جراحة لـ«إسحاق»

إسحاق، رجل بسيط فى الخامسة والخمسين من العمر، يعمل نجارا بإحدى الورش، وله ابنتان تعانى كبراهما منذ صغرها ضمورا بالقدمين، لذا كانت تحتاج لرعاية خاصة من جانب الأم، وبمرور الأيام حصلت الابنتان على تعليم متوسط، ثم أصيب الأب بخراج بالقدم (مفصل القدم)، ولم يؤت معه العلاج أى نتيجة، وكان لابد من إزالة هذا الخراج الذى بدأ يعوقه عن عمله لكونه المعيل لهذه الأسرة، ولكن ما هى إلا أشهر قليلة حتى انتابت عم اسحاق آلام شديدة بمفصل القدم، وصار غير قادر على الحركة، وأكدت الأشعة وجود صديد بمفصل الركبة لعدم إزالة الخراج القديم كليا، ومن ثم أدى إلى حدوث غرغرينا بمفصل القدم وتآكل عصب المفصل، ولكى لا تتدهور حالته لابد من خضوعه مرة ثانية لجراحة لإزالته، ولكن تكلفتها تفوق طاقته، فقد باع معظم أثاث منزله بعد تراكم الإيجار عليه للعلاج وإجراء الأشعة على نفقته لعدم تمتعه بالعلاج على نفقة الدولة لكونه أجنبيا سودانيا، وبعكازين أصبح عم إسحاق يمشى، ولكن كل أمله هو أن يتبرع له أهل الخير بتكاليف هذه الجراحة لكى يعود إلى عمله، ويواجه متاعب الحياة.

صفاء عبدالعزيز