنت أمارسها قبل الإصابة مع أصدقائى.
ويضيف: كان لممارستى لعبة الشطرنج أفضال كثيرة على حياتى الجديدة، منها مساعدتى فى ترتيب أفكارى، وعدم التعجل فى اتخاذ القرارات إلا بعد تفكير طويل، ومنحى القدرة على الصبر، وبالتدريج بدأت أشارك فى مسابقات وبطولات محلية ودولية.
ويضيف: مباريات الشطرنج في العادة لا يزيد مدتها على 15 دقيقة، ويساعدنى خلالها «لاعب » على تنفيذ خطتى ضد المنافس. أما في المباريات ذات الفترات الزمنية الطويلة، فإن اعتمادى يكون على استخدام لوح شطرنج مميز، أهداه لى أحد عشاق اللعبة قبيل مشاركتى الأولى في بطولة العالم للشطرنج لذوى الإعاقة البصرية عام2013 في أثينا باليونان. وطبيعة هذا اللوح المميز ليس كألواح اللعب الاعتيادية التي تتسم بسطح مستو أرضيته موحدة، وقطع ملساء. وساعدنى هذا اللوح على خوض بطولة العالم 2013، والتي شهدت مشاركة أكثر من 105 لاعب، وحصلت فيها على المركز السادس عشر.
ويكمل: فى نهاية العام الماضى 2019 شاركت في بطولة العالم للقارات للعبة الشطرنج، وانتزعت المركز الثانى وحصلت على الميدالية الفضية، وكانت هذه الدورة الأولى لذوي الإعاقة على المستوى الدولي، وبسبب هذه البطولة شعرت أن لعبة الشطرنج ردت لى قوتى وعزيمتى وأعطتنى طاقة للحصول على بطولات دولية فى المستقبل.
وعن كيفية قيامه بالتدريب قبل البطولات أوضح: أعتمد على نفسى دون الاستعانة بمدرب متخصص لذلك. فأنا أتولى دراسة الخطط وتحليل الحركات اللازمة، وأتمنى أن يكون هناك اهتمام أكبر للعبة الشطرنج في مصر، مثل عدد كبير من دول العالم، والقيام بتعليم اللعبة في المدارس وتسليط الضوء عليها إعلاميا وتوفير رعاة لها كغيرها من الألعاب الرياضية الأخرى للمساهمة في تطوير أداء اللاعبين.
رابط دائم: