رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

طهران.. واستراتيجية «الانتقام»

‎ محمد عبد القادر
خامنئى

 من بين 13سيناريو انتقاميا و35هدفا للولايات المتحدة فى المنطقة بالإضافة إلى إسرائيل، حددت إيران سريعا طبيعة الرد المنتظر على مقتل قاسم سليمانى قائد وحدة «فيلق القدس» التابعة للحرس الثورى بضربة أمريكية فى العراق، لتنهى حالة الترقب والحذر الدولى من تصعيد غير مضمون العواقب بالمنطقة.

وأعلن الحرس الثورى الإيرانى فى بيان له تبنيه إطلاق العشرات من الصواريخ الباليستية، استهدفت قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات أمريكية، داعيا الولايات المتحدة إلى سحب قواتها المنتشرة بالمنطقة حتى لا يقتل المزيد منها، ذلك فى الوقت الذى اعتبر فيه إسرائيل حليفة لأمريكا فى قتل سليماني.

وأكد المسئولون فى الولايات المتحدة استهداف قاعدة «عين الأسد» فى محافظة الأنبار، وهى ثانى أكبر القواعد الجوية فى العراق، والتى زارها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزوجته ميلانيا بشكل مفاجئ فى 2ديسمبر 2018، للاحتفال مع الجنود الأمريكيين فيها بعيد الميلاد..  

كما تم استهداف قاعدة «حرير» بمحافظة أربيل أيضا، والتى تم إنشاؤها حديثا بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق، من أجل استخدامها فى محاربة تنظيم «داعش» الإرهابى، وتبعد نحو 60 كيلومترا عن الحدود الإيرانية، فيما تم نقل نحو 2000 جندى إليها مؤخرا من سوريا.

ورغم تأكيد الولايات المتحدة عدم سقوط قتلى أو إصابة أي من جنودها فى الهجمات، غير أنه يمكن تلخيص أهم مكاسب إيران فى الآتى:

ــ إظهار قوة الردع الإيرانية، من خلال استخدام أقوى أسلحتها للرد على مقتل ثانى أهم رجل فى البلاد، حيث تمتلك طهران ترسانة صاروخية تصنفها الولايات المتحدة ضمن الأقوى فى الشرق الأوسط.

ــ حفظ ماء الوجه ولو قليلا، حيث الحرص على سرعة الرد وتجاوز تأثيرات صدمة مقتل سليمانى على الوضع داخليا، كذلك الحفاظ على هيبتها ومكانتها بالمنطقة، والتى صنعها قائد «فيلق القدس» السابق.

ــ دقة اختيار طبيعة الرد، حيث اختارت طهران تنفيذ أقل السيناريوهات ضررا عليها، خاصة فى ظل أزمتها الاقتصادية، مع الحفاظ على أن تكون الهجمات الصاروخية فى التوقيت والمكان نفسه، الذى شهد اغتيال قائد «فيلق القدس» السابق، وأن يكون طابعها «عسكريا».

ــ الإبقاء على الشركاء، من خلال الاستجابة للرسائل الدولية عقب مقتل سليمانى، والتى طالبت طهران بأن يكون الرد متناسبا، من ثم ضمان بقاء قنوات الاتصال مفتوحة كما هى مع الأوروبيين. وفى أول رد فعل على الهجمات، أكد محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانى أن بلاده ستكتفى بهذا الرد ولن تسعى للتصعيد أو الحرب، لكنها ستدافع عن نفسها ضد أي عدوان.

وهكذا، يبدو أن إيران نجحت فى الخروج من مأزق مقتل سليمانى، والانتقال من موقع رد الفعل الذى فرضته عليها إدارة ترامب، ذلك فى انتظار ما قد تكشف عنه الأيام المقبلة. من «المكافأة» المنتظرة علي رد الفعل المتناسب، واختيار ضبط النفس وعدم التصعيد، وإما اعتبار الاستعراض مجرد مقدمة لرواية الثأر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق