لاشك أن استحداث منصب نائب الوزير قرار هادف وصائب تماما، مواكبا لمسئولية متشعبة التحديات فى ظل جدول أعمال زمنى مضغوط وميزانية محدودة، ويأتى ذلك متزامنا مع محاور خطة التنمية العامة بآليات عمل الوزارات بعضها البعض، ووجوب تفعيل أطر التعاون وتنسيق الرؤى بينهما على مختلف الأصعدة، وتمحورت اهتمامات خطط الإدارة طبقا لمسارين متوازيين.. الأول من خلال تسيير الأعمال الاعتيادية لمنظومة العمل، والآخر يأتى فى إطارالبحث عن رؤية حديثة تواكب العصر، وترتكز على التكامل بين قطاعات الدولة المختلفة، مما يسهم فى الارتقاء بالأداء وتعظيم الموارد ووضعها حيز التنفيذ.. وفى هذا السياق ولكيلا تستنزف بعض الواجبات الدورية وقت ومجهود الإدارة العليا، واستكمالا لتوجه الدولة لتمكين الشباب ودمجهم فى حركة المجتمع وصناعة مستقبله، فإنى أعتقد أن استحداث إدارة «للتطوير والمتابعة» سيكون له أثر إيجابى، وتكمن أهميتها فى أنها جزء من كل بمنظومة تقويم جودة الأداء وتحقيق الأهداف، وهو دور يتطلب الرصد والمتابعة الحثيثة للأداء التنفيذى الميدانى مع رفع التقارير والتوصيات، ويتطلب مهارات مهنية عصرية وقدرة تحليلية من خلال رؤى متعمقه شاملة.. ويأتى ذلك فى إطار إعداد كوادر قيادية شابة على قدر عال من الكفاءة والفاعلية على أساس الخبرة التراكمية للممارسة العملية، علما بأن نجاح أى مؤسسة وضمان تمسكها بأهدافها مرتبط بمدى دقة وشمول آلية قياس ومتابعة النتائج والقدرة المرنة على تخطى العقبات والتعامل مع كل المستجدات التى تعوق مسيرة التقدم والنمو.
لقد انقضت أيام معدودة من عمر العقد المصيرى الحالى، والذى سوف يمضى كطيف سريع، فالمرحلة الراهنة بما تحمل من تحديات جسام، تستوجب تكاتف أطياف المجتمع على قلب رجل واحد، فمن لم يتعلم من الماضى لن يرحمه المستقبل، ويجب إعادة النظر فى فلسفة وأهداف القطاعات المتباينة فى ضوء الكيف لا الكم من حيث الفكر العصرى، الخلاق، الطموح، فالأمم تنهض وترتقى على أكتاف أبنائها المخلصين الشرفاء، ومن لا يعرف قلبه اليأس لا يمكن هزيمته.
م. محمد الحناوى
رابط دائم: