فى مبادرة رائدة تستهدف الحفاظ على «اللهجة النوبية»، أصدرت مبادرة «كوما وايدى»، التى تعنى باللهجة النوبية «حدوتة زمان»، أول كتيب يتضمن نصوصا نوبية وترجمتها إلى العربية وعدد من اللغات الأوروبية.
بدأ الكتيب مجرد فكرة فى ذهن حفصة أمبركاب، الحاصلة على درجة الماجستير فى البحوث والدراسات الإفريقية ومؤسسة المبادرة، وذلك خلال مشاركتها فى دورة تدريبية بالقاهرة، لتعلم كيفية استخدام الهاتف المحمول فى إنتاج فيلم وثائقى بأقل الإمكانات.
«حفصة» وزميلتها فاطمة عدار أعدتا فى نهاية الدورة، التى كانت تحت إشراف المخرج الراحل سمير سيف، فيلمين. تناول أحدهما تيمة «التراث»، فيما تطرق الآخر إلى القضايا النسوية. وهنا وردت الفكرة لإنتاج فيلم وثائقى بالتقنيات المتعلمة حديثا، للتعريف بتراث وخصائص المجتمع النوبى. وفى الوقت الذى كان يتم فيه إعداد الفيلم، توقفت «حفصة» عند عدد من المصطلحات النوبية التى استشعرت أهمية توثيقها، خشية ضياعها.
وتقول مؤسسة المبادرة: «من هنا كانت البداية، جمعت عددا كبيرا من المفردات والمصطلحات التراثية بمساعدة عدد من كبار السن ومشايخ القرى فى النوبة»، موضحة أن مشروعها اكتمل بعرضها الفكرة على مجموعة أصدقاء من أسوان يجيدون اللغة الإنجليزية والإسبانية، بغرض ترجمة تلك المفردات والمصطلحات، ولاقت الفكرة ترحيبا واسعا من جهتهم.
تطورت الفكرة أكثر بانضمام متطوعين دعموا «حفصة» فى الجولات الميدانية بالقرى النوبية المختلفة، لجمع أكبر عدد من المصطلحات وتوثيق معناها ودلالاتها ثم ترجمتها.
أوضحت «حفصة»: «بدأنا المشروع فى أكتوبر الماضى، وفى نوفمبر انضممنا إلى برنامج «تنمية أبناء الصعيد» تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة للمبادرات الشبابية، الذى انتهى إلى اختيار 50 من بين 200 مبادرة، وشارك أصحاب المبادرات المختارة فى معسكر استغرق أربع أيام فى الأقصر».
الكتيب، الذى استغرق إعداده نحو ثلاثة أشهر، تضمن 230 مفردة ومصطلحا نوبيا، وينتظر أن تتبعه «حفصة» وأصدقاؤها بعدد آخر من الكتيبات المماثلة التى تحتوى باقى التراث الشفهى النوبى. وتؤمن «حفصة» وأصدقاؤها أن «الكتيب» لن يحفظ التراث النوبى فقط بل سيشكل أيضا دعاية غير مباشرة للترويج للسياحة فى أسوان.
وبالفعل بدأت «حفصة» وفريقها مع بداية العام الجديد فى توزيع «الكتيب» على المنشآت السياحية وروادها فى أسوان، وهو ما لاقى استحسانا واسعا وترك أثرا كبيرا.
رابط دائم: