رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«بخيل موليير» يتحدى الزمن بشباب مصر

محمد بهجت

هناك أزمة كبيرة فى كتاب المسرح الموهوبين وليس أدل عليها من العودة للنصوص العالمية المشهورة ونجاحها الساحق مثل الملك لير لشكسبير والتى يتألق فيها النجم الدكتور يحيى الفخرانى والمتفائل أو كانديد التى كانت من أبرز وأهم عروض البيت الفنى للمسرح فى العام الماضى وتألق فيه النجم الشاب سامح حسين ثم حاليا «حريم النار» على مسرح الطليعة عن بيت برنارد ألبا وأخيرا بخيل موليير على مسرح ملك من إنتاج مسرح الشباب الذى يحظى بإدارة واعية شابة من المخرج عادل حسان إعداد وإخراج خالد حسونة

ورغم أن المسرحية عرضت عشرات المرات فى كل أنحاء العالم منذ ما يزيد على 350سنة حيث عرضت لأول مرة فى باريس عام 1668 فإنها قادرة على تفجير الضحك والدهشة من خلال المواقف الذكية للمفارقات المصنوعة بحبكة درامية والشخصيات المرسومة بعناية والدالة على عمق نظرة موليير لأمراض النفس البشرية ومنها البخل وعشق المال حتى يصبح جمع المال هواية ومتعة وأسلوب حياة ويهون فى سبيله كل المتع الأخري.. قام بشخصية البخيل هارباجون الفنان أشرف طلبة الذى اختار أن يؤدى الأنماط الغريبة المختلفة ولا يكرر نفسه فى أى دور ينجح فيه.. وأذكر قبل ما يزيد على ربع قرن شخصية الأشكيف فى فوازير شريهان وشخصية الشيخ أبو فراج الذى يردد دائما مقولة «الدنيا ما بتديش محتاج» ثم تعددت الأدوار وتباينت بين الشاب المكافح والخارج على القانون ورجل الشرطة لكنه فى مسرحية البخيل يخوض تجربة فريدة فى تحمل مسئولية بطولة عرض كوميدى استعراضى من أهم كلاسيكيات المسرح الكوميدي.. واستطاع بحضوره وخفة ظله ودراسته للشخصية أن يضيف نجما جديدا إلى مسرح الشباب.. كما تألق محيى الدين يحيى كممثل وراقص ومصمم استعراضات بارع أضافت رقصاته.. إلى العرض لمسة جمالية مبهجة.. كما تألقت نشوى عبد الرحيم فى دور الابنة العاشقة والمغلوبة على أمرها حيث تعانى سيطرة والدها البخيل وتقتيره عليها فى كل شيء حتى يفكر فى تزويجها من رجل طاعن فى السن وشديد الثراء لمجرد رغبة الأب فى عدم تحمل مصاريف الزواج والديّة التى كانت تُدفع للعريس..


اشرف طلبة وشباب الممثلين ومسرحية البخيل

وقدم عصام أشرف أداء متوازنا للابن المغلوب على أمره والذى يضطر إلى طاعة أبيه فى كل شيء إلا فى تنازله عن حبيبته له.. وبالمثل لعبت منار عبد الحكيم دور مارلين الفتاة الجميلة الرقيقة التى يتنافس على الزواج منها الأب البخيل وابنه.. وكان لظهور محمود متولى فى دور المفتش السرى أثر طيب فى زيادة معدل الضحك وهو بكل تأكيد ممثل موهوب ولديه حضور خاص.. فقط أتمنى أن يخفف من تأثره بأسلوب النجم الكبير محمد صبحى فى الحركة وتون الصوت.. كما لمع فى أدوار أصغر هادى محيى السائق والطاهى معا وسوزان مدحت المرأة المستغلة وعبد البارى سعد الدون الثرى العائد من الغياب ومحمد خلف وعمرو وليد وسائر الموهوبين الشباب.. بينما كانت أهم الأدوار لأشعار حامد السحرتى والتى تباينت بين الطرافة الشديدة فى أغانى وعدم الوضوح فى أغانى أخرى وموسيقى الدكتور محمد حسنى وديكور رانيا الدخاخنى الذى التزم بالطابع القديم للبيت الفرنسى بلمسات جمالية تسمح بالحركة والرقص فى جميع أنحاء المسرح الصغير نوعا ما.. وملابس نردين عماد التى التزمت هى الأخرى بطبيعة الأزياء فى فرنسا فى القرن السابع عشر وأسهم مكياج أمل حسام فى إقناع المشاهد بقيام أشرف طلبة بدور رجل طاعن فى السن بخيل لا يعتنى حتى بصحته وبالطبع قدم المخرج والمعد جهدا كبيرا فى اختزال النص وإيجاد مناطق للضحك تناسب العصر الحديث ولكنه مع ذلك وقع فى فخ التطويل ولعله إذا اختصر نصف ساعة من زمن العرض دون المساس بالأغانى والاستعراضات لزاد التماسك الدرامى ولحقق العرض نجاحا أكبر يستحقه بكل تأكيد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق