رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أول نسخة مصرية لمسرحية سويسرية يونيو القادم..
المخرج أندريه بينيا: «تحيا الحياة».. مشروع إنسانى ضخم نسعى لتنفيذه فى ثقافات مختلفة

باسـم صـادق

أبطال«سينما مصر» طاقات مبهرة.. والرقص المعاصر منحهم فهما أعمق لأجسادهم





من قرية سيون الصغيرة فى ريف سويسرا.. استطاعت فرقة مسرحية خاصة تطلق على نفسها اسم«الوسيط» أن تجتاز حواجز اللغات والثقافات بعرض ينحاز إلى الطاقات الإنسانية بكل أشكالها.. راهن على قدرة البشر فى مد العالم بالطاقة الإيجابية.. فنال العديد من الجوائز فى المهرجانات المسرحية الدولية..

«viva la vie» أو تحيا الحياة حقق نجاحا لافتا لدى عرضه فى الدورة 26 لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى سبتمبر الماضي.. ولكن مخرجه أندريه بينيا لم يكتف بهذا النجاح الذى أتبعه بنجاح آخر فى مهرجان أيام قرطاج المسرحية نهاية ديسمبر الماضي.. ولكنه آمن بعالمية عرضه وقدرته على التفاعل مع شتى الثقافات فقرر أن يخوض مشروعا ضخما بعمل نسخ متعددة من عرضه بلغات مختلفة ومملثين مختلفين.. وحينما شاهد عرض سينما مصر للمخرج خالد جلال قرر أن يكون أبطاله هم أبطال النسخة المصرية لعرضه كمحطة أولى لمحطات كثيرة متتالية حول العالم.. فى السطور التالية يكشف أندريه جيد عن تفاصيل أول ورشة مشتركة بينه وبين أبطال عرضه المصريين ومخرجهم خالد جلال رئيس مركز الإبداع الفني..

> كيف ظهرت فكرة عمل نسخة مصرية من عرضك السويسري؟

العرض يتحدث عن الناس فى سويسرا.. وقد فوجئت برد فعل الجمهور المصرى تجاه عرضنا وشعورهم بأن العرض يمس وجدانهم أيضا فكان هذا بالنسبة لى شيئا مهما جدا.. وهذا ما جعلنى أتحمس لعمل هذا التعاون.. فنحن طوال الوقت نخلق اختلافا بين العرب والأفارقة والآسيويين مثلا.. ولكنى أرى أن الإنسانية لها لغة واحدة يفهمها الجميع.. وهو ما جعل المصريين يتفاعلون مع«تحيا الحياة» وهذا دفعنى إلى التفكير فى تقديم نسخة أخرى من العرض بلغة أخرى يفهمها المصريون.. فالإنسانية لها نفس التساؤلات والاهتمامات والآمال والطاقات لذلك نقدمه بنسخة جديدة.

> هل شجعك على ذلك كون العرض راقصا فى المقام الأول؟

منذ بداية عملنا بالعرض مع فريق العمل السويسرى لم يكن هدفنا هو التركيز على الرقص بعينه أو الموسيقى أو المسرح فقط ولكن هدفنا هو جمع كل تلك العناصر معا دفعة واحدة وهذا جعلنا نجرى بحثا لبناء عرضنا.. كيف يتحدث بكل لغات الحركة والجسد والموسيقى ليفهمها الآخرون.. لذلك فإن اسم فرقتنا هو«الوسيط».. فنحن لا نتحدث عن شيء محدد بعينه ولكن نسعى لأن نكون وسيطا أقرب إلى الحالة الإنسانية دون أن يتم تصنيف عرضنا كعرض راقص أو مسرحى أو أو أو..

> كيف يمكن للممثل أن يستفيد من جسده أكثر من خلال الرقص المعاصر؟

نسعى لأن تكون كل عروض فرقتنا خارج فكرة البلد المحدودة أو الثقافة الواحدة لتصبح أعم وأشمل تجاه الإنسانية كلها.. لذلك فاللغة لن تكون عائقا أمام الجمهور لفهم العمل والتفاعل معه.. وقد بدأنا فى الورشة هنا مع أبطال«سينما مصر» على كيفية أن يطور الممثل من ذاته.. فأنا مثلا كنت عازفا فى الأساس.. ولكى أطور نفسى كعازف فى عالم الموسيقى تعلمت الرقص لمدة 10 سنوات.. فقط لأننى إذا فهمت جسدى أكثر سأغير مفهومى للتعامل مع الموسيقي.. وهذا ما حاولنا عمله أنا ومساعدتى «جيرالدين» لإقناع الممثل بضرورة التعامل مع جسده كراقص فيستفيد أكثر بكثير كممثل ولكن بشكل غير مباشر.. وفى النهاية لا أريد أن يعبر كل ممثل عن مهاراته مستقلا ولكن هدف أعمالنا هو أن تصير الجماعة فردا واحدا فقط..

> ألا يخلق هذا التصور من الممثلين نماذج متشابهة؟

فلسفة عروضنا هى الوحدة الواحدة.. فكل فرد فى الفرقة يؤدى دوره كمغن أو ممثل أو راقص كجزء من المجموعة يراها المتلقى كوحدة متكاملة.. ولكن فى ذات الوقت ليس معنى هذا أن يصير أفراد الفريق متشابهين على المسرح.. فيعنينا ايضا استغلال حالة الاختلاف فى مهارات كل فرد.. فهذا الاختلاف يكمل جهد المجموعة حتى يكتمل بناء صورة مبهرة.. فكيف نبنى من تلك الاختلافات شكلا واحدا تكون بمثابة القوة الدافعة للعرض..

> كيف يمكن لعرض ينتمى إلى الريف أن يجتاز كل حدود البلاد واللغات والثقافات؟

لأننا ببساطة من قرية صغيرة جدا فى سويسرا اسمها سيون.. ونعيش فى عزلة كبيرة.. وهذه العزلة هى ما تتيح لنا القدرة على البحث والدراسة طوال الوقت.. فإذا كنا فى مدينة كبيرة فلن تتاح تلك الفرصة لنا.. ولكننا نملك كل الوقت للبحث والتدريب.. وهذا هو ما يعطينا الدافع لتطوير أفكارنا باستمرار.

> سويسرا معروفة بعزوفها عن صخب العالمية.. كيف يمكن أن تواجه بالفن الصراعات الدولية؟

سويسرا بلد لها عاداتها وتقاليدها.. فى مقابل العالمية وسرعة الحياة والتفاصيل المعقدة التى تزيد من حدة وصخب الحياة فالمسافة بين هذا وذاك هو الصراع الذى نواجهه دائما.. ومثل أى علاقة هناك طرفان طوال الوقت يتجاذبان أطرافها فنعيش هذا التجاذب بين العادات والحداثة.. والمثير فى الموضوع هو ديناميكية المسافة بين هاتين النقطتين التى تدهس إنسانية البشر.. والصراع فى العالم هو صراع طاقة والعرض يطرح فكرة أن الطاقة التى نبحث عنها ليست خارجنا ولكنها داخلنا نحن البشر.. وأنا كإنسان الذى أقرر ما سأمنحه للعالم.. طاقة ضوء أم ظلام.. وهذا ما طرحناه فى نهاية العرض.. لأن الطاقة الإنسانية هى الطاقة المحركة للعالم وليست الطاقة النووية أو البترول أو أى نوع آخر من أنواع الطاقة.. وبهذا نكتشف أن الإنسان فى كل مكان متساو.. يملك نفس الطاقة وليس هناك فارق بيننا.. ونحن فى الورشة نحاول دائما التركيز على استخراج تلك الطاقة فلا تصدر نفسك باعتبارك ضحية ما حولك من أحداث.. وهذا هو سبيل نجاة البشرية.

> كيف أفادتك الورشة مع أبطال«سينما مصر» فى بناء مشروعك الفني؟

كان مهما جدا بالنسبة لنا أن نجرى تلك الورشة فنحن قادمون من بلد الساعات السويسرية.. كل شيء لدينا دقيق جدا.. ومحسوب بالثانية.. وهذا انعكس على أدائنا جميعا.. حتى فى بناء العروض لابد أن نبنيها كما لو كنا نبنى الموسيقى بإيقاع دقيق للغاية وكل شيء واضح جدا.. على الجانب الآخر.. الثقافة المصرية مختلفة تماما.. هناك دائما شكل من أشكال الصخب واستغراق وقت طويل جدا قبل بدء العمل.. ولكننا سعينا لتجميع كل هذا فى اتجاه واحد لإنتاج طاقة جبارة جدا تفيد العرض.. ففى سويسرا نبدأ آليات العمل أولا وبعدها نستجمع طاقة العمل بالتدريج بعدها..هنا العكس تماما.. الجميع لديه الطاقة والحماس طوال الوقت ولكن يفتقدون الدخول فى آليات العمل سريعا.. لذلك حينما يتم وضعهم فى إطار آليات عمل واضحة جدا يصبح الأمر مفيدا جدا.. فهذا التضاد فى الثقافات ليس عائقا ولكن بالعكس نحن نكتسب خبرة رائعة من تعلم كيفية التعامل مع ثقافة مختلفة تماما فى تقديم نفس المنتج وهذا بالنسبة لنا تحد كبير.

> هل كررت التجربة من قبل مع فرق مختلفة؟

تلك هى المرة الأولى التى أخوض فيها تجربة كهذه.. خارج إطار فرقتنا.. وعندما قدمنا العرض كنا نراه يملك من العالمية ما يؤهله لتقديمه فى ثقافات اخرى وبلغات أخري.. فالعرض نفسه يتناول فكرة أن العالمية أنستنا تاريخنا وأصولنا وجذورنا وهو ما سعينا لاستعادته فى تحيا الحياة.. لأننا لن نستطيع مواجهة تلك العالمية والحداثة دون جذورنا الواضحة التى نستطيع أن ننهل منها طول الوقت.. وهذا ما يطرحه العرض.. والتجربة جيدة لمركز الإبداع ولنا بالطبع ونسعى لتكرارها فى فرنسا بعد 5 شهور.. وهناك أكثر من دولة عرضت علينا تنفيذ مشروعنا لديها مثل الصين.. كل الدول التى تسعى لغرس فكرة استعادة الجذور والأصول فى مواطنيها..

> فى عروض الرقص المعاصر.. من صاحب البصمة الأولى والأخيرة؟ المخرج أم مصمم الاستعراضات أم مؤلف الموسيقي؟

أنا لا أعمل بمفردى فالعرض ليس للمخرج فقط ولكنه أيضا للمؤلف الموسيقي.. فالمؤلف قد يكتب 50 صفحة ونحن نعتمد على 3 ورقات فقط ولكن باقى هذا الصفحات يتم ترجمتها على المسرح فى صيغة موسيقى ورقص وحركة وهناك من يعمل على تصميم الحركة.. وكل الممثلين والراقصين يبذلون ما لديهم كفريق عمل كبير متكامل.. وهذا ما يدركه المتلقي.

> هل هناك تغيير فى مضمون العرض ليلائم الثقافة المصرية؟

نتحرك فى العرض تحديدا على الشكل المصرى ولأن العرض يتحدث عن فكرة الذاكرة أو الرجوع للأصل لذلك غيرنا بعض الأجزاء فى الموسيقى واستخدمنا موسيقى لها علاقة أكثر بالذاكرة المصرية.. ولذلك كل الممثلين على المسرح مصريون بالكامل.. ولكن فريق العامل الخارجى سويسريون.. لذلك تحيا الحياة ستكون بالطاقة والنكهة المصرية.. قد لا تكون هناك اختلافات كثيرة فى روح العرض وبنائه باستثناء بعض التفاصيل التى تخص الثقافة السويسرية غيرناها لتلائم المصرية ولكنها على مستوى العرض ككل التغيرات طفيفة جدا وهذه أكثر شيء مثير بالنسبة لى لأنها تثبت وحدة الإنسانية.

> وهل هناك تواصل مع المخرج خالد جلال على مستوى صياغة العرض؟

نعم ولا.. فهناك حالة مثالية جدا بيننا كلها تناغم وحب شديد ولا أشعر مطلقا بأى فارق رغم اختلاف اللغة.. وهذا لا يشعرنى بأى غربة.. وفى البروفات طلبت من الممثلين أن يرووا حكايات عن مصر نستغلها فى العرض وهذا هو الهدف.. ان يخرج العرض بعيون المصريين أنفسهم وليس كيف أرى أنا مصر.. وكل هذا تحت مظلة وإشراف خالد جلال..

> متى يكتمل العرض ويخرج إلى النور؟

سيتم تقديم العرض بنسخته السويسرية ضمن فعاليات مهرجان شرم الشيخ أبريل القادم ولكن تقوم أميرة رضا إحدى بطلات سينما مصر- بدور المطربة الأساسية مع الفريق السويسري.. وفى يونيو القادم سيتم تقديم العرض بالنسخة المصرية هنا.. وفى أغسطس سيتم تقديم النسخة المصرية فى سويسرا.

> وهل ترى فى أميرة رضا المواصفات التى تؤهلها لمشاركة الممثلين السويسريين دون التأثير على تناغم العمل؟

أنا لا أسعى لأن تقلد أميرة المطربة الأساسية «جوانا» فدورى كمخرج هو أن أبحث فى صوتها عما يشرح العرض وأن يكون أقرب لحالة العرض فى النسخة المصرية أو حتى فى النسخة السويسرية وأميرة لديها الإمكانات الكافية التى تستحق التعب والجهد للوصول بها إلى مرادى الفني.

> ومن سيؤدى دور لاعب الأكروبات؟

لدينا 3 أشكال من الأدوار فى هذا المكان تحديدا.. أحدها لاعب الأكروبات والآخر مؤدى دور حالة راقصة وبها ما يشبه رقص المولوية أو الدرويش وهو ما سيتم استخدامه فى النسخة المصرية لاقترابها من الطبيعة المصرية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق