رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سلمى طفلة صدفا..
ضحية جديدة فى مسلسل قتل الأطفال

محمد شمروخ

مازالت الزهور البريئة تدفع ثمن ذلك التوحش الذى تفشى فى فئات كثيرة من المجتمع، لم تعد مقصورة على طبقة اجتماعية أو مستوى ثقافى معين ينسب إليه مرتكبو هذه الجرائم، وجدناها فى أرقى أحياء القاهرة وفى عمق الدلتا وفى الصعيد، مدن وقرى وأحياء عشوائية، من أغنياء أو فقراء أو متوسطى الدخل، وأبى العام الماضى أن يرحل دون أن يقدم لنا قصة جديدة ضحيتها طفلة بعد أن امتلأت أحداث تلك السنة الجنائية بجرائم قتل الأطفال من الآباء أو الأمهات أو من غيرهم.

وآخر حلقة فى المسلسل البشع منذ أيام قبل أيام قليلة من نهاية السنة الماضية وبدء العام الجديد كانت فى قرية اسمها «البارود شرق» تتبع مركز صدفا بمحافظة أسيوط، طفلة اسمها «سلمي» لا تزيد عمرها على سنتين تدفع حياتها ثمنا لحقد زوجة أبيها التى رأت أن وجود الطفلة خطر على مستقبلها مع زوجها والد الطفلة سلمى لأنه يضطر لدفع 800 جنيه كل شهر لوالدتها التى طلقها. العجيب فى الأمر أن القاتلة «نهى ك. ف ـ 20سنة» لم تبد عليها أى علامات للندم بعد كشف جريمتها التى حاولت مع زوجها أن تخرجها كحادث وقع قضاءً وقدرًا!.

فقد حملت نهى زوجة الأب الطفلة سلمى ابنة الزوج التى كانت تلهو فى الطريق أمام بيت والد أمها الملاصق لمنزل أبيها، فاستسلمت لها فى براءة ومضت وهى تسير بها نحو حتفها، حيث خطت بخطوات ثابتة وتسللت إلى حظيرة مواشى منزل زوجها وهناك ألقت بالطفلة فى فتحة خزان للصرف الصحى تحت الأرض فغرقت لتلفظ أنفاسها على الفور وعادت الزوجة إلى بيتها تنتظر لحظة سماع الخبر، فحتما سيتم اكتشاف غياب سلمى ثم البحث عنها حتى تطفو جثتها فوق مياه خزان الصرف. ومن اليسير تفسير ذلك بأن الطفلة تسللت فى غفلة من أمها تجاه حظيرة المواشى ولأن خطواتها متعثرة بل لا تكاد تمشى، فمن السهل سقوطها فى الخزان وستتحمل أمها وحدها المسئولية، فكثير من الأمهات يتركن أطفالهن أمام الأبواب فى الطرقات الضيقة بين البيوت المتلاصقة دون خوف من أى خطر. ولكن سرعان ما طفت جثة سلمى ليراها أبوها العامل البسيط «30سنة» ويسرع بإبلاغ الشرطة بما حدث وبصفته الأب فقد قرر فى التحقيق أن ابنته زحفت نحو الخزان وسقطت فى مياهه وأنه لا يشتبه فى وفاتها جنائيا. كان من الممكن أن يتم الأمر بهذا الشكل، خاصة أنه لا توجد خصومة مع الأب وحتى لو وجدت، فمن هذا الذى قد اقتلع قلبه ووضع مكانه قطعة حجر صوان لينتقم من الأب بقتل طفلة بريئة لا تدرك حتى اسمها؟! لكن للأسف تثبت وقائع تحدث بشكل متكرر ومريع، أن هذا السؤال صار ساذجا! لكن ضباط مباحث مركز شرطة صدفا عندما تلقوا البلاغ لم يفكروا بهذه السذاجة، فالتحريات التى أجريت وأمر بها اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، توصلت إلى أن الأب كان قد طلق أم سلمى لكنه ملزم بدفع النفقة الشهرية لرعاية ابنته والتى قدرت بمبلغ 800 جنيه تتسلمها أمها، لكن نهى زوجة الأب استكثرت المبلغ على الطفلة وأمها بل ومن الغريب أنها اعتبرت «رضوخ» الأب بدفع المبلغ الشهرى، بمثابة انتصار حققته ضرتها السابقة عليها وعلى زوجها وقررت أكثر من مرة أنها لن تسمح بذلك وقبيل الحادث شوهدت نهى وهى تستدرج سلمى وتتجه بها إلى الحظيرة. الأكثر غرابة هو أن الزوج قد علم بأن زوجته الجديدة هى التى قتلت ابنته عمدا بإغراقها فى خزان الصرف ومع ذلك أصر على أن يبرئ زوجته مدعيا أن ابنته سقطت من تلقاء نفسها فى الخزان. لكنه تراجع وصمت أمام ما توصلت إليه المباحث وقرر أنه لم يكن موجودا وقت الحادث وأنه قرر ما سبق على سبيل التخمين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق