رئيس مجلس الادارة
عبدالمحسن سلامة
رئيس التحرير
علاء ثابت
لا مجال هنا للحديث عن «دنيا» فحكايتها حملتها الشوارع قبل أن تولد بخمس سنين كان الراعى فى مدينتنا يحكى عنها فى كل زقاق وعطفة للصيادين وهم ذاهبون إلى البحر كل صباح لعمال البناء وهم يحملون سقالاتهم ويغنون للبحارة الذين عادوا من البحر ليلاً كانوا يشاهدونه فى ركن معتم وهو ينادى هل شاهدتم «دنيا» هل لمسها أحدكم هل استمعتم إلى صوتها الملائكى يقال أنه ذات مرة أوقف عصفوراً وراح يحكى له وهو يبكى ذات يوم سأنجب بنتاً سيكون بمقدورها أن تروى عطش الصحراء بمجرد نظرتها إليها ستكون هى الضوء الذى تتسلل على حباله الطيور إلى الجنة ستكون بمثابة الحياة التى طالما انتظرتها دون جدوى قبل خمس سنين كان الراعى غريباً عن حارتنا وكنا لا نعرف عنه سوى انه رجل طيب فقط طيب إلى أن صار كحجر الأساس ............ فى كل بيت لا ننام إلا على صوت حكايته أو قل شكواه كان الراعى يقاوم وحدته بالحديث مع أى قادم ذات مرة أوقفنى وقال لى هل شاهدت «دنيا» دنيا كانت هنا منذ قليل كانت تساعدنى فى إطعام خرافى الصغار ساعتها انطفأت روحي وغابت الأجوبة كان كثيرون من حارتنا يعرفون الراعى ومنهم من قال ............ أنه شاهده منذ سنوات فى احياء أخرى يبكى ومنهم من أقسم أنه لم يتزوج أصلاً لم يشاهد أمرأة قط طول حياته لم يعرفها لم يلمس يدها لم يرقص مع طيفها حتى فى الخيال لم يقبل فمه فم جنس آخر حين ملت مدينتنا حكاية الراعى تركوه دون أن يجيب أحد عليه فلم يحتمل وحدته فى اليوم التالى غادر مدينتنا ليبحث عن دنيا فى مدينة أخرى ............ ربما وجدها أو غاب مع حكايتها حتى أذابهما المطر