رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ترامب.. وورقة «سليمانى» الانتخابية

‎ شريف سمير

انظر إلى التوقيت قبل التنفيذ لتعرف لماذا اختار الرئيس الأمريكى موعد الضربة .. فقد تعمد الرئيس السابق باراك أوباما اصطياد زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن فى ٢٠١١ وهو يستعد لتجديد ولايته الثانية. أما الرئيس الحالى دونالد ترامب فخطط للتخلص من زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادى ليغازل الناخب الأمريكى بتفوق جديد على أرض المعركة فى الشرق الأوسط يتغلب به على سلسلة الاستقالات الجماعية التى هزت إدارته وأفقدته الكثير من الثقة وفتحت النار على سياساته.

وبدأ ترامب ٢٠٢٠ بضربة مؤلمة مباغتة لإيران، عندما أصدر أوامره للقضاء على الجنرال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى. ليرتبك المشهد مجددا فى المنطقة باستفزاز طهران وتجريدها من رجلها الحديدى .. فلماذا فعلها ترامب؟ ببساطة لأن الرئيس الأمريكى يبحث عن وسيلة يغطى بها على ملف الملاحقات السياسية والقضائية المطالبة بعزله، أملا فى أن يتراجع أو يتعطل خصومه فى مشوار الإطاحة به. ولم يجد أفضل من وجه «سليمانى» لحرقه واستغلال سيناريو اغتياله الذى أداره بحنكة وحرفية وزير خارجيته مايك بومبيو، ليُشعل الحريق فى الشرق الأوسط ويُخدِّر مشاعر الأمريكيين بمناورة ناجحة مع «الشيطان» الإيرانى الذى يهدد المصالح الأمريكية.

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية، لم يعد أمام الملياردير الأشقر سوى دق طبول الحرب واستكمال حلقات «الفوضى الخلاقة» فى الشرق الأوسط، ولكن هذه المرة ضد إيران. وبالفعل رسمت إدارة ترامب «استراتيجية ٢٠٢٠» التى تم صياغتها على عدة محاور: عسكريا، قرر ترامب نشر أكثر من ٣ آلاف جندى أمريكى فى الشرق الأوسط فى رسالة صارخة لإيران بأن مفاتيح الحدود وبوابات الدول بين يديها وتحركها كيفما تشاء .. وبمجرد ما توعدت إيران بالانتقام لمقتل سليمانى، ارتفع صوت الرئيس الأمريكى باستهداف ٥٢ موقعا إيرانيا. وهو ما دفع الكونجرس الأمريكى إلى كبح جماح ترامب فى هذا السباق المخيف، ليهدد بتقليص صلاحيات الرئيس العسكرية تجنبا للتورط فى جبهات قتال إضافية وغير مضمونة النتائج، خاصة أن الولايات المتحددة لم تنتهِ بعد من تسديد ديون الماضى فى العراق وسوريا وأفغانسان خلال رحلة «الحرب على الإرهاب». سياسيا .. قد نقرأ الفاتحة على الاتفاق النووى الإيرانى الموقع فى ٢٠١٥، والذى دفنه ترامب مع جثمان سليمانى وسط دموع المرشد الأعلى على خامنئى وملايين الإيرانيين .. وتتضاءل فرص إحياء الاتفاق أمام سيادة لغة الحرب والقتل المتبادل. وما يغذى هذا الاحتمال ما أكده الباحث الأمريكى ستيفن سيمون، المختص فى شئون الشرق الأوسط، بأن دول أوروبا التى أبرمت الاتفاق مع طهران فقدت حماستها للملف وتراجع موقفها تحت الضغط الأمريكى بمنع صفقات تجارية واستثمارات ضخمة بمليارات الدولارات عن الشركات الأوروبية .. وأوضح سيمون أن الخيار الأوروبى بين التجارة مع إيران، والمصالح مع أمريكا بات محسوما بدرجة كبيرة لمصلحة واشنطن التى لا تتورع عن استخدام سلاح العقوبات الاقتصادية ضد عشرات الدول فى العالم، بما فى ذلك الحلفاء والشركاء. واقتصاديا، تراهن إدارة ترامب على غليان الشارع الإيرانى نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، ومن ثم ستلجأ واشنطن إلى تضييق الخناق على طهران بحزمة عقوبات جديدة تحاصر الشركات والمؤسسات الإيرانية لإجبار قادتهم على قبول الشروط الأمريكية!

وإذا كان ترامب قد عقد العزم على تنفيذ محاور استراتيجيته الجهنمية لترويض إيران من ناحية، واستقطاب جيرانها وابتزازهم من ناحية أخرى، فإن موقف الكونجرس حتى هذه اللحظة واضح وصريح، ومضاد لتيار ترامب ورجاله. ومن الذكاء التمسك بورقة الكونجرس وشرعية أصوات أعضائه لعدم انتشار نار الحروب فى الشرق الأوسط .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق