رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حرب بالوكالة..
«حصان طروادة» الإيرانى يواجه «فرس النبى» الأمريكى

‎  محمد عز الدين
دونالد ترامب

يبدو أن الحرب بالوكالة هو أقرب سيناريوهات المواجهة شبه الحتمية بين أمريكا وإيران، بعدما أطلق مقتل قاسم سليمانى القائد العسكرى الإيرانى نفير الحرب، فيما يعتبر المراقبون أن مخاطر المواجهة العسكرية المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران تتضاءل بالمنطقة، مقابل تزايد احتمالات شن الهجوم من تنظيمات تمولها إيران بالعراق وسوريا ولبنان واليمن ضد المصالح الأمريكية بالمنطقة.

حروب الوكالة هي الأسلوب المثالى أمام ايران، خاصة أن أمريكا مارست أقصى ضغط عسكري على ايران قبل شهور عقب حوادث مهاجمة لأهداف مدنية وبترولية لدول بالمنطقة وسفن بمياه الخليج.  وبالرغم من هذا الضغط- لم تتحرك القوات الإيرانية بشكل عدائى مباشر ضد السفن الأمريكية وقوات التحالف البحرى الدولى الذى تم تشكيله وقتها لحماية حرية الملاحة فى مياه الخليج ومضيق هرمز.  ولم يأت التحرك الدولى من فراغ، فقد هاجمت إيران منشآت بحرية بطائرات «درون» على مواقع بترولية سعودية وأسقطت طائرات أمريكية بدون طيار فوق مضيق هرمز، ولغمت سفناً فى الخليج ثم صادرت ناقلة بترول بريطانية، وأفرجت عنها بعد أحداث دراماتيكية.

ويرى القائد الأمريكى السابق جيمس ستافريديس أن القرار الأوروبي بزيادة عدد السفن الحربية المنتشرة فى الخليج، قابل للتكرار، وهو ما حدث بالفعل من تحرك سفن بريطانية ويابانية نحو المنطقة،.وردت طهران على التحركات الأمريكية بمحاولة إظهار سيطرتها على مضيق هرمز. وقدرتها على إغلاقه فى أى وقت تختاره بما يؤدى إلى الإضرار بالاقتصاد العالمى. هذه الاستراتيجية الإيرانية، ستصطدم بالموقف الغربى الذى يمتلك وجودا عسكرياً قوياً فى هذا المضيق المهم. وبينما كان الرد الغربى على الممارسات الإيرانية قبل شهور يبدو قوياً، لايبدو الموقف بنفس القوة هذه المرة مع انتقاد دولً عديدة لعملية اغتيال أمريكا لسليمانى ما أشعل فتيل المواجهة مجددا. ويرى ستافريديس أن إيران ليس لديها ميل ولا دافع للتراجع عن مواقفها، وربما يزيد الإيرانيون تحركاتهم العدائية ضد الملاحة التجارية فى الخليج سواء بوضع ألغام بحرية فى مضيق هرمز كما فعلوا فى أثناء الحرب الإيرانية ــ العراقية فى ثمانينيات القرن الماضى، فيما عرف باسم «حرب الناقلات» أو حتى بإغراق السفن فعلياً بالمضيق. والأرجح، أن يستخدم الإيرانيون أسلوب «أحصنة طروادة» الموجودة فى دول عربية بالمنطقة لشن حرب بالوكالة ولتوسيع نطاق المواجهة من خلال استخدام القوى التابعة لها في المنطقة، مثل حزب الله فى لبنان لضرب إسرائيل، أو جماعة الحوثيين الإرهابية فى اليمن لضرب السعودية، أو لواء الفاطميين الشيعى الأفغانى لمهاجمة القوات الأمريكية فى أفغانستان، فيما أن ميليشيات الحشد الشعبى، وعصائب الحق، وكتائب حزب الله العراقية، وحركة حزب الله النجباء ومنظمة بدر وغيرها من قوات تدين للحرس الثورى الإيرانى بالولاء هى الاختيار الأمثل لمواجهة مقبلة.. أما الجانب الأمريكي، فقد يلجأ إلى إضافة كاسحة ألغام فى الخليج، حيث توجد بالفعل كاسحة من هذا النوع فى البحرين، أو إغراق السفن الحربية الإيرانية وهو ما فعلته الولايات المتحدة في أواخر الثمانينيات في إطار عملية عسكرية باسم «فرس النبي». ومع استمرار قرع طبول الحرب فى الخليج، قد تتغير معادلة «اللا سلم واللا حرب بين اسرائيل وإيران»، فإذا ما نشبت حرب مع إيران، على مستوى إقليمى سيتحقق فيها لإسرائيل أقصى المنافع حتى لو تكبدت فيها سائر دول المنطقة أكبر الخسائر. ومن الناحية التكتيكية، فلن يكون من مصلحة أى طرف الانزلاق إلى الحرب، إذن مجدداً، هى حروب محدودة بالوكالة بين «فرس النبى» الأمريكى الجديد، ضد «أحصنة طروادة» الإيرانية فى الدول العربية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق