إشراقات جديدة

كلما أشرق علينا عام جديد أصبح لزاماً علينا أن نعيد تقييم كل مردودات العام المنصرم بما يتيح تقويم أدوات بلورة (عقد اجتماعى) جديد يكون بمثابة ابن شرعى لإحداثيات زاخرة بموضوعات وقضايا وتصورات بهية كشارح أصيل لطرح التدابير الفعالة لخوض معركة الوجود نأتمر بأمرها فتستنهض فينا جحافل الإيقاظ والانتباه، ونرفع بها مستوى تعاملاتنا لتخرج من آلياتها العقيمة لكى تواكب اللحظات الفارقة والشائكة المكتظة بتغير قواعد اللعبة على جميع الأصعدة، والتى باتت ترسم خرائط المصير فى كوكب يُعاد تشكيله من جديد، ويصل بنا إلى قطف ثمار الدروس المستفادة مما مر بنا من تصرفات صائبة أو أخطاء فادحة يكون من شأنها فى نهاية المطاف أن تحدد البيئة المحفزة للإمساك بالإيجابيات التى تمنحنا فرصاً سانحة فى كافة المجالات على المستويين الشخصى والعام تكون كفيلة بعدم تكرار الأخطاء التى مرت بنا، والتى تكون قد سببت لنا بعضاً من خيبة الأمل وإطفاء الطموح، فنستعيد رضانا عن أنفسنا بعد رضاء ربنا علينا عندما نعقد العزم على أن نجعل منهج حياتنا فى السر والعلن تحت مظلة (التجارة مع الله) - ومن ثم - تُبعدنا عن ألاعيب الشيطان وتصارع الأهواء، فنمتلك صفاء النفس والإحساس بالسلام الداخلى الذى يؤهلنا إلى امتلاك سبل المواجهة والمكاشفة مع الذات فننظر إلى حياتنا بعين الحكمة والجدارة، ونجعل من كل نجاح فى حياتنا نقطة انطلاق فتنمو داخلنا إبداعات تُغدق علينا بعمق الوعى والإدراك، وتساعدنا على إعادة إنتاج أنفسنا من جديد، فنضئ الزوايا المظلمة فى مسيرتنا، ومن ثمّ ينبلج فيها فجرٌ وضاء، فيُطل علينا العام الجديد من نافذة الأمل والتفاؤل بمستقبل واعد يفيض بالنجاح والتقدم، فيتوهج فى داخلنا حضوراً دينياً ووطنياً بازغاً يقضى على شعورنا بصعوبة إمكانية تحقيق الأهداف التى ننشدها والأحلام التى تراودنا فنراها أمامنا رأى العين تزُف إلينا بتحايا البِشر.

عبدالحى الحلاوى