رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأبواب المسدودة

أحمد البرى; بريد الجمعة;

أنا مدرس ثانوى صناعى وعمرى 50سنة، وتعود مأساتى إلي خمسة عشر عاما مضت، حيث تزوجت من زميلة أختى، وكانت مطلقة، وعشنا في شقة بحى شعبى لمدة عشرة أعوام، ولاحظت وقتها أن غريزة الأمومة لديها أعلى من غريزة الزوجة، وأنجبنا الطفل الأول بعد محاولات استمرت ثلاث سنوات، بعد أن تمكن الأطباء من علاج «عيوب» خاصة بها، وبدأت فى التردد كثيرا علي والدتها، وأحبت زيارتها باستمرار، ثم شيئا فشيئا أقامت عندها نصف الأسبوع، ثم خمسة أيام ثم الأسبوع بأكمله، وأهملتنى إهمالا شديدا، واضطررت للعيش مع والدى البالغ من العمر ثمانين عاما، ويعانى أمراضا مزمنة، ووالدتى التى بلغت سن السبعين، ومصابة بالسرطان، وأصبحت عبئا شديدا عليهما، فقررت الرجوع لشقتى والعيش فيها بمفردى، وزيارة زوجتى عند والدتها، وألححت عليها أن ترجع إلى شقتنا، ونستقر فيها، فاستجابت لطلب العودة، ولكن على فترات متباعدة، وزادت فى إهمالى، وتهربت من حقوقي الزوجية، ثم جاء المولود ولدا، وكانت تريد بنتا، فراحت تتطلع إلى إنجاب بنت، وظهرت غريزة الأمومة من جديد، وأنجبت ولدا آخر ثم بنتا، وتحججت بعد وجود ثلاثة أطفال بضرورة الإقامة عند والدتها لكى تساعدها فى تربية الأبناء، وتحت ضغط معنوى وحرمانى من حقوقي الزوجية وضعفها كأنثى والبكاء أحيانا، أخذت قرضا من أحد البنوك بضمان وظيفتى، وبنيت شقة فى منزل أهلها، وطلبت منهم تحرير عقد بما قمت بإنفاقه فماطلونى، ثم قالوا لى: إنها شقة أولادك، وسوف يتزوج أحدهم فيها، ولم يمض وقت طويل، حتى شعرت بأن هناك اتجاها عاما من الكل لتطفيشى من المنزل، وامتنعت زوجتى عن إعداد الطعام لى، وحقوقى الزوجية، واستقرت فى شقة أمها بعد عودتها من العمل، وأهملت المتابعة الدراسية لأبنائنا، واقتصر حديثها معى علي طلبات مبالغ فيها لتعجيزى، فمهمتى بالنسبة لها انتهت بعد إنجاب البنت، وعملها فى وظيفة بمرتب ثابت كبير.

الغريب أنها طلبت منى أن أتزوج بأخرى ولا أنتظر منها أى حقوق زوجية، ومنعتنى من لمس تليفونها، وزادت فى مطالبها بعدم التدخل في شئونها أو ملبسها أو وجودها الدائم عند والدتها، وأن أعود إلي شقة الزوجية، وأرسل إليها مصروفا شهريا لها ولأولادنا، وناقشتها فى الأمر، خصوصا وأنها ميسورة الحال، فكيف لي أن أفتح بيتين وأصرف علي زوجتين، فردت ردا غريبا: «شوف لك واحدة غنية تزوجها»، فأخذت حقيبة ملابسي، وأنا غاضب وذهبت إلى شقة والدى، وتركتها لفترة تفكر فيما قالته لعلها تعود إلى رشدها، ففوجئت بسيل من القضايا والمحاضر والأكاذيب، من تبديد منقولات، وحبس سنة وغرامة ألف جنيه، مع أنها نقلت العفش بأكمله إلى الشقة التى أقمتها فى بيت أبيها، كما حررت محضرا بعدم التعرض لها ولأولادى، ورفعت قضية تريد نفقة لها بحجة أننى طردتها من منزل الزوجية، فأقامت عند والدتها وأنكرت وجود الشقة وقائمة المنقولات، ورفعت قضية أخرى عند دائرة أخرى طالبة نفقة لأولادى الثلاثة، وحصلت على أحكام ضدى بمبالغ تفوق مرتبى، كما أننى أسدد القرض الذى بنيت به الشقة فى بيت أبيها، وأصبحت مهددا بالسجن فى أى لحظة، وتدهورت صحتى، ولدىّ عين لا أرى بها، ودوال شديدة بالساق اليسرى، وأعانى انزلاقا فى الغضروف، وانسدت جميع الأبواب فى وجهى بلا ذنب ولا جريرة، فماذا أفعل؟.

 

> ولكاتب هذه الرسالة أقول:

 

لقد اجتمعت كل صفات الزوجة الظالمة فى زوجتك، وقد أخطأت بالاستمرار معها برغم الشواهد التى أكدت لك أنها لا تريد الحياة الزوجية، فكل ما كانت تسعى إليه أن تنجب الأبناء ثم تستقل بهم بعيدا عنك، ونفذت خطتها بدقة، حتى إنها أقنعتك ببناء شقة فى بيت أبيها، وتكبّلت بالقروض التى لا تستطيع سدادها الآن، وكان عليك أن توقع عقدا مع أبيها بأن لك نصف الشقة مثلا، أو على الأقل ما يثبت حقك فيها، لكنك تصورت أن تلبية هذا المطلب لها ربما يقربها منك، وتتوقف عن عنادها لك.

إن مشكلتك متكررة فى كثير من البيوت، وسببها الرئيسى غياب الحوار ومراعاة خاطر كل من الزوجين لبعضهما البعض، والرباط المقدس بينهما وسنين العشرة ولتعلم جيدا أنه ما وُجدت مشكلة إلا ولها حل، لكن العناد والمكابرة من أحد الطرفين هو الذى يوصد أمامهما الأبواب.. وإذا كانت زوجتك سوف تحصل بالقانون والأوراق على ما ليس حقها، لمجرد أنك أعطيتها الأمان، ولم تتوخ الحذر وأنت تقدم على بناء شقة فى غير ملكك، فإن عقاب الله شديد، فهو ـ عز وجل ـ يمهل الإنسان لعله يفيق من غفلته، فإذا أقر بالحق، فسوف يصلح الله باله، وإذا استمر فى غطرسته وظلمه، فسوف ينال العقاب المستحق عليه.

ولعل زوجتك تحذر دعوتك عليها، فإن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد، ففي حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا؛ فإنه ليس دونها حجاب».

فالجزاء يأتي عاجلا من الله.. وليس بالضرورة أن يكون الظلم بيّنا أو شديدا فقد تكون كلمة مسيئة أو سوء ظن أو عدم تقدير، أو حتى تجاهل نوعا من أنواع الظلم، وقد فتح الله باب التوبة على مصراعيه فيقول تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) النساء:110

إن الرحمة وجبر الخاطر والمعاملة بالعدل والإحسان هي الضمادة العظيمة الأكيدة التي نضمد بها كل جرح يظهر من آن لآخر على جسد العلاقة الزوجية، وإنى أرجوها أن تفيق من غفوتها، وأرجو من أهلها أن يرتدوا عن ظلمك، وأن يعيدوا إليك حقوقك، ولا بديل عن تطليقها، وتبدأ حياتك من جديد مع من تقدرك، وعليك أن تتسلح بالصبر، فهو مفتاح الحل لمشكلتك بإذن الله.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق