رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نصيحة النديم

بريد;

مكثت فترة من الزمن أبحث عن شخصيته فى كتب التاريخ، فهو الوحيد من بين قادة الثورة العرابية (1881 -1882) الذى بقى بعد انتهاء الثورة متمسكا بمبادئها، حراً طليقاً متخفيا تحرسه أعين المصريين أينما ذهب، إنه عبدالله النديم مفكر الثورة العرابية وأحد قادتها وخطيبها المفوه ولسان حالها، فبعد هزيمة الثورة العرابية تم القبض على معظم قادتها والحكم عليهم بأحكام متباينة منها الإعدام والحبس ثم التخفيف والنفى، وظل خطيب الثورة «عبدالله النديم» حراً طليقاً لمدة عشر سنين يجوب القرى المصرية متنقلا بين أقاليم مصر المختلفة تحرسه وترعاه دعوات المصريين، رغم مطاردة سلطة الاستعمار الإنجليزى له وتقديمهم مكافأة كبيرة لمن يرشدهم إليه، وبرغم فقر معظم أهالى القرى التى كان يتنقل بين أهلها، ويعرفونه حق المعرفة، ولكنهم أخفوه عن المستعمر لإيمانهم به وبرسالته، ورفضوا أن يطعموا أبناءهم من «مكافأة الخيانة»..

لقد كانت معاناته وإخفاؤه ملحمة من ملاحم الصمود والفداء التى أود الكتابة عنها لأذكر الشباب به وبتضحيات المصريين للإقتداء بهما، حيث شارك عبدالله النديم فى قيادة الثورة العرابية، وهو شاب فى السادسة والثلاثين من عمره وبعد الثورة ظل عشر سنوات مطارداً وتوفى فى الواحد والخمسين من عمره، وقد ألف أكثر من عشرين كتابا فى موضوعات شتى أهمها حول الانتماء الوطنى وضرورة تمسك الشباب بالهوية الوطنية وعدم تقليد الغرب فى المظهر بل طالبهم بطلب العلم والتكنولوجيا والمعرفة من الغرب ومن غيره،

وفى هذا السياق فإن النديم كان يدعوهم إلى الاهتمام بالجوهر من خلال اكتساب العلم والعمل به، ومن أقواله: «اعطوا للعلم حقه من التقدير وعمموا المعارف فى المدن والقرى، وساعدوا العلماء على السعى خلف التقدم ليضارع الشباب العربى شباب أوروبا قوة وعلماً».. وما أود أن يدركه شبابنا من سيرة النديم والاقتداء به هو تفانيه فى العمل والجد والمثابرة رغم أهوال مطاردة الإنجليز له وصموده وإنتاجه أفضل مجموعة كتب فى حياته، وكذلك دعوته للإنتماء الوطنى والثقافى، بالإضافة إلى دعوته للسعى وراء العلم، والإيمان بقدرته على تغيير الواقع والرقى بنا اجتماعياً وثقافياً واقتصادياُ، كما قال أمير الشعراء أحمد شوقى:

بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم

لم يبن ملك على جهل وإقلال.

د. كمال عودة غُديف

أستاذ المياه والبيئة بجامعة قناة السويس

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق