يشهد شهر يناير من كل عام عُرسَّا ثقافيا يتمثل فى معرض الكتاب الذى يقوم بدور مهم فى تنمية الفكر والابداع والسلوك الثقافى العام، وتتوالى الاحتفالات واللقاءات الثقافية، وإقبال الجماهير لاقتناء الكتاب والمطبوعات المختلفة، وحضور الندوات، والمؤتمرات.. وأتمنى أن تنتقل هذه الحركة الثقافية من العاصمة إلى الأقاليم، فقد آن الأوان لأن نقف أمام جبروت العاصمة، حيث تعددت مراكز القوى الثقافية، وافتقد الإقليم بصمته الثقافية والسلوكية..
ولعل الروح المتوثبة التى تقف وراء المعرض، ومشروع مكتبة الأسرة تخترق سياج التخلف الثقافى والقرائى فى قرى مصر ونجوعها البعيدة، حيث يعانى المواطن المحب للمعرفة انسحابا فكريا وثقافيا يؤد الروح والعقل معا، ويصبح البحث عن كتاب أو مجلة أو مطبوعة أو صحيفة، أمرا صعبا.. ولعل هذا الهدف يتحول إلى مشروع قومى يرتفع بالعقل والوجدان معا، وكل ما يقدم فى هذا المجال إنما هو استثمار مضمون العائد يهيئ لقيم الحق والخير والعدل أن تنمو وتزدهر وتشكل العقل والوجدان، ومن ثم تترسخ قيمة الانتماء إلى الوطن وهى قيمة أساسية فى صياغة المواطن صياغة سليمة.. ولعلنا نحصد آثار الأداء القاصر فى بناء الإنسان فكريا وثقافيا..
إن الجانب التثقيفى الذى يقوم به معرض الكتاب سنويا يجعلنا نحلم بأن يكون فى كل قرية أو نجع مكتبة، تتيح للعقل أن تتفتح مداركه على الفكر والأدب والثقافة.
الأديب ـ محمد قطب
رابط دائم: