رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نهر الحياة

أحمد البرى; بريد الجمعة;

م.ب.و.. عليك أن تتقن عملك، فيصبح ميزة لك، وخلقًا تتصف به فى حياتك، ومن ثمّ تحقق كل ما تصبو إليه من نجاح، فلقَد صَنَعَ اللهُ كلّ شَيءٍ في هذا الكَونِ بإتقانٍ، وأنزل الإِنسَانَ إلى الأرض، وجعله خليفة فيها، وأمره بالسعي في مناكبها، وأوجب عليه الإحسان، ونهاه عن الإفساد، وقَالَ سبحانه: «صُنعَ اللهِ الَّذِي أَتقَنَ كُلَّ شَيءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بما تَفعَلُونَ» (النمل: 88).

وقد أولى الإسلام «إتقان العمل» عناية فائقة؛ لدرجة أنه لم يجعله أمراً دنيوياً فيه منفعة عاجلة فحسب، وإنما جعله أيضاً أمراً تعبدياً يتقرب به المسلم إلى الله، وأمرنا بالإتقان ديناً ودنيا، كما أمرنا بالعلم على أعلى المستويات لتحقيق المصلحتين العامة، والخاصة، وهو ما أكده الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - عندما قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»، إذ ستعرض أعمالنا على الله، ويجب أن يكون كل عمل نقدمه على الصورة التي نحب أن يراها سبحانه وتعالى ورسوله، كما يؤدي الإتقان إلى الإخلاص في العمل لارتباطه بالمراقبة الداخلية التي تجرد العمل من مظاهر النفاق والرياء. وليس كما يفعل كثيرون من الناس الذين يتقنون أعمالهم ويجوّدونها إذا كانوا مراقبين من رؤسائهم، أو قصدوا بها تحقيق غايات لهم، أو إذا كانوا يسعون إلى الشهرة مثلا؛ لأنهم يفتقدون المراقبة الداخلية التي تجعلهم يؤدون أعمالهم بإتقان.

ونلاحظ أن كلمة «عملاً» جاءت فى الحديث الشريف دون تعريف، ولا تحديد لنوع العمل، إيحاء بأن الله يحب أن يكون الإتقان سلوكاً للمؤمن في كل أعماله، حتى يحسن القيام بمهنته وعباداته ومعاملاته، لكن الكثيرين يهملون إتقان العمل، ويربطونه بالمقابل المادي، ومن هنا يجب أن يعي الجميع أن غياب الإتقان يؤثر على هؤلاء الأشخاص أنفسهم قبل غيرهم، فإتقان العمل يكون سببًا في ارتقاء الموظف، أو إكساب الطبيب أو المعلم سمعة طيبة بين الناس، الأمر الذي يعود عليهم بالمنفعة في الدنيا والآخرة، وفي المقابل فإن غياب الإتقان يكون سبباً في السمعة السيئة.

إن العمل المتقن حماية من المذلة والمهانة، وسبيل إلى النجاح، وبه نستطيع استخراج كنوز الأرض وخيراتها، وينال الإنسان حاجته من الطعام والشراب والكساء، فتعالوا نفتح صفحة جديدة نصحح بها مسارنا في الحياة بالعمل الجاد الذي يقودنا إلى مستقبل أكثر إشراقًا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق