رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

7 أطفال للإيجار..
4 أمهات يسلمن أولادهن لبائع لاستغلالهم فى التسول

محمد شمروخ

طفل أو طفلة لا يتجاوز عمر أى منهما ثمانية أعوام يتقدم إليك على استحياء وبخطى مترددة وبوجه مفعم بالبؤس لا يناسب طفولته وإن كان يتناسب مع براءته ثم يهمس إليك باستجداء بينما تترقرق الدموع فى عينيه»: «جعان من امبارح وعاوز اشترى حاجة آكلها»

هذا الموقف يمكن أن تصادفه يوميا لو كنت من سكان القاهرة، خاصة لو توقفت بسيارتك فى إشارة مرور مزدحمة أو على مقهى ويمكن أو حتى وأنت تسير على قدميك فى الشارع وأمام هذا المشهد المؤثر لا تملك إلا أن تضع يدك فى جيبك وتخرج حافظة نقودك لتعطيه مبلغا يكفى لشراء وجبة فاخرة وقد تقاوم رغبة بأن تمنحه كل ما فيها وتراه وهو يغيب عن بصرك وقلبك يكاد ينفطر من الشفقة على حاضر ومستقبل هذا الطفل وما تفعل به الحياة بكل قسوتها!.

ولكن تمهل قليلا، فلو تتبعت الطفل أو الطفلة، لوجدت أنه على بعد خطوات منك أو بعد ثوان من مغادرة مكانك، يردد نفس الكلمات بنفس الطريقة المؤثرة ليقابل بنفس التصرف الذى صدر منك. وهؤلاء السبعة «خمسة أطفال وطفلتان» ينزلون يوميا إلى الشوارع والميادين الكبرى وأمام المراكز التجارية والمحلات والمقاهى والكافيهات فى وسط القاهرة ومصر الجديدة ومدينة نصر، ولا تعجب أن هذا يحدث ليس بعلم أمهاتهم فقط، بل بأمرهن، فهن اللائى قمن بتأجير الأطفال السبعة الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 8 سنوات - منهم 4 أبناء لأم واحدة والثلاثة الباقون لكل واحد أم- حيث سلمت الأمهات الأربع أطفالهن لبائع متجول سيئ السمعة ومشبوه جنائيا، كان قد استقطب إحداهن وأقنعها بتشغيل ابنها الصغير فى التسول ولما نجحت الخطة وبدأت تدر على البائع والأم أرباحا خيالية، خططا لتوسيع نشاطهما، حيث تمكنا من إقناع الباقيات بتشغيل فلذات أكبادهن وكان يرسم الخطط ويقوم بتوزيع الأطفال على المناطق التى يحددها كمسارح للتسول بعد أن دربهم جيدا على كيفية الاستجداء، فكان الأطفال ينفذون ما يتم تكليفهم به من تعليمات بمنتهى الدقة، بل ويتملكهم الفرح بما يمنحه لهم من حصيلة أيديهم!.

لكن إدارة مباحث رعاية الأحداث بمديرية أمن القاهرة، كانت لهم بالمرصاد دون أن يشعروا، فقد تتبع ضباط الإدارة الأطفال السبعة وتمكنوا من كشف سر العصابة التى يقيم أفرادها جميعا فى منطقة القلعة وتتبعها رجال المباحث فى مناطق نشاطها فى شوارع وميادين القاهرة.

بعرض المعلومات على اللواء أشرف الجندى مساعد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، أمر بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضبط البائع وشريكاته من الأمهات اللائى منعن أولادهن من الذهاب إلى المدارس وقمن باستثمار براءتهم فى التسول لتحقيق مكاسب يذهب غالبها إلى زعيم العصابة وشريكته الرئيسية.

وفى عدة كمائن فى الأماكن التى يتردد عليها الأطفال السبعة، تمكن الضباط من تتبعهم وضبطهم وهم يقومون بتسليم المبالغ اليومية التى تم جمعها من جراء تمثيليات التسول إلى البائع الذى كان ينتظرهم فى مكان وموعد يحدده لهم لتوزيع الحصيلة واقتسامها مع الأمهات حسب النظام الذى وضعه للعصابة مع شريكته.

وبمجرد القبض عليه، أقر زعيم العصابة بكل شيء، وأدلى بتفاصيل جرائمه بالاتفاق مع الأمهات اللائى اعترفن بتأجير أولادهن يوميا للتسول مقابل نصيب من الأرباح التى يذهب نصيب الأسد فيها إلى البائع لقيامه بحماية الأطفال ومنع تعرض البلطجية لهم ومساعدتهم على تجنب الذهاب لأماكن يمكن أن تلاحظهم فيها الشرطة أو يقوم البعض بتسليمهم لها، بجانب رسم الخطط وتوزيع الأماكن والأدوار مع التدريب على كيفية التسول.

وقد أمر اللواء نبيل سليم مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة بإحالة البائع والأمهات الأربع إلى النيابة وتسليم الأطفال إلى دار الرعاية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق