«تأمل النيل مجتازا آلاف الأميال من خط الاستواء إلى البحر الأبيض.. هل تجد على طول مجراه إلا مصرا واحدة؟»
هكذا يقول المؤرخ المصرى الكبير محمد شفيق غربال الذى تحل ذكراه هذه الأيام لتذكرنا بكتابه الصغير حجما والعظيم معناً «تكوين مصر عبر العصور».
وكأن الزمن الذى مر على مصر منذ آلاف السنين لم يمر على شعوب شاركتها فى مياه نفس النهر. فجرى فى أرضها كما ارتضت هى له.
عشر دول إفريقية شقيقة تجتمع مع مصر حول حوض النهر العظيم، لكن النهر لم يعرف مقياسه إلا من خلال المصريين .. و لم ينجح فى تغيير مجراه إلا مصريون .. ولم تقم حضارة منذ أكثر من 7 آلاف سنة حوله إلا بأيد مصرية .
ويحكى غربال كيف كانت المستنقعات التى خلفتها فيضانات النهر وبالا على بعض الشعوب لم تجلب لهم إلا الملاريا، حتى أن بعضهم آثر السلامة واتجه للعيش فى جفاف الصحراء، فى حين كانت هذه المستنقعات هى باب الخير الذى فتح على مصراعيه للمصرى القديم حيث تكونت من طميها الدلتا.
كان هذا كله كفيلا بأن يحمل النيل هوية مصرية، ولا يذكر اسمه إلا مقرونا باسمها منذ الأزل وإلى أبد الآبدين.
رابط دائم: