مساندة الدولة لقطاع السياحة ودعمه خلال السنوات الماضية، ونجاح القيادة السياسية فى تحسين الصورة الذهنية عن مصر فى الخارج، بالإضافة إلى الاستقرار الأمنى والسياسى كانت وراء عودة مصر بقوة إلى خريطة العالم السياحية، محققة أعلى إيرادات فى تاريخها وزيادة غير مسبوقة فى أعداد السائحين.
ولأن طموح مصر يريد أن يصل إلى أبعد من ذلك للحصول على حصة عادلة من كعكة السياحة العالمية بما يتناسب مع مقوماتها الفريدة..فقد استمرت جهود الحكومة ورفعت من سقف دعمها لقطاع السياحة حتى يستطيع المنافسة برفع كفاءة الفنادق والقرى السياحية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للسائحين.
وتعد مدن جنوب سيناء ..شرم الشيخ ودهب وطابا من أكثر المقاصد السياحية التى بحاجة لدعم جاد من الدولة لإعادة تشغيل الفنادق بعد قيام الدول المصدرة للحركة بإعادة رحلاتها ورفع الحظر وكانت آخرها بريطانيا.
من هنا جاء تحرك اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء عندما دعا محافظ البنك المركزى طارق عامر للقاء مع المستثمرين أسفر عن إجراءات وصفها قطاع السياحة بأنها جريئة وغير مسبوقة، منها إعفاءات من الفوائد وتسهيلات فى السداد..ولكن كان قرار تخصيص 50 مليار جنيه لدعم الفنادق فى جميع المقاصد السياحية، وليس جنوب سيناء فقط أثر إيجابى على القطاع والذى سارع بإرسال برقية شكر للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وهنا أكد المحافظ أن الدولة بجميع أجهزتها تنفذ تعليمات القيادة السياسية بدعم القطاع ومساندته ،مشيرا إلى أن محافظ البنك المركزى وافق على خفض فائدة القرض من 12% إلى 10%.. وهو الأمر الذى طالب به المستثمرون خلال اللقاء الذى تم بشرم الشيخ وحضره وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، ووزير الطيران المدنى الطيارمحمد منار، وجمال نجم ، نائب محافظ البنك المركزي..وسراج سعد رئيس الهيئة العامة للتنمية السياحية..لافتا إلى أن اللائحة التنفيذية الخاصة بمبلغ الـ 50 مليار جنيه سوف يتم إصدارها خلال أيام.
وقال فودة إن الوزراء المعنيين بملف السياحة بدأوا بالفعل فى تنفيذ تكليفات الرئيس السيسى وأصبحت لديهم الجرأة فى إصدار قرارات فورية تدفع منظومة العمل إلى الأمام، مشيرا إلى أن وزير الطيران أصدر قرارا بدراسة تسيير رحلات من الأقصر إلى الغردقة وشرم الشيخ لربط السياحة الثقافية بالترفيهية وهو منتج سياحى لا يوجد له مثيل فى العالم ،حيث يستطيع السائح مشاهدة الآثار الفرعونية والاستمتاع بشواطئ البحر الأحمر فى الوقت نفسه.
وجاءت أيضا تحركات الدكتور العنانى خلال الأسبوعين الماضيين لتؤكد جدية الدولة وسعيها بقوة لمؤازرة القطاع السياحى ،من خلال إطلاق حملات ترويجية فى العديد من الدول لزيادة الحركة وتحقيق خطة الدولة خلال العام الحالى بزيادة الدخل السياحى إلى 17 مليار دولار.
وهنا أكد مطيع إسماعيل، الخبير السياحى ونائب رئيس جمعية مستثمرى شرم الشيخ، أن اللقاءات التى عقدها العنانى معهم كانت إيجابية ،وأصبح لدينا شعورا بأن الدولة لديها بالفعل خطط مدروسة لإنعاش صناعة السياحة وعودتها لتكون قاطرة الاقتصاد المصرى ،مشيرا إلى أن الوزير وضع يده على العديد من النقاط المهمة التى من شأنها زيادة التدفق السياحى من أوروبا..فقد أعلن خلال اللقاء أن الوزارة سوف تعمل على التفاوض مع الحكومة الألمانية لتخفيض رسوم المغادرة المفروضة على السائحين الألمان الراغبين فى زيارة مصر والتى تصل إلى 27 يورو، فى حين لا تزيد على 7 يورو للمسافرين إلى تركيا.
كما قام العنانى خلال الأيام الماضية بفتح ملف هيئة تنشيط السياحة المصرية، حيث فوجئ بأن هناك بعض القطاعات المهمة التى لها صلة مباشرة بالترويج السياحى مثل قطاع السياحة الدولية الذى يعمل بدون مسئول ،فقرر على الفور أن يتولى أبناء الهيئة من الشباب وأصحاب الكفاءات العمل مع إعدادهم لتولى مسئولية مكاتب الهيئة المنتشرة فى الدول الأوروبية.
تحركات الحكومة الأخيرة لدعم قطاع السياحة تسببت فى حالة من الارتياح لدى منظمى الرحلات والمستثمرين سوف تنعكس بالتأكيد على زيادة الحركة السياحية ،وهذا ما أكدته منظمة السياحة العالمية فى تقريرها الأخير حيث توقعت استمرار نمو القطاع خلال العام المالى 2020-2021 لتسجل مستوى تاريخى جديد يصل إلى 17 مليار دولار مقارنة بـ 12.6 مليار دولار خلال العام المالى 2018-2019.
رابط دائم: